6 شبان إيطاليين قضوا في فصل جديد من صراع المافيا الإيطالية

في حادث صدم الرأي العام الألماني

TT

في جريمة هزت المانيا، قتل ستة ايطاليين بالرصاص في مدينة دويسبورغ صباح امس، في صراع المافيا الايطالية، في ما يعتبر اول حادث من نوعه في البلاد التي يشكل الايطاليون ثاني اكبر جالية فيها بعد الاتراك. وقال وزير الداخلية الايطالي جيليانو اماتو، ان الحادث هو الفصل الاحدث في ما يبدو في نزاع مستمر منذ فترة طويلة بين جماعتي مافيا في منطقة كالابريا بجنوب ايطاليا مقر عصابة ندرانغيتا.

وأضاف «ما حدث كان استمرارا لعمليات قتل بين عصابات اجرامية مختلفة حدثت في سان لوكا في ظل وجود أحد مرتكبي الجريمة بين من قتلوا في دويسبورغ هذه الليلة. هذا الرجل كان يخشى من وقوع حادث له ولذلك كان يبحث عن أسلحة لحماية نفسه قبل وقوع الحادث. ومن المرجح جدا أن يكون الرجل قد سقط في أيدي من كانوا يسعون للانتقام منه قبل أن تتمكن الشرطة من الوصول اليه».

وقالت الشرطة الالمانية في المدينة الواقعة شمال غرب البلاد، ان التحقيق «يؤدي الى ذلك الاتجاه».

وعبر محققون عن خشيتهم من وقوع حادث دموي مماثل يرتكبه أقارب القتلى وفقا لتقليد الاخذ بالثأر، خصوصا ان البلاد لم تشهد من قبل جريمة من هذا النوع.

وقال ماركو مينيتي نائب وزير الداخلية الايطالي، ان قائد الشرطة الايطالية قرر بالفعل ايفاد محققين ايطاليين الى المانيا للتعاون مع السلطات الالمانية في هذه المذبحة. وبحسب الشرطة فان الحادث وقع قرب مطعم دا برونو الايطالي. وأعمار القتلى الذين أصيبوا جميعا بطلقات في الرأس بين 16 و39 عاما. وقال اماتو في مؤتمر صحافي، «نحاول الان منع وقوع مأساة مماثلة في كالابريا»، حسب ما نقلت وكالة رويترز للانباء. وجميع الضحايا من كالابريا وينتمون الى احدى الجماعتين المتناحرتين في بلدة سان لوكا.

وبدأ هذا النزاع عام 1991 وتصاعد خلال الاشهر الثمانية الماضية. ولقي 15 شخصا حتفهم في هذا الصراع.

وقال البرتو سيسترنا وهو من كبير المدعين المعنيين بالمافيا، «كان هذا الهجوم بمثابة عرض للقوة»، وذكر محققون ايطاليون يتعاونون مع الشرطة الالمانية في هذه القضية، إن لعصابة ندراغيتا نشاطات راسخة في المانيا.

وعثر على القتلى الستة، داخل سيارتين وبجوارهما قرب محطة القطارات بالمدينة، بعد أن سمع أحد المارة صوت أعيرة نارية الساعة الثانية والنصف صباحا بالتوقيت المحلي. وكان خمسة قد قتلوا بالفعل في حين لفظ السادس أنفاسه الاخيرة أثناء نقله للمستشفى. وسبب الحادث صدمة لالمانيا حيث يندر وقوع جريمة من هذا النوع. وكانت وكالة الانباء الايطالية (انسا) قد نقلت عن مصادر في الشرطة الايطالية، ان الايطاليين الستة الذين عثر على جثثهم قد يكونون مرتبطين بمافيا منطقة كلابريا جنوب غرب ايطاليا.

واوردت الوكالة ان مركز شرطة منطقة كلابريا استنتج بالتعاون مع اجهزة الانتربول في روما والشرطة المحلية ان الرجال الستة، ينتمون الى احدى «عائلتين» في هذه المافيا متورطتين في سلسلة من العمليات الانتقامية.

والايطاليون يمثلون ثاني أكبر مجموعة مهاجرين في المانيا بعد الاتراك، وجاء الكثير من الجنوب الفقير الى المانيا بعد الحرب العالمية الثانية كعمال وساعدوا في تحقيق الانتعاش الاقتصادي للبلاد. ويعيش نحو 540 ألف ايطالي في المانيا. وفي نهاية عام 2006 كان هناك 3500 ايطالي يعيشون في دويسبورغ وهي مدينة تقع في القلب الصناعي لالمانيا وتعاني من ارتفاع مستوى البطالة.