الإيزيديون.. جذورهم تعود إلى القرن الـ12 ومجتمعهم ينقسم إلى 6 طبقات

ديانتهم مزيج من الإسلام واليهودية والمسيحية والمانوية والصابئة

نساء إيزيديات في احتفال بسنتهم الجديدة في سنجار في 21 إبريل (نيسان) الماضي (أ.ف.ب)
TT

بغداد – أ. ف. ب: تشكل الطائفة الايزيدية واحدة من اصغر الاقليات الدينية والقومية في العراق. ويبلغ عدد الايزيديين، ومعقلهم منطقة سنجار، حوالي 500 الف نسمة وفقا لمصادرهم، الا ان تقديرات اخرى تؤكد ان هذا العدد يشمل المهاجرين ايضا والايزيديين في دول اخرى.

والايزيدية مزيج من ديانات عدة، مثل اليهودية والمسيحية والاسلام والمانوية والصابئة، واتباعها لديهم طقوس خاصة بهم ويشتهرون بصناعة الكحول والحلويات المنزلية. وتعود جذور هذه الطائفة الباطنية الى القرن الثاني عشر، ومؤسسها هو الشيخ عدي بن مصطفى الاموي، الذي ولد في دمشق في 1162 وتوفي في لالش، التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن شيخان (شمال غرب العراق).

وينقسم الايزيديون، الذين يرفضون قبول اتباع جدد في طائفتهم، الى ست طبقات: الأمير والشيخ والسناتور والوعاظ والنساك والمؤمنون، الذين يشكلون حوالي 70% من ابناء الطائفة. كما ان الزواج بين افراد هذه الطبقات ممنوع كليا.

ويتزعم الطائفة الأمير بابا شيخ، الذي يترأس المجلس الروحاني المكلف ادارة امور الايزيدية.

وهذا المجلس الروحاني هو اعلى سلطة او مرجعية دينية. وهو يضم جميع شرائح المجتمع الايزيدي ويتكون من اسر البير والمريدين والشمسانية والادانية والقاتانية. ويجتمع هذا المجلس عند حدوث أي طارئ لاتخاذ القرارات المناسبة، ويتشاور الامير مع اعضاء هذا المجلس ورؤساء العشائر الايزيدية لاتخاذ قرار جماعي. اما الواجبات الدينية، فيؤدون قسما منها بشكل فردي وآخر بشكل جماعي.

وللطائفة مقعد واحد في البرلمان العراقي الحالي على لائحة التحالف الكردستاني، بينما كان لديها ثلاثة مقاعد في الجمعية الوطنية، التي انشئت بعد سقوط نظام صدام في 2003. كما يمثل نائبان الطائفة في برلمان اقليم كردستان.

ومن الاحتفالات الرئيسية للطائفة عيد الجماعة (جه ما). ويحيي ابناء الايزيدية هذا العيد في معبد لالش طوال ستة ايام، عبر اداء طقوس دينية مختلفة. ولالش (430 كم شمال بغداد) هو اهم معابدهم ومن اقدم الاماكن الدينية التي ما تزال قائمة في كردستان، وفقا للدراسات الاثرية. وتتضمن الاحتفالات فضلا عن زيارة لالش، طقس القربان عبر ذبح ثور في هذا المعبد وهو الاقدم بين معابد الطائفة. وقال الباحث في شؤون الايزيدية خيري بوزني، ان هذه الطقوس تعود الى قرون.

وخلال الايام الستة للعيد، يزور ابناء الطائفة قبر الشيخ عدي ومزارات الاولياء والصالحين، الى جانب المعبد الذي يتوجب على المؤمنين خلع احذيتهم عند دخوله. ويرفض الايزيديون لفظ كلمة الشيطان لانها مقدسة «فهو رئيس الملائكة»، لكنهم يؤمنون بالله. ويتناول الايزيديون خلافا للمسلمين، لحم الخنزير لكن يمنع عليهم اكل الخس. ولهذه الطائفة اتباع في المانيا وبريطانيا وتركيا وروسيا وسورية.