مجزرة الإيزيديين: انتحاريون يفجرون 5 شاحنات مفخخة في 4 بلدات والضحايا بالمئات

سكان بلدة سنية شمال شرقي بغداد يتصدون لهجوم لـ«القاعدة» ويقتلون 7 مسلحين

جرحى مجزرة الإيزيدية يعالجون في مستشفى بدهوك أمس (أ.ب)
TT

اوقعت اربعة اعتداءات بشاحنات مفخخة في تجمعات وقرى ايزيدية في شمال غرب العراق اول من امس، مائتي قتيل على الاقل ومثلهم من الجرحى، حسبما اكد مسؤولون أمس. واوضح المسؤولون ان الحصيلة يمكن ان ترتفع لان عددا من الضحايا ما زالوا تحت الانقاض في ما افادت تقارير بأن القتلى 500.

وقال النقيب محمد العبيدي مسؤول الاعلام في الفرقة الثالثة في الجيش العراقي، ان «مائتي شخص قتلوا واصيب اكثر من مائتين آخرين في انفجار اربع شاحنات مفخخة يقودها انتحاريون، استهدفت تجمعات لقرى الايزيديين في قضاء البعاج (450 كلم شمال غرب بغداد)»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية. واكد دخيل قاسم حسون قائمقام سنجار (475 كلم شمال غرب بغداد) ان «شاحنتين مفخختين انفجرتا في ناحية القحطانية واثنتين اخريين في ناحية العدنانية بفارق زمني ضئيل». واضاف «نتوقع ارتفاع حصلية الضحايا لان العديد منهم ما زالوا تحت الانقاض». من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن محمد الجعد الضابط بالجيش العراقي، ان التفجيرات المنسقة في ما يبدو طالت ايضا بلدتي الجزيرة وتل عزير قرب سنجار القريبة من الحدود السورية. من جهته، اكد الجيش الاميركي ان «هناك عددا غير معروف من الاشخاص تحت الانقاض»، موضحا ان «نحو عشرين منزلا انهار». واضاف ان خمس شاحنات تحمل القنابل تم تفجيرها في القحطانية والجزيرة، مما تسبب في مقتل نحو 60مدنيا واصابة عدد غير معروف من الناس بجروح. وافادت تقارير بان اربعا من الشاحنات دخلت محطة حافلات مزدحمة وانفجرت حينما اصبحت داخل القحطانية. وتم تفجير الشاحنة الخامسة في منطقة سكنية في الجزيرة، حسبما ذكر بيان الجيش الاميركي. وقال الجيش الاميركي انه يساعد في نقل الجرحى الى المستشفيات في بلدتي تلعفر وسنجار. كما تم نقل عدد من الجرحى الى مستشفيات دهوك. واضاف ان الوقت ما زال مبكرا للغاية لمعرفة المسؤول عن الهجمات، ولكن الحجم والطبيعة المتزامنة في ما يبدو للهجمات، تعني أنها تحمل بصمات تنظيم «القاعدة»، الذي يعتبر الايزيديين «كفارا».

وقد كان الايزيديون هدفا لهجمات من قبل، ففي ابريل (نيسان) قتل مسلحون بالرصاص23 من عمال مصنع لليزيديين في الموصل، انتقاما فيما يبدو من رجم فتاة ايزيدية مراهقة قبل ذلك بعدة اسابيع. وقالت الشرطة انذاك ان الفتاة رجمها حتى الموت ايزيديون بعد ان أحبت رجلا مسلما واعتنقت الاسلام.

واستنكر الرئيس العراقي جلال طالباني الهجمات، وقال في بيان اصدره مكتبه الاعلامي، «نعرب عن ادانتنا واستنكارنا الشديدين لهذه الجريمة التي طالت اخواننا من الايزيدية المسالمين». واضاف إن «ما حصل هو دليل آخر يضاف إلى سجل الإرهاب الأسود، حيث لا دين ولا مروءة ولا قيم، فالكل مستهدف والكل يدفع الثمن». من جهته أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بـ«تشكيل لجنة للتحقيق ميدانيا في ملابسات الحادث الاجرامي وتقدير حجم الاضرار وتعويض المتضررين وتلبية احتياجاتهم باسرع وقت». ودان البيت الابيض الاعتداءات، معتبرا انها هجوم «همجي» يهدف الى مزيد من زعزعة الاستقرار في هذا البلد. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو، «ندين هذه الاعتداءات الهمجية ضد المدنيين الابرياء». واضافت ان «المتطرفين يواصلون اظهار الى اي مدى سيذهبون لمنع العراق من ان يصبح دولة مستقرة وآمنة».

واستنكر أحد أمراء الايزيديين وهو الأمير أنور معاوية الأموي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دوسلدورف في ألمانيا، المجزرة، محملا المسؤولية إلى «الحكومة العراقية التي تدعم جماعات ارهابية مسنودة من قبل إيران التي تتحكم اليوم في الشأن العراقي». وقال «كيف يمكن لهذه الجماعات أن تتحرك وتفعل كل ذلك من جنوب العراق حتى شماله، مستهدفة اخواننا من السنة والشيعة والمسيحيين والصابئة، اذا لم تكن مدعومة من قبل الحكومة وبأوامر إيرانية مباشرة».

وجاءت هذه الهجمات، وهي من اعنف الاعتداءات التي شهدها العراق منذ اندلاع الحرب منذ اربع سنوات، بعد ان قام مسلحون يرتدون بزات قوات الامن بخطف وكيل وزارة النفط العراقية عبد الجبار الوكاع وعدد من الموظفين من مجمع نفطي شرق بغداد. وقالت الوزارة في بيان، ان مجمع التسويق النفطي في بغداد تعرض بعد انتهاء الدوام الرسمي بعد ظهر اول من امس، لحادث اقتحام وخطف عدد من الموظفين، من بينهم عبد الجبار الوكاع وكيل الوزارة». واضافت ان «عصابة مسلحة ترتدي زي القوات الامنية قامت باقتحام المجمع الذي يقع في شرق بغداد».

من جهة اخرى، اعلن الجيش الاميركي في بيان مساء اول من امس مقتل خمسة من جنوده في تحطم مروحية في محافظة الانبار في غرب العراق، خلال طلعة اختبارية روتينية. وكان الجيش الاميركي قد اعلن في بيانين الثلاثاء مقتل خمسة من جنوده في العراق.

من ناحية ثانية، اكد ضابط عراقي رفيع المستوى أمس مقتل سبعة من عناصر تنظيم القاعدة، بالاضافة الى طفلة واصابة 15 اخرين من اهالي بلدة بهرز السنية شمال شرق بغداد خلال هجوم شنه مسلحو القاعدة. وقال العميد نجيب الصالحي من الجيش العراقي، ان مسلحين تابعين الى تنظيم القاعدة شنوا هجوما بالاسلحة الخفيفة والهاونات على بلدة بهرز فجر امس. واضاف ان «اهالي المنطقة صدوا الهجوم الذي استمر قرابة ساعتين متواصلتين وقتلوا سبعة من المسلحين، فيما اسفر الهجوم عن مقتل طفلة واصابة 15 شابا من اهالي البلدة».