بوتين يؤكد على قوة بلاده الجوية بعد بدء دوريات القاذفات الروسية

موسكو تستعرض إمكاناتها العسكرية وتحذر التشيك من استضافة الدرع الصاروخي الأميركي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يراقب استعراضا جويا في معرض «ماكس» الروسي امس (أ ب)
TT

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، ان على بلاده «الحفاظ على موقعها المهيمن» في قطاع الطيران العسكري. وجاء ذلك في افتتاح المعرض الدولي للتقنيات الجوية والفضائية (ماكس) في جوكوفسكي في الضاحية الجنوبية الشرقية لموسكو بعد ايام من اعلان بوتين استئناف سلاح الجو الروسي دوريات قاذفاته الاستراتيجية البعيدة المدى بشكل «متواصل»، كما كانت الحال عليه إبان الاتحاد السوفياتي.

وتأكيدا على الاهمية التي يعيرها الكرملين لتطوير روسيا في مجالات التقنية العسكرية والفضاء افتتح الرئيس الروسي امس الدورة الثامنة لمعرض «ماكس» الذي يعقد مرة كل عامين. اشار بوتين الى ان المعرض لم يعد يشغل مكانة متميزة بين امثاله من معارض الطيران العالمية خلال فترة زمنية وجيزة وحسب، بل وغدا افضلها على حد قوله. وصرح بوتين بأنه «يجب ان يكون هدفنا الحفاظ على موقعنا المهيمن في انتاج تكنولوجيا الطيران ذات الطابع العسكري». واضاف: «روسيا التي تمتلك امكانيات اقتصادية جديدة ستولي اهتماما اكبر لتطوير التقنيات الحديثة». وتسعى صناعة الطيران الروسية التي شهدت تراجعا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، الى استعادة مركزها بين كبار المصنعين العالميين. ومن اجل ذلك، عمد ابرز المصنعين الروس في هذا المجال وهم «سوخوي» و«ايركوت» و«اليوشين» و«توبوليف» الى الانضمام معا في العام الماضي الى مجموعة قابضة تعود ملكيتها للدولة اطلق عليها اسم «شركة الطيران الروسية الموحدة» (يو.اي.سي). وتسعى موسكو كذلك الى تفعيل قطاع بناء الطائرات المدنية القابلة للتصدير، وذلك عبر مشروعها للطائرة الاقليمية «سوبرجيت» الذي سيسمح لها بدخول نادي مصنعي هذا النوع من الطائرات من بابه العريض. ويقول المسؤولون الروس ان «سوبر جيت» ستكون افضل منافس لطائرات الايرباس الأوروبية والبوينغ الاميركية، ويبدأ تشغيلها على الخطوط المدنية اعتبارا من نهاية عام 2007. ومن المتوقع ان يزور المعرض الذي اقيم على مساحة تقرب من 40 الف متر مربع ما يزيد عن 600 الف زائر في الوقت الذي تشارك فيه 726 شركة ومؤسسة من 43 بلداً بما في ذلك الولايات المتحدة. وتعلق موسكو على هذا المعرض الكثير من آمالها لتسويق وبيع الكثير من انتاج مؤسساتها للطيران والتكنولوجيا العسكرية ومنها منظومات الصواريخ «اس ـ «400 التي تعتبرها موسكو افضل رد على نشر عناصر الدرع الصاروخي في عدد من بلدان شرق اوروبا، الى جانب احدث طرازات مقاتلات «ميغ» و«سوخوي». وأصبح قطاع صناعة الطائرات الروسية التي أهملت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 قطاعاً محورياً في جهود الكرملين لتنويع مصادر الدخل في الاقتصاد الروسي المعتمد على الطاقة على خلفية نمو اقتصادي قوي.

وفي اطار سعيه لانعاش هذا القطاع، أمر بوتين باستثمارات حكومية تبلغ 18 مليار روبل (696 مليون دولار) بين عامي 2008 و2010.

وأفادت وكالة الإعلام الروسية أمس، ان الشركة المنتجة لطائرات «سوخوي» أعلنت عن صفقة لمد اندونيسيا بست طائرات نفاثة مقاتلة قيمتها 300 مليون دولار، موسعة سوقها الى أكبر دولة اسلامية في العالم. واندونيسيا هي تقليديا من أكثر الدول شراء للاسلحة وستوقع مذكرة تفاهم لشراء ثلاث طائرات «سوخوي 30» وثلاث طائرات «سوخوي 27»، بالاضافة الى أربع طائرات روسية نفاثة مقاتلة سلمت بالفعل.

ومن جهة اخرى، حثت روسيا أمس، جمهورية التشيك على تأجيل قرارها حول استضافة الدرع الصاروخي الاميركي الى ما بعد الانتخابات الاميركية. وقال رئيس اركان الجيش الروسي يوري بالييفسكي، بعد لقائه نائب وزير الدفاع جهورية التشيك مارتين بارتاك أمس: «لا استبعد ان الادارة الاميركية ستيعد النظر في قرارات الادارة الحالية حول الدفاع الصاروخي». وأضاف: «سيكون قرار الحكومة التشيكية استضافة موقع رادار على أراضيها خطأً كبيراً».