اليمن: مقتل 4 من «القاعدة» خططوا لعملية السياح الإسبان في هجوم اشترك فيه مظليون ومروحيات

بينهم أبوهريرة الصنعاني واستمرار ملاحقة الوحيشي مسؤول التنظيم

صورة وزعها الامن اليمني لـ10 مشتبهين من القاعدة متهمين بالتخطيط للهجوم على السياح الاسبان وهم من اليسار الى اليمين حمزة الضياني وعبده محمد سعد رهيقة وقاسم الريمي وعلي الدوحة وعمارة الجباري وحمزة القعيطي وناجي جردان وناصر الوحيشي ونايف القحطاني ومحمد علي كاظمي (ا ب ا)
TT

قتل أربعة من تنظيم «القاعدة» في عملية إنزال مظلي لقوات مكافحة الإرهاب اليمنية، وفقا لما اعلنه امس محافظ مأرب عارف الزوكا. وقال في تصريح رسمي له أمس، إن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية قتلت أربعة من الأعضاء في تنظيم القاعدة في عملية برية وجوية بمشاركة طائرات الهليكوبتر وقوات إسناد من القوات البرية.

وأشار إلى أن العملية ضد أعضاء القاعدة تمت في منطقة السحيم التي تتبع محافظة مأرب إداريا وأمنيا التي تقع بين محافظتي الجوف ومأرب، مشيرا إلى أنه تم التعرف على قتيلين من الأربعة الذين لقوا حتفهم في هذه العملية النوعية، هما قاسم الريمي المعروف باسم أبو هريرة الصنعاني، وعلي بن علي الدوحة، وهما من المطلوبين لأجهزة الأمن. فيما لم يتم التعرف على القتيلين الآخرين. وكان القتيل الريمي توعد في تسجيل صوتي تناقلتة مواقع يمنية الشهر الماضي بالانتقام لمقتل أعضاء في القاعدة بأيدي قوات الأمن اليمنية واغتيال أبو علي الحارثي في عملية أميركية في مأرب عام 2002‏، كما انتقد الوسطاء بين الحكومة اليمنية والعناصر الهاربة.

لكن مصادر حكومية يمنية اخرى قالت إن القتلى هم إضافة إلى الريمي وعلي بن علي دوحة ناجي علي جردان المتهمين بقتل ضابط مباحث يمني، في حين لم يتم التعرف على صاحب الجثة الرابعة، وان كانت مصادر قبلية رجحت أن يكون جردان قد تمكن من الفرار وأن صاحب الجثة هو شخص آخر.

من جانبه أكد محافظ مأرب أن هؤلاء القتلى الأربعة من ضمن خلية إرهابية استهدفت قافلة السياح الإسبان والمرافقين اليمنيين للقافلة يوم 2 يوليو (تموز) الماضي وقتل في ذلك الاستهداف ثمانية سياح من الإسبان وسائقين يمنيين وجرح 12 آخرين. وتعتبر السلطات الأمنية اليمنية قاسم الريمي من العناصر الخطرة في تنظيم القاعدة في اليمن حيث كان محكمة يمنية قد أدانته في واقعة الحاملة النفطية الفرنسية ليمبورغ التي جرى تفجيرها بقارب مطاطي مفخخ في 6 من أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2003 ، فيما قالت مصادر أمنية إن قوات مكافحة الإرهاب قد نفذت هذه العملية ضد أعضاء القاعدة بإنزال مظلي لعدد من عناصر هذه القوات بمساندة برية من القوات الأمنية التي أوكلت إليها تنفيذ هذه العملية. وذكرت أن الهجوم نفذ تم بعد عملية دقيقة وواسعة توصلت عبرها السلطات اليمنية إلى المكان الذي يوجد فيه المستهدفون من أعضاء القاعدة. وتعتقد السلطات اليمنية أن القتلى الأربعة هم من ضمن خلية من عشرة أشخاص خططت وأشرفت على تنفيذ الهجوم الانتحاري الذي نفذه عضو في هذه الخلية اسمه عبده محمد سعد رهيقة من قرية مكال من محافظة ريمة الواقعة إلى الجنوب الغربي للعاصمة صنعاء بينما ذكرت المصادر الأمنية أن القيادي في تنظيم الجهاد المصري أحمد بسيوني دويدار الذي كان يقيم في صنعاء قد مد هذه الخلية بمعلومات لوجستية ساعدت في إنجاح الهجوم على السياح الإسبان.

وقتل دويدار بعد يومين من عملية القاعدة على القافلة السياحية الإسبانية في معبد بلقيس بمحافظة مأرب. وأكدت مصادر أمنية أن أجهزة الأمن تلاحق بقية أعضاء هذه الخلية التي من ابرز عناصرها ناصر الوحيشي الذي أعلن نفسه مسؤولا لتنظيم القاعدة في اليمن.

ويعد الوحيشي والقتيل قاسم الريمي من قيادات تنظيم القاعدة الذين فروا من سجن الأمن السياسي في فبراير (شباط) من العام الماضي ضمن 23 من مسجوني القاعدة، كما أن الريمي هو القتيل السادس من ضمن قائمة الـ23 الفارين من تنظيم القاعدة حيث كان قد قتل على أيدي القوات الأمنية فواز الربيعي الذي كان الشخص الأبرز في هذه المجموعة وذلك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما قامت القوات الخاصة لمحاربة الإرهاب بقتله ومساعده محمد الديلمي والقبض على مساعد له في منطقة بني حشيش إلى الشمال الشرقي من صنعاء.

وقال مصدر قبلي في مأرب لـ«الشرق الأوسط» مشترطا عدم الكشف عن اسمه، إن قبائل المحافظة عملت طوال السنوات الماضية على تنظيف مناطقها من عناصر القاعدة وتسليمهم للدولة شريطة الحصول على مشاريع تنموية حكومية وأميركية، لكن عدم وفاء الأميركيين بوعودهم‏ وحرمان تلك المناطق من المشاريع التنموية جعل بعض القبائل تتهاون في مطاردة العناصر الإرهابية، بل وأحيانا تغض الطرف عن وجودها في الجبال القريبة من مدينة مأرب التاريخية.

يشار إلى أن تنظيم القاعدة أعلن مسؤوليته عن مقتل ضابط مخابرات يمني في مأرب قبل أشهر وهو العقيد علي حمود قصيلة مدير مباحث مأرب في مايو (أيار) الماضي، وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن المتورطين في مقتله هم ناجي علي صالح جردان، علي علي ناصر دوحه، وعبد العزيز سعيد محمد جردان.

وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد أعلن في حفل تخريج ضباط امس أن قوات الامن اليمنية قتلت اربعة من متشددي «القاعدة». وأصدرت السفارة الاميركية في صنعاء مذكرة للاميركيين في اليمن جاء فيها «التهديد الارهابي في اليمن تطور» وحثتهم على الحذر. وأضافت المذكرة «نرى الان أعمالا ارهابية لم نر مثيلا لها من قبل في اليمن» في اشارة للهجوم على السائحين. وقالت رسالة نشرت على موقع السفارة على الانترنت بتاريخ 6 اغسطس (اب) «قد يستمر استهداف المصالح الغربية. هذا التهديد المتنامي ليس مؤقتا وسيبقى معنا في المستقبل القريب».