تبحث كارين هيوز مسؤولة الدبلوماسية العامة في الخارجية الاميركية (نائبة الوزيرة) في الرباط مع مسؤولين مغاربة مسألة مشاركة المغرب في برنامج «مساندة الشباب»، وهو برنامج أطلقته الولايات المتحدة هذا الصيف وسيستفيد منه ستة آلاف شاب في 13 دولة من بينها المغرب، ويهدف البرنامج إلى مناهضة «التطرف والعنف» وسط الأجيال الصاعدة.
ولم تستبعد مصادر مطلعة في واشنطن ان تبحث هيوز، التي تعد حالياً اقرب شخصية إلى الرئيس جورج بوش داخل الإدارة الاميركية بعد استقالة كبير المستشارين كارل روف، بعض «الأمور الحيوية» التي تتعلق بالعلاقات الثنائية بين واشنطن والرباط. وتتزامن زيارة هيوز للمغرب مع حالة استنفار في البلاد تحسباً لاعمال ارهابية، وكذلك مع محاولة قام بها شاب لتفجير نفسه قرب حافلة كانت تقل سياحا في مدينة مكناس (وسط البلاد) من بينهم اميركيون، وتعتقد السلطات المغربية ان المهاجم ربما يكون منتمياً لجماعة ارهابية. وكانت هيوز قد جالت في الصيف الماضي في حي «سيدي مومن» في الدار البيضاء، وهو الحي الذي يشار اليه في المغرب باعتباره مصدراً للمتطرفين خاصة الذين شاركوا في عمليات ارهابية. وذكر مصدر في الخارجية الاميركية ان زيارة هيوز الحالية للمغرب التي تستمر حتى نهاية الاسبوع الحالي تشمل كذلك اللقاء مع شبان من أحياء مهمشة.
ويشتمل برنامج «مساندة الشباب» الذي تموله بالكامل وزارة الخارجية الاميركية على فصول للغة الانجليزية وأنشطة رياضية ودروس حول التربية الوطنية، وتدريب على المهارات القيادية، والعلوم والرسم. ويمنح بعض المشاركين في البرنامج فرصة تنظيم جولة في الولايات المتحدة للتعرف على التنوع الثقافي الاميركي. ويهدف البرنامج تحقيق «فهم افضل» للمجتمع الاميركي وللسياسة الاميركية في الخارج. وقال مصدر في الخارجية إن البرنامج يوفر عدة انشطة للشباب الذين يشاركون في فعالياته، من اجل التسامح واحترام التنوع، ويستهدف بالدرجة الاولى مجتمعات تنتشر فيها أفكار مناهضة للولايات المتحدة.
ويعد اختيار هيوز المغرب اول محطة للترويج لهذا البرنامج، الذي سيشارك فيها شبان تتراوح اعمارهم ما بين 8 الى 14 سنة، مؤشراً على متانة العلاقات بين البلدين. وتتباحث هيوز في الرباط مع محمد الكحص كاتب الدولة في الشباب، كما ستلتقي مع منظمات شبابية غير حكومية وتزور مدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء).