إقبال سياحي عربي على مشاهدة الأمطار الموسمية في الهند

الشاورما والموسيقى العربية تغزوان شوارع مومباي

مواطن هندي يتقي بمظلة هجوم الامطار الموسمية (رويترز)
TT

شاهدت الهند زيادة تتراوح بين 20 و 22 في المائة في عدد السياح القادمين من الشرق الاوسط في موسم الامطار الموسمية الحالي بالمقارنة بـ 18 في المائة من العام السابق. وبدأت محلات الشاورما والموسيقى العربية في الانتشار. والنظرة علي المناطق السياحية في مومباي وغاوا وكيرلا او ما يعرف باسم محطات التلال، يتبين لك ان العرب قرروا الحضور الى تلك المناطق مثلما ينتشرون في كل مكان.

يونس الفهد من سلطنة عمان في دلهي مع زوجته وأطفالهما الثلاثة. وفي الوقت الذي تتسوق فيه زوجته، يرقص ولداه سالم وكروم على انغام موسيقى بوليوود تحت الامطار. وكل شيء حولهم مشرق كما يقول الفهد، عقب تجوله في ريكشو بالقرب من الحصن الاحمر في دلهي مع اسرته. وقالت زوجته التي كانت ترتدي الملابس الغربية ورفضت تصويرها بما ان الموضوع سينشر في صحيفة عربية «اتمنى لو ان زوجي كان يأتي بنا الى هنا كل عام». وقد حضر هذا العام افواج من السياح العرب لمشاهدة الامطار الموسمية في الهند، وهي ظاهرة لا يرونها في مناخ صحراوي.

في العام الماضي زار الهند 149568 سائحا من دول الشرق الاوسط الهندي ـ بزيادة قدرها 18 في المائة بالمقارنة بعام 2005، كما ذكرت وزارة السياحة الهندية.

وأضاف مسؤولون في الوزارة ان «زارنا 55 الف سائح من دولة الامارات في عام 2006. بينما ساهمت ايران بـ20 الف سائح، ثم عمان والسعودية حيث بلغ عدد زوارهما 18 ألفا لكل منهما. ومن الاسواق القوية الأخرى تركيا والبحرين والكويت. وفي الواقع يتصادف موسم الاجازات في الشرق الاوسط الذي يقع عادة بين شهري يونيو وسبتمبر مع الامطار الموسمية التي تتعرض لها الهند. وهي اكثر شهور السنة حرارة في المنطقة، ولذا يفضل السكان السفر الى بيئات اكثر برودة مثل محطات التلال الهندية، او تلك التي لا تتوقف فيها الامطار مثل مومباي وكارالا وغاوا او محب الشوار وغيناي وبونديتشيري وبنغالور وراجستان وهيماشال براديش وحيدر اباد، كما اوضح ساشين رامفال المدير بشركة توماس كوك للسياحة.

وتسوق الهند نفسها كمنطقة مطيرة بالنسبة للعرب الذين يفتقرون للامطار. وقد اعدت الهند رحلات سياحية للفترة ما بين شهري مايو الى سبتمبر بالتعاون مع شركة «ايمرتس هوليداي» ومجموعة كانو وشرف هوليداي والقصيبي ترفلز وناصر ترافلز وغيرها من الشركات السياحية.

ويقول اروب سين المدير التنفيذي لكوكس اند كينغز «لا يوجد في غرب اسيا جبال تعلو قممها الثلوج ولا يوجد بها وديان تنتشر بها الخضر ولا انهار والشيء الوحيد الذي يثير الاعجاب هو الامطار الموسمية». ويرى العديد منهم الامطار الموسمية للمرة الاولى في حياتهم عندما يزورون الهند». والملفت للانتباه ان متوسط نفقات السائح القادم من غرب اسيا هي ضعف نفقات السائح القادم من جنوب شرقي اسيا، حيث يصل المتوسط الى 150 دولارا يوميا في قمة الموسم السياحي. ويرجع السبب الى ان السياح القادمين من غرب اسيا يسافرون بأسرهم. ومعظم هؤلاء من الاثرياء لعدم وجود مفهوم الطبقة المتوسطة في غرب اسيا. ويفضلون الاقامة في الفنادق الفاخرة. وتكشف ارقام قطاع السياحة الهندي ان عدد السياح الذين زاروا الهند خلال الخمس سنوات الماضية خلال فترة الامطار الموسمية من دول الخليج قد تضاعف.

وتتعدد الاسباب ـ فالغرب اصبح مهوسا بقضية الامن وهو ما يجعل من الصعب على هؤلاء السياح الذهاب الى دول اوروبا الغربية. والهند هي اقرب الدول المطيرة ومن السهل زيارتها حيث توجد 220 رحلة طيران اسبوعية بين المنطقتين. وبالاضافة «فالثقافة متشابهة والطعام يشجع على السياحة. الوقت الذي يقضيه العرب هو الاطول بالمقارنة بسياح آخرين». كما ذكر سومدها داس المدير العام لشركة ار سي أي وهي شركة لنظام المشاركة بالوقت.

وقد بدأت عدد من الولايات الهندية في الاهتمام بالسياح العرب بسبب قدرتهم الانفاقية. فكل من غاوا وماديا براديش وسيكيم ومغاليا تعد خططا لجذب العرب. وقد شنت ولاية اوتار براديش حملة تحت عنوان «مطاردة الامطار الموسمية» لجذب السياح العرب. كما بدأت العديد من شركات السياحة والسفر في دفع العاملين فيها لدراسة اللغة العربية.

وقال الدليل السياحي عبد الرشيد «قبل عام، بدأت في استقبال سياح من منطقة الخليج وبما ان قلة منهم تتحدث الانجليزية او الهندية قررت الانضمام الى دورة لدراسة اللغة العربية. وقد دفعت شركتي نفقات الدراسة وهو يساعدني كثيرا. هؤلاء الناس يحبون موسم الامطار، ويحبون ركوب الريكشو ويجدون كل شئ رخيصا بحيث يعودون مرات اخرى».

واوضح سليم مرشنت من فندق خوبسورات في دلهي «الانطباع العام هو ان موسم الامطار هو فترة ركود بالنسبة للسياحة. ولكن وبسبب السياح العرب فندقي محجوز للموسمين القادمين».

وتؤيد فنادق الخمس نجوم وجهة النظر هذه. فقد اعترف متحدث باسم فندق اوبراي «يزداد عدد ضيوفنا من دول الخليج في تلك الفترة».