أردوغان يدعو الجيش إلى الابتعاد عن السياسة

استعدادا لتولي غل الرئاسة

TT

دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجيش الى البقاء بعيداً عن السياسة، بينما يستعد البرلمان لانتخاب وزير الخارجية عبد الله غل رئيساً للجمهورية، على الرغم من ميوله الاسلامية التي يعتبرها الجيش تهديداً لهوية الدولة التركية. ونقلت «وكالة انباء الأناضول» التركية عن اردوغان قوله ان على العسكريين «البقاء في مكانهم»، مضيفاً: «على المؤسسات كافة العمل وفقا للصلاحيات التي منحها الدستور لكل منها». وتابع «اذا كنا نؤمن بالديمقراطية، علينا الا نقحم القوات المسلحة التركية» في اللعبة السياسية. وكان اردوغان حذراً في ابداء احترامه للقوات المسلحة التي تعتبر نفسها حامية الدستور التركي، لكنه اكد بان دورها ليس في ادارة الشؤون السياسية، قائلا: «بالنسبة لنا القوات المسلحة مقدسة (ولكن) في النظام الديمقراطي لها مكان خاص بها وللسياسيين مكان آخر».

وباشر البرلمان التركي اول من أمس سلسلة من الدورات الانتخابية لاختيار رئيس جديد للبلاد. وفشل مرشح «حزب العدالة والتنمية» الحاكم غل في الحصول على الاصوات الكافية لانتخابه رئيسا للبلاد في الدورة الاولى من التصويت في البرلمان، حيث كان عليه جمع ثلثي اصوات النواب اي 367 صوتاً من اصل 550. ومن المنتظر ان تتكرر هذه النتيجة في الدورة الثانية من الانتخابات يوم الجمعة المقبل، على ان يفوز غل بالمنصب في 28 اغسطس (آب) في الدورة الثالثة التي لا يتطلب الفوز فيها الا اكثرية مطلقة من اصوات النواب اي 276 صوتا. ويذكر ان «حزب العدالة والتنمية» يشغل 340 مقعدا في البرلمان.

واثار ترشيح غل للمرة الاولى في الربيع الماضي ازمة سياسية خطيرة حيث رفض العلمانيون السماح بوصول سياسي كان له تاريخ اسلامي يتهمونه بالسعي الى فرض الدين في مؤسسات الدولة الى سدة الرئاسة. وتعذر حينها اجراء الانتخابات لعدم توافر النصاب الضروري بعد ان قاطعت المعارضة جلسة الانتخاب.

وعبر الجيش الذي أطاح بأربع حكومات خلال الخمسين عاما الماضية عن معارضته لتولي وزير الخارجية عبد الله غل الرئاسة بسبب ماضيه الاسلامي. وبلغت الازمة ذروتها مع اصدار الجيش بياناً لوح فيه بالتدخل العسكري في حال عدم التزام الحكومة بالعلمانية. ولم يتردد الجيش قبل عشر سنوات في دفع اول حكومة اسلامية في تاريخ الجمهورية التركية الى الاستقالة، وكان غل مشاركا فيها.

وأدت الازمة السياسية في الربيع الى الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة جرت في 22 يوليو (تموز) الماضي وحقق فيها «حزب العدالة والتنمية» بزعامة اردوغان فوزاً ساحقاً، بحصوله على 46.5 في المائة من الاصوات. وعزز هذا الفوز شرعية ترشح غل مجدداً، وهو بدوره ضاعف تصريحاته المؤكدة على حماية النظام العلماني للبلاد، في حين التزم جنرالات الجيش الصمت على ترشيح غل مجدداً.

ونفى الجيش أمس تقارير اعلامية بشأن ابرام صفقة سرية بين رئيس الاركان العامة الجنرال يشار بويوكانيت وغل تسمح لوزير الخارجية بتولي المنصب بموجب شروط محددة. وقالت هيئة الاركان العامة في بيان «من غير الوارد أن تقايض القوات المسلحة التركية بشأن أي قضية مع أي شخص أو مؤسسة».