مقاتلو دارفور يعلنون إسقاط طائرة حكومية والخرطوم تنفي

قالوا إن العملية ردا على قصف الجيش السوداني قرى مدنية في مناطقهم بالإقليم المضطرب

لاجئه سودانية في معسكر نيالا في دارفور (أ. ف. ب)
TT

قال زعماء فصائل مسلحة في دارفور أمس انهم أسقطوا طائرة حكومية من طراز ميج 29، يقولون انها كانت تقصف قرى مدنية في مناطقهم بالاقليم غير أن الجيش نفى اسقاط أي طائرة له.

وقال محمد حسن ابراهيم القائد الميداني لحركة العدل والمساواة ان حركته «اسقطت الطائرة الروسية الصنع في الرابعة من مساء امس بالتوقيت المحلي للسودان (الثانية مساء بتوقيت غرينتش) في المنطقة الواقعة جنوب مدينة عديلة بجنوب دارفور». واضاف في بيان ان «قصفاً جوياً استمر على قرى المزروب، الثعالبة، ومنجار على مدى الاسبوع المنصرم»، واشار البيان الى ان الجيش السوداني استخدم ثلاث طائرات من طراز ميغ وطائراتي انتينوف وثلاث طائرات عمودية في القصف. وتابع «دمر القصف الكثيف والمتواصل القرى وهجر سكانها وتم تدمير مدرسة النجار». وتقع عديلة في اقصى شرق ولاية جنوب دارفور، وكانت الحكومة قد اتهمت الاسبوع الماضي حركة العدل والمساواة بمهاجمة بلدة تسيطر عليها الحكومة، وقالت الحركة ان الحكومة هاجمت مناطقهم قرب عديلة قبيل اجتماع تتوسط فيه الامم المتحدة والاتحاد الافريقي للفصائل المتمردة في أروشا التنزانية، تمهيداً لاستئناف عملية السلام، الذي انتهي بتأكيد الفصائل بالعملية السلمية.

وكان المتمردون قد اسقطوا طائرات تابعة للحكومة من طراز انتونوف وطائرات هيلكوبتر على مدى اعوام الصراع الاربعة في دارفور، ويفيد تقرير للامم المتحدة بأن الحكومة كانت تقصف مناطق في دارفور حتى نهاية يونيو (حزيران) في انتهاك لقرار مجلس الامن الدولي، الذي يحظر الهجمات الجوية.

ونفى المتحدث باسم الجيش السوداني اسقاط أي طائرة للجيش. وقال «هذا غير صحيح. كل طائراتنا اماكن وجودها معروفة لنا». وقال ان بيان العدل والمساواة عار من الصحة تماما، معتبرا ان البيان قصد منه الترويج لزعم أن الحكومة تستخدم الطيران العسكري في هذه المناطق. وأكدت القوات المسلحة هدوء الاحوال الامنية في منطقة عديلة والمناطق المجاروة بجنوب دارفور، وأنها تسيطر على الاوضاع بشكل تام. كما سقط 18 قتيلا و11 جريحا في تجدد للاشتباكات بين قبيلتي الترجم والرزيقات الابالة العربيتين في دارفور، ليرتفع عدد القتلى بين الطرفين خلال اقل من اسبوع الى اكثر من 350 من الطرفين. ووقع القتلى في منطقة أم ليونة ونبقاية بمنطقة سانية لديبة التابعة لمحلية السلام بولاية جنوب دارفور التي تبعد (35) كيلومتراً جنوب نيالا. وحمل أهالي الضحايا من الترجم مسؤولية الأحداث لحكومة ولاية جنوب دارفور ممثلة في وزير القوى العاملة وشؤون الحكم رئيس آلية تنفيذ مؤتمر الصلح، ومعتمد محلية السلام الواقعة في مكان الاحداث.

وذكر ذوو الضحايا، في تصريحات صحافية، ان المسؤولين في الحكومة لم يلتزموا ببنود اتفاق سابق جرى بين القبيلتين حول مسار الابل في المنطقة.

في غضون ذلك، رفضت الأمم المتحدة نقل القيادات الميدانية للحركات المسلحة في دارفور المشاركة في اجتماعات أروشا الأخيرة إلى مدينة رومبيك، التي كان من المفترض أن تشهد لقاء موسعاً بين رافضي أبوجا الذين شاركوا في اجتماع أروشا والنائب الأول للرئيس السوداني الفريق سلفاكير ميارديت.

وقال جار النبي عبد الكريم أحد أبرز القيادات الميدانية لحركة تحرير السودان في تصريحات، إن الأمم المتحدة أبلغتهم بأنها ملتزمة فقط باعادتهم إلى الميدان. وأضاف أن جميع القادة سيمضون ليلة في مقر الأمم المتحدة بمدينة جوبا ومنها سيغادرون للميدان مباشرة.

وقال انهم تقدموا به للحركة الشعبية ودعوها فيه إلى تحديد موعد لاحق في أي مكان لمناقشة القضايا. وشدد جار النبي على أن القادة الميدانيين لا يودون التدخل في أعمال بعثة الأمم المتحدة، وقال انها لا تعدل خط سير طيرانها، من واقع تعاملهم السابق معها. ولاول مرة منذ تفجر الصراع المسلح في دارفور قام سكرتير الحزب الشيوعي السوداني المعارض محمد ابراهيم نقد بزيارة الى مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، ودعا نقد خلال جملة لقاءات اجراها مع قيادات دارفور الى تكوين آلية فاعلة لحل ميليشيات الجنجويد مع تأمين المشاركة الفاعلة لاهل دارفور في السلطة، وقال ان القرارات الدولية حول دارفور لا تكتمل الا بارساء العدالة مطالبا بتقديم المتورطين في جرائم الحرب الى المحاكمات. من ناحية اخرى، وصلت مطار الخرطوم صباح امس طائرة اميركية تحمل مساعدات انسانية تشتمل على 1300 غطاء بلاستيكي بقيمة اكثر من مليون ونصف مليون دولار توفر المأوى لـ78 ألف أسرة في المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات.