تحذيرات من تعفن الأطعمة وتدفق مياه الصرف الصحي وقلق على حياة المرضى

غزة بلا كهرباء ولا ماء والقمامة تملأ شوارعها

TT

ربما تفضح أزمة انقطاع الكهرباء عن قطاع غزة، التي قد تحل اليوم بعدما وافق الاتحاد الأوروبي على استئناف تمويل الوقود المخصص لتشغيل المحطة الكهربائية في غزة، حدة الانقسام بين حكومتي رام الله وغزة، ولا زال الفريقان يتبادلان أسوأ الاتهامات بشأن الأزمة التي تبدو كأنها سياسية وأمنية، لكنها كذلك مالية بامتياز، ويعرف الغزاويون ذلك أكثر من غيرهم، وقالت مواطنة في غزة لـ«الشرق الأوسط»، «سنبقى نعيش في هذا الوضع المأساوي، حتى يشفق علينا الرئيس، أو رئيس وزرائه، ويدفعون للشركة الإسرائيلية». ومنذ البدء قال الاتحاد الأوروبي، انه أوقف تمويل شراء الوقود بدعوى سيطرة حماس على شركة الكهرباء، واتهمت حماس رام الله بتحريض أوروبا، وردت رام الله باتهام الحكومة المقالة بسرقة أموال الشركة.

وقال أحد الصحافيين في غزة لـ«الشرق الأوسط»، متسائلا «ألا تستطيع أي من حكومتي غزة أو رام الله تسديد ثمن الوقود للشركة الاسرائيلية، ما ذنبنا نحن، نعيش حالة لا توصف، لا كهرباء، ولا ماء، والقمامة تملاء الشوارع في كل مكان». ومنذ يومين شهدت أسواق غزة إقبالا كبيرا على شراء مولدات الكهرباء الصغيرة، وان شكا مواطنون من ارتفاع اسعارها، كما تهافت السكان على شراء الشموع والمصابيح التي تعمل بالغاز او البطاريات، لكن الأزمة لا تبدو في الظلام وحسب، فقد حذر وزير الصحة في الحكومة المقالة من عواقب صحية وبيئية، في حال استمرت الأزمة لفترة أطول.

وقال الدكتور معاوية أبو حسنين مدير الإسعاف والطوارئ في مستشفيات غزة لـ«الشرق الأوسط»، إن وزارته تسير حتى اللحظة ضمن خطة تضمن استمرار العمل، لكنه يخشى ان تطول فترة الانقطاع، ما يهدد قدرة المستشفيات على تقديم الرعاية الطبية واجراء العمليات اللازمة.

وفي منطقة شارع الصحابة مثلا في مدينة غزة، انفجرت مناهل الصرف الصحي في المنطقة المنخفضة بسبب توقف عمليات الضخ في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وانتشرت في الشارع مياه الصرف الصحي ما اضطر المواطنين الى إغلاق بعض المحال التجارية، ووضع سواتر ترابية لمنع وصولها الى منازلهم، وحذر أبو حسنين من توقف تام لآلات شفط المياه العادمة اليوم، وقال ان شمال غزة سيغرق بملايين الأمتار من مياه الصرف الصحي. وتضطر ربات بيوت في للسهر حتى ساعة متاخرة بانتظار وصول الكهرباء لساعات قليلة، حتى يتمكن من ملأ المياه، والغسيل. وتشكو أخريات من تعفن الأطعمة المخزنة في الثلاجات، وكذلك يشكو اصحاب المطاعم والمحال الغذائية، وثمة مخاوف من تعرض المواطنين لحالات تسمم واسعة مع تعفن الأطعمة بسبب حرارة الجو. وتأتي أزمة الكهرباء في غزة بعد قليل من أزمة شح المياه الذي تعاني منها المدينة، وتراكم أطنان القمامة في شوارعها مع إضراب العاملين في البلديات. ووصف مواطنون مدينتهم بالبائسة وقالوا انها تحتضر، ويعمق انقطاع الكهرباء من ازمة شح المياه ويمس بقدرة البلديات على ضخ المياه المخصصة للاستخدام المنزلي في شبكات التغذية الرئيسة، بل وفي قدرتها على تشغيل آبار المياه.

يشار إلى أن محطة توليد كهرباء غزة تزود القطاع بحوالي 65 ميغاوات، وهي أقل من نصف حاجة السكان الحقيقية. وكان الجيش الاسرائيلي دمر محولاتها الرئيسة في 2006 بعد قليل من اسر ثلاثة فصائل فلسطينية للجندي الإسرائيلي جلعاد شليط في عملية عسكرية مشتركة، ورغم أعمال الصيانة التي أجريت لاحقا، إلا أن إنتاج المحطة بقي دون مستواه السابق الذي كان يصل الى (100 ( ميغاوات.

ويستخدم سكان غزة البالغ عددهم نحو 1.5 مليون نسمة، نحو 200 ميغاوات يوميا تقريبًا من الكهرباء، يأتي 120 منها مباشرة من شبكات كهرباء إسرائيلية و17 من مصر و65 من محطة غزة.