المغرب: اعتقال 4 مهندسين على خلفية تفجير انتحاري مكناس.. والاستماع إلى زوجته

TT

اعتقلت مصالح الأمن المغربية، بأمر من الادعاء العام، مساء أول من أمس، أربعة اشخاص، على خلفية تفجير المهندس هشام الدكالي لنفسه بساحة الهديم بمدينة مكناس (وسط المغرب)، قبل يومين، ورفضت المصالح الأمنية تحديد هويتهم الى حين استكمال التحقيق معهم.

وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن العناية المركزة، والمجهودات الجبارة التي قام بها اطباء المستشفى العسكري بمكناس، لانقاد حياة الدكالي، كللت بالنجاح، حيث تحدث الدكالي الى الامن، عن طواعية، وأخبرهم عن وجود أربعة أشخاص، كانوا معه ضمن الخلية التي أسسها حديثا، وإثر ذلك تحركت المصالح الأمنية وألقت القبض عليهم جميعا.

وأضاف المصدر ذاته أن أحد المعتقلين أقر للمحققين المغاربة، أن الدكالي أطلعه على مخططه الارهابي، وأبدى رغبته في المشاركة في تنفيذه.

وكشف المصدر ذاته ان الاشخاص الاربعة مهندسون من خريجي المدرسة الحسنية للمهندسين بمدينة الدار البيضاء.

وفي السياق نفسه، ألقت مصالح الأمن القبض على زوجة الدكالي، للاستماع اليها بخصوص علاقة زوجها ببعض الاشخاص، وتحركاته، حيث ينتظر، حسب مصدر أمني، الابقاء عليها رهن الاعتقال الاحتياطي، لاستكمال التحقيق معها، خاصة وأن البعض وصفها بانها امراة متشددة دينيا، وترتدي النقاب.

واستطاعت الفرق المختصة في مكافحة الارهاب والاستخبارات تحصيل والوثائق والاغراض الشخصية للدكالي، حينما داهمت منزله بمكناس، واستمعت الى عدد من جيرانه ومعارفه، وتلقت إيفادات حوله من قبل موظفي مديرية الضرائب التي كان يعمل بها براتب شهري قدره 12 ألف درهم شهريا، وتمكنت من رسم صورة حوله على المستوى النفسي والسلوك الاجتماعي، إذ أكد جميع موظفي المديرية السالفة الذكر أن الدكالي كان انطوائيا ولا يتحدث اليهم لا عن همومه ولا عن مشاكل العمل، بل كان يسلم عليهم أثناء التقائه بهم في ردهات المكاتب . وأوضح المصدر ذاته أن المصالح الامنية تقوم بحملات تمشيطية واسعة في جميع الاحياء الشعبية، التي كانت تتحرك فيها خلايا عرفت بتنفيذها لأعمال إرهابية خطيرة، تمثلت في قتل مواطنين، وموظفين تابعين لأسلاك وزارة العدل والامن، مشيرا الى أن الامر يتعلق بحي «وجه عروس» الذي يوجد شمال غربي مكناس، باعتباره الحي الذي قطنته مجموعة من الخلايا الارهابية، مثل خلية الرباع والسليماني، اللذين يوجدان خلف القضبان، بعد صدور حكم بإعدامهما، وخلية توفيق الحنويشي، ومحسن بوعرفة المحكومين ايضا بالاعدام.

وكان الرباع والسليماني، قد أقرا أمام هيئة محكمة الاستئناف في الرباط، أمام ذهول جميع الحاضرين، كيف قاما بذبح موظف، حديث العهد بعمله بإحدى محاكم المغرب، على أنغام موسيقى دينية، لكون الموظف بكل بساطة، وصف الجماعات الدينية المتطرفة بانهم «عبدة الشيطان»، يشوهون الدين الاسلامي، وهو بريء منهم، كما استطاع الرباع، وهو غير ملم بعلوم الدين، استقطاب جندي، وحثه على سرقة ثكنة عسكرية بتازة، حيث تم اكتشاف أسلحة من نوع «كلاشينكوف»، بذات الحي الشعبي بمكناس، عقب المواجهة الشرسة بين الامن وخلية الرباع، ومن معه، ثم خلايا الحنويشي وبوعرفة فيما بعد.

وذكرت تقارير إخبارية أن الدكالي، من مواليد مدينة الخميسات (70 كلم شرق الرباط)، وانتقل الى الرباط، لاكمال دراسته حيث حصل على دبلوم مهندس دولة تخصص كهرباء، وانتقل الى مدينة القنيطرة، لمزاولة عمله في شركة خاصة، حيث أنجز بطاقة هوية بنفس المدينة، واقام في شقة مع شخص اسمه منير شكري، وهومهندس دولة، خريج المدرسة المحمدية للمهندسين، ويجري البحث عنه حاليا.

الى ذلك، واصل السياح الاجانب، الذين كانت تقلهم الحافلة وسط ساحة الهديم بمكناس، التي وقع فيها الانفجار، مشوارهم السياحي بالمغرب، غير مكترثين بالحادث الارهابي المعزول، وهم من جنسيات مختلفة، أميركية، إيطالية، يونانية، أردنية، وسعودية، وواصل تجار الساحة عملهم بشكل طبيعي، مستنكرين هذا الحادث الإجرامي، على حد قولهم.