إيران تطلب إخلاء قرى حدودية في كردستان العراق تمهيدا لعمليات عسكرية

وزعت منشورا حذر من عمليات برية وجوية لتطهير المنطقة من «عملاء»

TT

اكد قرويون في منطقة حاجي عمران التابعة لمحافظة اربيل ان قوات الحرس الثوري الايراني وزعت منشورات تحذيرية على سكان قرى المنطقة الحدودية صباح امس أمرتهم فيها بترك قراهم والرحيل عنها، لأن القوات الايرانية ستجتاح المنطقة لمطاردة مسلحي حزب (بيجاك) الكردي المعارض لإيران، في غضون الايام الثلاثة المقبلة.

وحسب وكالة الأنباء الالمانية (د ب أ) جاء في المنشور باللغة الكردية الذي وزع مساء اول من أمس «إن أعداءنا وبالأخص أميركا يحاولون عرقلة الأوضاع الأمنية في بلادنا (إيران) ويستعينون في ذلك بمجموعة من العملاء في منطقة قنديل وخنيرة (داخل إقليم كردستان) وسوف تعمل سلطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تطهير المنطقة منهم». ومضى المنشور مخاطبا أهالي القرى الحدودية بالقول: «ولإعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق الحدودية سوف تقوم القوات الإيرانية بعمليات عسكرية برية وجوية في المنطقة لملاحقة العملاء، ونطلب منكم الابتعاد عن منطقة العمليات حرصا على سلامتكم».

وقال اللواء جبار ياور، وكيل وزارة شؤون البيشمركة في حكومة اقليم كردستان، والناطق الرسمي باسم قوات حماية الاقليم، في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان الحكومة لم تتأكد بعد من صحة البيان المذكور «لكن اجراء من ذلك القبيل يعد عملا غير قانوني وغير لائق، ولا اعتقد ان السلطات الايرانية بلغت ذلك الحد في تعاملها مع حكومة اقليم كردستان سيما ان منطقة حاجي عمران هي جزء من اراضي الاقليم، الذي هو جزء من الدولة العراقية بطبيعة الحال» وتابع قائلا «وعليه فإن أي اعتداء على المنطقة من جانب ايران يعتبر اعتداء على العراق ككل، كما ان الدول المجاورة ليس لها الحق في التدخل في الشأن الداخلي للإقليم والعراق، واذا حصل أمر كهذا فانه يعني خرقا للقوانين الدولية التي تحدد العلاقات بين الدول، وانتهاكا لعلاقات الجوار بين البلدين».

واضاف اللواء ياور ان ايران «تتذرع دوما في اعتداءاتها على سكان المناطق الحدودية، بوجود عناصر حزب بيجاك وشنها لعمليات عسكرية ضد قواتها انطلاقا من هناك، وهي ذريعة باطلة، لأن حكومة الاقليم لم ولن تسمح لأي تنظيم مسلح بشن عمليات عسكرية ضد دول الجوار التي نحرص على اقامة افضل العلاقات معها خصوصا ان حكومة الاقليم ليس لها اي مصلحة في دعم تلك المنظمات او الاحزاب ضد ايران»، مؤكدا ان اولئك المسلحين «يمارسون حرب العصابات، اي حرب الكر والفر، ولا يستقرون في مكان معين وليست لهم معاقل ثابتة، وهم يوجدون احيانا في المناطق الجبلية الوعرة التي لا تخضع لسيطرة حكومة اقليم كردستان بل تقع داخل الاراضي الايرانية غير الخاضعة لسيطرة القوات النظامية».

وأشار ياور الى ان «موقف حكومة الاقليم المعلن حيال الاعتداءات الايرانية المتكررة على القرويين العزل في منطقة قلعة دزة بالسليمانية ومنطقة حاجي عمران في اربيل واضح ويتمثل في ادانة وشجب تلك الاعتداءات والممارسات اللاإنسانية التي تستهدف القرويين العزل الذين لاعلاقة لهم مطلقا بالمشاكل السياسية الداخلية لإيران». وفي الشأن ذاته قال مصدر امني في قصبة قلعة دزة، رفض الكشف عن هويته، ان سكان القرى الحدودية تلقوا أمس مجددا رسائل تهديد باسم جهاز المخابرات الايراني (اطلاعات) وقوات الحرس الثوري الايراني، تنذرهم بترك قراهم فورا والابتعاد عما وصفته الرسائل بساحة المعركة مع مسلحي (بيجاك) الذين خاضوا معارك عنيفة ضد القوات الايرانية الاسبوع الماضي اسفرت عن مقتل 30 من افراد الحرس الايراني، واسقاط هليكوبتر تابعة للجيش الايراني.