الصومال: جيدي يعلن عن إنشاء منطقة خضراء في مقديشو على غرار بغداد

30 قتيلا في هجمات خلال 5 أيام

TT

تستمر أعمال العنف في العاصمة الصومالية مقديشو والتي راح ضحيتها أكثر من 30 شخصا خلال 5 أيام وهزت خمسة انفجارات اليوم مناطق مختلفة من العاصمة استهدف واحد منها أحد قادة الجيش الصومالي لكنه نجا من هذا الهجوم، وقد قتل أحد عناصر الشرطة المحلية في هجوم شنه مسلحون الليلة الماضية كما لقي مدني واحد مصرعه في سوق «البكارو» اثر إطلاق النار عليه من مسلحين مجهولين أيضا. وفي منطقة «عرفات» بشمال غربي مقديشو انفجر لغم زرع بجانب الطريق على دورية عسكرية تابعة للحكومة الصومالية، وأفاد شهود عيان بأن العربة العسكرية التي كان يستقلها الجنود الحكوميون احترقت بالكامل وسقط عدد من القوات الحكومية بين قتيل وجريح. وفي مدينة أفجوي على بعد 30 كم الى الغرب من العاصمة مقديشو قتل ثلاثة أشخاص، من بينهم رجل أعمال لدى انفجار قنبلة في سوق للمواشي في هذه المدينة.

في هذه الأثناء أعلن رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي عن نية حكومته إنشاء منطقة خضراء آمنة في العاصمة مقديشو لتوفير الحماية للمسؤولين الحكوميين على غرار المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد التي تضم مقر الحكومة والبرلمان العراقيين.

وتزامنت تصريحات رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي حول إنشاء المنطقة الخضراء في العاصمة مقديشو مع تصاعد أعمال العنف في العاصمة والتي تستهدف المقرات الحكومية ومراكز الشرطة ومواقع القوات الإثيوبية. وقال جيدي في تصريحات أدلي بها لوكالة رويترز للأنباء بأن المنطقة الخضراء تهدف الى مواجهة التهديدات الأمنية وتوفير الحماية للمسؤولين الحكوميين والزوار الأجانب، من هجمات المسلحين. وأضاف رئيس الوزراء الصومالي بأن الأجهزة الأمنية الصومالية المختلفة منشغلة الآن في إنشاء هذه المنطقة وسينتهي العمل منها في وقت قريب. ويرى المراقبون أن قرار الحكومة الصومالية إنشاء المنطقة الخضراء يرجع الى حرص الحكومة في تطمين المنظمات الإنسانية والدول المهتمة بالشأن الصومالي الى إرسال ممثليها وسفرائها الى مقديشو لإنشاء مكاتب دائمة لها في العاصمة.

ويقيم موظفو المنظمات الدولية والسفراء الأجانب المعينون لدى الصومال في العاصمة الكينية نيروبي حيث يتابعون الوضع في الصومال من هناك كما يقومون بزيارات خاطفة الى مقديشو تمتد غالبا لبضع ساعات للقاء مع مسؤولي الحكومة الانتقالية. وعلى الرغم من الإعلان الحكومي عن إنشاء منطقة خضراء آمنة في مقديشو الا أن العاصمة لا تزال مقسمة بين مناطق نفوذ للحكومة بحكم الوجود الأمني الكثيف فيها وأبرزها منطقة المطار والمياء والقصر الرئاسي، وبين مناطق ينخفض فيها الحضور الأمني أو يغيب ينشط فيها المسلحون المعارضون.

علي صعيد آخر كشف «عبد الله شيخ حسن» أحد زعماء قبيلة الـ«هويا» ذات الاغلبية السكانية في العاصمة عن مساعي جديدة لتوحيد مواقف زعماء القبائل إزاء ما يحدث في العاصمة ومن بينها مؤتمر المصالحة المنعقد في مقديشو منذ شهر، وقال شيخ حسن ان لقاءات بهذا الصدد جارية لتوحيد المواقف. وكان زعماء قبيلة الـ هويا قد انقسموا حول المشاركة في مؤتمر المصالحة ورفض جناح يتزعمه «أحمد حاد» المشاركة في المؤتمر، فيما انضم جناح يتزعمه «حاجي عبد إمام» الي المؤتمر بعد التوصل الي تفاهم مع الحكومة. وقد انعكس انقسام قبيلة الـ هويا على سير أعمال المؤتمر وأثير التساؤل لدى المصادقة على أوراق المؤتمر حول من له الشرعية في تمثيل القبيلة بعد انقسام زعمائها الى شطرين أحدهما يؤيد المؤتمر والاخر يرفضه بشدة.