مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية يتوصل إلى اتفاق حول 4 قضايا

إنهاء الصراعات القبلية ونزع السلاح وتأهيل الميليشيات وإعادة الممتلكات لأصحابها

TT

توصل المشاركون في مؤتمر المصالحة الصومالية المنعقد في مقديشو إلى اتفاق حول 4 نقاط كانت مثار نقاش بين المؤتمرين خلال الأسابيع الماضية وهذه النقاط هي إنهاء الصراعات القبلية، ونزع السلاح، وتأهيل الميليشيات، وإعادة الممتلكات إلى أصحابها. في هذه الأثناء تستمر أعمال العنف في مقديشو حيث أصيب 10 أشخاص بجروح من بينهم عدد من عناصر الشرطة الصومالية عند تعرض دورية عسكرية حكومية لهجوم في منطقة «بار أُبَحْ» بجنوب العاصمة مقديشو.

وفي وسط البلاد يفر مئات من الأسر من الرعاة والقرويين من المناطق الشرقية من محافظة هيران خوفا من الانتقام إثر تجدد المعارك بين قبليتي الـ«مُرُسَدي» والـ«حوادلي» اللتين تقطنان المناطق الرعوية في هذه المحافظة. وجاء التوصل إلى هذا الاتفاق بعد أكثر من شهر من المداولات بين ممثلي القبائل الصومالية المشاركين في مؤتمر المصالحة الذي دعت إليه الحكومة الانتقالية ويقاطعه اتحاد المحاكم الإسلامية وأعضاء البرلمان المنشقون المقيمون في اريتريا. ويشمل الاتفاق أربع قضايا هي الإعلان عن انتهاء الخلافات بين القبائل الصومالية، وإعادة الممتلكات إلى أصحابها الأصليين، ونزع السلاح بشكل طوعي ومن يرفض يتم نزع سلاحه بالقوة، وأخيرا أن تدشن الحكومة معسكرات لاستيعاب الميليشيات القبلية التي يتم نزع سلاحها. ووقعت على هذا الاتفاق لجان مختارة من المجموعات القبلية الخمس في الصومال ومن المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة. ويرى منتقدو الحكومة الانتقالية بأن هذا التقدم لا يعدو كونه رمزيا لأن الخلاف لا يزال مستمرا حول من يحق له أن يوقع اتفاقا كهذا باسم القبيلة التي ينتمي إليها. من جهة أخرى تستمر أعمال العنف التي تجتاح العاصمة مقديشو حيث أصبحت الانفجارات والهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة على الأهداف الحكومية تقع بشكل يومي وأسفر هجوم على دورية للشرطة اليوم عن إصابة 10 أشخاص بجروح مختلفة من بينهم عناصر من الشرطة، كما تعرض موقع للقوات الصومالية في حي «بون طيري» بشرق العاصمة لهجوم بالقذائف الليلة الماضية. وتعيش مقديشو تداعيات تصريحات محافظ مقديشو محمد طيري أمس والتي اتهم فيها أعضاء مجلس عشائر قبيلة الـ«هويا» بأنهم وراء أعمال العنف والتفجيرات في العاصمة وكان محمد طيري يتحدث في مؤتمر صحافي بالعاصمة كانت تعرض فيه الشرطة المحلية كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة التي تمت مصادرتها في الحملات الأمنية التي نفذتها الشرطة في العاصمة خلال الأيام الأخيرة. وقال محافظ مقديشو إنهم (أعضاء مجلس قبيلة الـ«هويا») سيحترقون بالنار التي يشعلونها كما حدث للذين أشعلوا الفتنة في العاصمة من قبلهم وهربوا إلى أسمرا في إشارة إلى قادة المحاكم الإسلامية. وأضاف محمد طيري أن النازحين إلى أطراف العاصمة هم إرهابيون وعلى المنظمات الإغاثية التي تعمل هناك أن تعلم بأنها تُطعم إرهابيين. وقد أثارت هذه التصريحات غضب مجلس عشائر قبيلة الـ«هويا» وقال أحمد حاد الزعيم الجديد لهذا المجلس ان تصريحات محافظ العاصمة غير مقبولة وأن المجلس ليس جهة سياسية أو جبهة مسلحة وانما مجمع لشيوخ العشائر الذين يعملون من أجل السلام. وقال حاد إن تصريحات محافظ العاصمة تهديد صريح لأعضاء هذا المجلس القبلي وعليه فإن أي أذي سيلحق بواحد من أعضائه الـ 119 سيتحمل المحافظ مسؤوليتها».

وقد وصلت تداعيات تصريحات محمد طيري إلى الحكومة والبرلمان وانتقد وزير العدل الصومالي حسن طمبل هذه التصريحات وقال يجب مساءلة المحافظ على هذه التصريحات. وأضاف بأن المحافظ قال كلاما غير لائق عن سكان مقديشو التي يحكمها هو وأن تسمية أناس هربوا من العنف بأنهم إرهابيون أمر غير مقبول. وقد نزح 400 ألف من سكان مقديشو (حسب إحصائيات منظمات الأمم المتحدة) عن العاصمة خلال شهري أبريل (نيسان) ومايو (ايار) الماضيين عقب المعارك الدموية بين القوات الحكومية وبين أنصار المحاكم الإسلامية.