ذكر مسؤولون وتقارير إعلامية ان خمسة أشخاص بينهم جنديان من القوات شبه العسكرية لقوا حتفهم امس في هجوم للمتمردين وانفجار منفصل في باكستان. فقد أطلق متمردون انفصاليون مشتبه فيهم النار على نقطة تفتيش عسكرية في مقاطعة سوي بإقليم بلوشستان في جنوب غربي البلاد مما أسفر عن مقتل جنديين. وقال قائد شرطة المقاطعة نجم الدين تارين إن قوات الامن بدأت حملة في المنطقة لاعتقال الجناة.
يذكر أن المتمردين البلوش الذين يسعون للحصول على الحكم الذاتي وعلى نصيب أكبر من ثروات النفط والغاز بالاقليم يواصلون شن حرب عصابات ضد القوات الامنية والبنية المحلية. ونظم مئات من القوميين البلوش مؤتمرا جماهيريا في كويتا عاصمة الاقليم أمس بمناسبة عيد الاستقلال الستين لباكستان بوصفه «يوما أسود» حسب اعتقادهم وذلك على نقيض الاماكن الاخرى التي عمتها الفرحة في جميع أرجاء البلاد أثناء الاحتفالات الرسمية.
في غضون ذلك لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم في انفجار بإقليم الشمال الغربي المضطرب المتاخم أيضا لافغانستان. وذكرت قناة جيو الاخبارية أن الشرطة تحاول الان تحديد سبب الانفجار الذي وقع في منزل أحد المتشددين المشتبه بهم بمقاطعة سوابي.
وفي هجوم منفصل أطلق مقاتلون موالون لطالبان ثلاثة صواريخ على نقطة تفتيش أمنية في جنوب وزيرستان القريبة. وردت القوات الامنية بتوجيه ضربات انتقامية ضد مخابئ المتشددين المشتبه بهم فى منطقة القبائل الجبلية. يذكر أن المنطقة الحدودية شهدت تصاعدا للهجمات ضد قوات الامن من جانب المتشددين منذ قيام القوات الحكومية باقتحام المسجد الاحمر في إسلام آباد في يوليو (تموز) الماضي.
من جهة اخرى وصل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر امس إلى باكستان لإجراء محادثات تستمر يومين مع حكومة الرئيس برويز مشرف حول الحرب المشتركة ضد «الإرهاب» والانتخابات المقبلة في باكستان. والتقى باوتشر الذي يقوم بثاني زيارة له إلى باكستان في غضون شهرين، وزير الخارجية الباكستاني خورشيد قصوري قبل لقاء مقرر مع مشرف. ومن المتوقع أيضا أن يناقش باوتشر التصريحات الاميركية التي تفيد بأن الجيش الاميركي قد يشن ضربات أحادية الجانب على «أهداف إرهابية» في الحزام القبلي بباكستان. وكانت التصريحات التي أدلى بها مرشح الرئاسة الديمقراطي باراك اوباما ومسؤولون عسكريون أيضا قد أثارت حالة من الخوف في باكستان وأججت الانتقادات المتزايدة لتعاون مشرف الوثيق مع واشنطن.
ومن المقرر أن يلتقي باوتشر أيضا زعماء المعارضة لمناقشة الوضع في باكستان بما في ذلك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر أن تجري في البلاد خلال الأشهر المقبلة. ويسعى مشرف للحصول على موافقة البرلمان الحالي للبقاء في المنصب لفترة أخرى مدتها خمس سنوات في الخريف على أن يعقب ذلك إجراء انتخابات برلمانية.