أهالي العامرية في بغداد يواجهون «القاعدة».. ويعلنون رغبتهم في دعم الحكومة

برهم صالح زار الحي مع بترايوس والعبيدي لدعم جهودهم

TT

بعد اشهر من الاضطراب الامني وتهديد اهاليه يشهد حي العامرية في العاصمة العراقية بغداد بداية استقرار ودحر لعناصر تنظيم «القاعدة»، الذي قام بعمليات اختطاف وقتل واسعة. وتوجه نائب الرئيس العراقي برهم صالح مع وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي، وقائد القوات الاميركية الجنرال ديفيد بترايوس الى العامرية أمس، حيث التقوا بقائد مجموعة مسلحة يدعى (ابو عبد)، تضم مجموعته عدداً من عناصر الجيش العراقي المنحل والشرطة السابقة اخذت على عاتقها محاربة عناصر «القاعدة» في الحي. وشرح صالح في اتصال مع «الشرق الاوسط»، ان «العامرية كانت ساقطة بيد القاعدة الى ما قبل شهرين، فاتخذ شباب وابناء العامرية موقفاً حازماً لحماية اهلهم وطردوا القاعدة من احياء العامرية». واضاف انهم لم يتقدموا بمطالب شخصية، وانحصرت مطالبتهم بالتحاقهم بصفوف الجيش والشرطة العراقية، موضحاً: «طلبوا منا فتح ابواب التطوع لالتحاقهم بالجيش وقوات الأمن التابعة للدولة». يذكر ان هذه الزيارة تأتي بعد يومين من زيارة صالح الى ديالى للتحاور مع اهاليها والعمل على المصالحة الوطنية ومواجهة الارهاب ضد الشعب العراقي.

وشرح اللفتاننت كولونيل جو يوسوا، وهو نائب مدير العلاقات العامة لبترايوس، ان القوات المتعددة الجنسية تعمل مع هذه المجموعة التي يقودها ابو عبد لـ«مواجهة الارهاب» في العامرية، مذكراً بأن العامرية تشهد ظاهرة مماثلة لما حصل في الانبار وغيرها من المناطق العراقية، التي اخذ اهاليها قراراً بمواجهة الجماعات التي تستهدف الابرياء. واضاف يوسوا، الذي رافق صالح والعبيدي وبترايوس في زيارة العامرية، «لا نقول ان المنطقة آمنة كلياً، ولكننا نعمل مع اهاليها لتأمينها»، مشدداً على ان «القوات المتعددة الجنسية تعمل على التوفيق بين هؤلاء المجموعات والحكومة حتى يعملوا بطريقة شرعية». وتابع: «المصالحة ليست سهلة، وتعتمد على استعداد عدوين للتحاور والعمل على انهاء الخلافات وهذا ما نركز جهودنا عليه». وحرص يوسوا على نفي التقارير التي تفيد بأن القوات المتعددة الجنسية تسلح المتمردين لمواجهة «القاعدة»، قائلاً: «لا نعطي سلاحاً الى أي منظمة أو مجموعة، خاصة ان هناك تسلحا واسعا بين اوساط هذه الجماعات من دون تسليحها مجدداً». من جانبه، قال صالح «نشهد تطورات مهمة وما يحدث في الانبار والعامرية لافت للأنظار ويثبت ان الطريقة الافضل لدحر القاعدة يتم بتعبئة الشعب العراقي ضدها». واضاف: «الخلافات السياسية ثانوية في دحر الارهاب الذي يستهدف كل العراقيين». وأكد صالح ان الحكومة العراقية ستعمل على توفير الرعاية الصحية وتزويد الحصة التموينية لاهالي العامرية بعد اشهر من معاناتهم تحت وطأة عناصر تابعة لـ«القاعدة» التي سيطرت على الحي.