عملية خان يونس مقدمة لاجتياح كبير قادم في قطاع غزة

جندي اسرائيلي يحرس فلسطينيا اعتقل خلال التوغل الاسرائيلي في خان يونس (ا ف ب)
TT

أكدت مصادر عسكرية رفيعة في اسرائيل، أمس، ان العملية العسكرية التي نفذتها في أحد أطراف مدينة خان يونس الفلسطينية، خلال اليومين الماضيين، لم تكن سوى مقدمة لعمليات اجتياح عسكري كبيرة تنوي تنفيذها في القريب في قطاع غزة. وادعت ان الهدف منها هو اجهاض محاولات حركة «حماس» اقامة «جيش جديد شبيه بجيش حزب الله اللبناني».

وقالت هذه المصادر ان العملية الأخيرة في خان يونس عززت قناعات اسرائيل بخطورة النشاط العسكري لحركة «حماس»، حيث انها حصلت حسب زعمها «على معلومات جديدة وتفصيلية عن هذا النشاط، مسنودة بشهادات مواطنين جرى التحقيق معهم وبوثائق أخرى حول التدريبات وسبل العمل للقرق العسكرية الجديدة».

وكانت القوات الاسرائيلية قد قتلت 6 فلسطينيين، بينهم طفل وامرأة مسنة، وجرحت اكثر من 30 واعتقلت حوالي 50 فلسطينيا، خلال عملية التوغل. وانسحبت باصابة طفيفة، حسب ادعائها. وبانتهاء هذه العملية، التي سميت «رائحة الصنوبر»، حرصت قيادة الجيش على الحديث عن جيش «حماس» الجديد لاعداد الرأي العام لعمليات اجتياح أكبر. وحسب ادعاء الناطق العسكري، أمس، فإن «حماس» تبني جيشا منظما بكل معنى الكلمة بهدف محاربة اسرائيل. ومن ميزات هذا الجيش انه مبني من فرق يبلغ تعداد الواحدة منها 8 عناصر، يرتدون الزي العسكري ومدججون بمختلف أنواع الأسلحة وبالدرع الواقي ووسائل للرؤية الليلية وأجهزة الاتصال وغيرها. وانهم يجرون تدريبات شبه علنية على عمليات هجومية. ومنذ سيطرة «حماس» على قطاع غزة، ادخلت كميات كبيرة من المواد المتفجرة. وبعد أن كانت تدخل قبل الانقلاب 7 أطنان من هذه المواد في الشهر أصبحت تدخل اليوم 20 طنا. وقال ان عناصر هذا الجيش تتلقى التدريبات من عناصر خارجية أو من مدربين في الخارج على العمليات. ومن طرق تدريبهم يستدل انهم تعلموا لدى قوات تابعة لـ«حزب الله اللبناني». ومن متابعة نشاطهم يتضح أنهم أصبحوا أكثر دقة في التصويب وأكثر قدرة على استخدام أسلحة متطورة. وعقب هذه الصورة، التي تبدو مضخمة، يستعد الجيش الاسرائيلي لاجتياح كبير او عمليات اجتياحات صغيرة مكثفة في مختلف بلدات القطاع. في المقابل يحرص رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، ووزير دفاعه، ايهود باراك، على توجيه رسائل تطمين شبه يومية لسورية مؤكدين ان اسرائيل ليست معنية بحرب معها. واشرف باراك، أمس، على مناورات قواته في الجولان السوري المحتل، وقال أمام وسائل الاعلام ان هذه التدريبات تتم لأسباب اسرائيلية داخلية، حيث ان الجيش لم يتدرب بالشكل الكافي خلال السنوات الخمس الماضية. وحول اختيار أرض الجولان لهذه المناورات وإن كان هذا استفزازا أو تهديدا لسورية، أجاب: «توجد منطقتان ثابتتان للتدريبات العسكرية الاسرائيلية، في منطقة النقب وفي الجولان. ونحن نجري التدريبات حاليا في المنطقتين».

وكان باراك قد زار قيادة اللواء الشمالي برفقة رئيس وزرائه، وأمضيا هناك ست ساعات. وفي ختام الزيارة أصدرا بيانا مشتركا أكدا فيه انهما يعرفان بأن سورية لا تنوي محاربة اسرائيل وأنها تضع تشكيلات دفاعية فقط على الطرف الآخر من الجبهة، لأنها تتحسب من هجوم اسرائيلي، وعادا ليؤكدا ان اسرائيل لا تنوي فعل ذلك. وأوضحا أن النشاطات العسكرية في الشمال هي نوع من الدفاع عن النفس في حالة تنفيذ هجوم سوري عليها. وحذرا من أن يؤدي سوء تفاهم ما لتدهور نحو حرب بين البلدين، لذلك ناشدا الجيش الاسرائيلي الى التصرف ببالغ الحذر ازاء أي تطور.

الى ذلك حذر ألون لئيل، رئيس اللوبي الاسرائيلي الفاعل من أجل التفاوض السلمي مع سورية، من ان هناك فرصة مدتها ثلاثة أشهر فقط على اسرائيل أن تستغلها من أجل مباشرة التفاوض مع دمشق. وقال انه في حالة مضي هذه الفترة من دون مفاوضات، فإن فرصة ذهبية ستضيع وسورية ستسقط في أحضان ايران، وسيؤدي ذلك حتما الى الحرب.

وعمل لئيل مديرا عاما لوزارة الخارجية الاسرائيلية في عهد باراك وشارك في محادثات غير رسمية مع شخصيات سورية بهدف التوصل الى سلام.