قمة رؤساء بلدان مجموعة شنغهاي حلقة جديدة في سلسلة المواجهات بين موسكو وواشنطن

واشنطن تكرر تحذيرها من تحليق روسي قرب أراضيها

TT

في اطار تواصل الجهود الرامية الى كسر هيمنة القطب الواحد ووسط اجراءات امنية مشددة بلغت حد اغلاق مطار العاصمة القيرغيزية لمدة يومين امام كل الرحلات المدنية، تبدأ اليوم في بيشكيك عاصمة قيرغيزستان قمة رؤساء بلدان مجموعة شنغهاي التي تضم كلا من روسيا والصين وقيرغيزستان وقزقستان واوزبكستان وتاجيكستان.

وقالت مصادر القمة ان لقاء بيشكيك سوف يشهد مشاركة البلدان التي سبق وحظيت بوضعية مراقب وهي الهند وباكستان وايران ومنغوليا. ويأتي هذا الاجتماع مواكبا للمناورات العسكرية المشتركة لبلدان المجموعة «مهمة السلام ـ 2007» والتي بدات في 11 اغسطس الجاري في اراضي مقاطعة تشيليابينسك الروسية ويفترض ان يشهد مرحلتها الختامية رؤساء بلدان المجموعة. وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قد اشار الى أن القمة الحالية لمنظمة شنغهاي للتعاون ستكون من أهم القمم من ناحية النتائج التي ستسفر عنها. وقال في تصريحات نقلتها وكالة انباء «ريا نوفوستي» إن «المشاركين في القمة سيركزون على اتفاقية حسن الجوار والصداقة والتعاون بين أعضاء المنظمة». وأضاف: «ستصبح خطة العمل الخاصة بضمان الأمن الإعلامي الدولي مساهمة جماعية من جانب منظمة شنغهاي للتعاون في حل المشاكل العالمية الحادة». وأشار لافروف إلى التفهم المشترك لبلدان المنظمة للتهديدات المرتبطة باحتمال استخدام تكنولوجيا المعلومات لإلحاق ضرر بأمن الدول. وأكد على إعداد الإجراءات التي تتيح رفع مستوى مواجهة هذه المخاطر مما يساعد على تعزيز الاستقرار الإقليمي. وكانت مصادر روسية سبق وأشارت الى ان هيئة الاركان الروسية تطرح على استحياء فكرة تشكيل تحالف عسكري ثمة من يعتبره احياء لفكرة «حلف وارسو» الذي سبق وتشكل في خمسينيات القرن الماضي ردا على قيام حلف الناتو، وهي الفكرة التي لا تزال بكين تنظر اليها بالكثير من التردد. وقالت ان سيرغي ايفانوف النائب الاول لرئيس الحكومة الروسية سبق وطرح هذه الفكرة خلال اجتماع وزراء دفاع بلدان مجموعة شنغهاي في ابريل (نيسان) الماضي لمواجهة الاخطار والتحديات المشتركة. ومن جانبه، اشار فيتالي شليكوف عضو مجلس الدفاع والسياسة الخارجية الى «ان ادعاءات الولايات المتحدة والناتو لشغل المواقع الريادية في العالم في حاجة الى ما يواجهها. وليس هناك شك في حاجة روسيا الى حلفاء ولاسيما في مثل هذه المنطقة المعقدة مثل القارة الاسيوية». وسيصدر في ختام الاجتماع بيان تحت اسم «إعلان بشكيك» الذي يدعو إلى إقامة نظام عالمي عادل وديمقراطي، ويحدد المهام المطلوب تحقيقها لإنشاء صرح حديث للأمن الدولي كما يحدد أولويات عمل المنظمة في المرحلة القادمة.

ويذكر أن مناورات «مهمة السلام ـ 2007» لمنظمة شنغهاي للتعاون انطلقت في مدينة اورومتشي الصينية على أن تجري مرحلتها الفعالة في الفترة من 11 ولغاية 17 أغسطس في ميدان تدريب «تشيباركول» في مقاطعة تشيليابينسك الروسية. ويشارك في التدريبات نحو 6 آلاف فرد من القوات المسلحة لبلدان منظمة شنغهاي (منهم حوالي 2000 من روسيا و1700 من الصين)، وكذلك أكثر من ألف آلية وتقنية عسكرية.

من جانب اخر، اكد قائد عسكري اميركي ليل الثلاثاء/ الاربعاء ان قاذفات روسية تحلق مرات اكثر واقرب من الاراضي الاميركية.

وأكد الجنرال جين رينوارت قائد القيادة الاميركية الشمالية للدفاع الفضائي والقيادة الاميركية الشمالية المكلفة حماية الاجواء الاميركية والكندية، ان القوات الاميركية ستواصل مراقبة النشاطات الروسية. واضاف في بيان «خلال الاشهر القليلة الماضية، حلقت الطائرات العسكرية الروسية مرات اكثر قليلا مما شهدت في الماضي. بالتاكيد فانها تقترب اكثر مقارنة بالفترة السابقة» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واكد ان القيادة الشمالية رصدت تلك الطائرات فوق المياه الدولية قرب الاسكا «وتواصل القيادة مراقبة كافة نشاطات القاذفات الطويلة المدى حتى هذا اليوم». وجاءت تصريحاته فيما اعلنت موسكو ان قاذفاتها الاستراتيجية بدأت مناوراتها فوق القطب الشمالي وبعد اسبوع على تحليق الطائرات الروسية على بعد بضعة مئات من الكيلومترات فقط من قاعدة اميركية في جزيرة غوام.