الجيش اللبناني يوافق على طلب «فتح الإسلام» هدنة إنسانية لإخراج المدنيين من نهر البارد

مجموعة من الجنود اللبنانيين يغادرون مواقعهم أمس في محيط مخيم نهر البارد في طريقهم الى منازلهم لأخذ قسط من الراحة (رويترز)
TT

في تطور لافت، أعلن قبل ظهر أمس، عن هدنة انسانية في مخيم نهر البارد بشمال لبنان بطلب من «فتح الاسلام» تمهيدا لاخراج ما تبقى من مدنيين وعائلات المسلحين في المخيم المحاصر. وقد وافقت قيادة الجيش اللبناني على هذا الطلب الذي تبلغته عبر عضو «رابطة علماء فلسطين» الشيخ محمد الحاج الذي كان تلقى اتصالا من الناطق باسم «فتح الاسلام» ابو سليم طه بهذا الخصوص.

وكان هدوء حذر سيطر على محاور القتال منذ الصباح، قطعته مناوشات في وسط المخيم. ومكنت الغارات التي نفذتها المروحيات اول من امس وحدات الجيش من التقدم امس والسيطرة على مبان ومواقع جديدة ومحاصرة ما تبقى من مسلحي «فتح الاسلام» في بقعة ضيقة. وقد دمر القصف الجوي عددا من المباني، ما ادى الى كشف بعض المواقع والملاجئ التي يستخدمها المسلحون. وساعد هذا الامر مدفعية الميدان والدبابات على توجيه ضربات مباشرة الى هؤلاء.

وافادت المعلومات الميدانية، ان هدوءاً حذراً سيطر على مختلف الجبهات في نهر البارد. وسجل سقوط قذائف مدفعية بين الحين والآخر. كما حصلت مناوشات محدودة بالأسلحة الرشاشة، اضافة الى اعمال القنص التي يمارسها المسلحون والتي أدت الى سقوط احد العسكريين.

واستمر الوضع على هذه الحال حتى العاشرة من قبل الظهر حين غابت القذائف المدفعية واقتصر الأمر على اصوات رشقات رشاشة من اسلحة خفيفة، واحيانا متوسطة وبعض رصاص القنص.

في غضون ذلك، تداولت وسائل الاعلام معلومات مصدرها «رابطة علماء فلسطين» ومفادها بأن مسؤول الاعلام في تنظيم «فتح الاسلام» ابو سليم طه، الذي كان غاب عن السمع منذ نحو شهرين، طلب تدخل الرابطة من اجل هدنة مع الجيش تسمح بإخراج عائلات المسلحين، ومن يرغب من المدنيين من المخيم. وقد تم ابلاغ الامر الى قيادة الجيش التي لم تمانع من منطلق حرصها على حياة المدنيين. وفي حين قدرت الهيئات الاجتماعية موقف الجيش «الذي لم يبخل يوماً في تقديم الغالي والنفيس في سبيل الوطن»، ابدت تخوفها من ان يكون هذا الطلب من اجل التقاط المسلحين انفاسهم بعدما حقق الجيش تقدماً ملموساً وحاصرهم في مساحة محدودة تضم عدداً من الملاجئ المحصنة.

وكانت الطائرات المروحية، حلقت فوق بعض محاور القتال. وذكر انها نفذت غارة في محلة الجامولة. لكن مصادر اخرى ذكرت ان التحليق كان للاستطلاع. كذلك واصلت الزوارق الحربية دورياتها قبالة المخيم. فيما تابعت وحدات الجيش، ازالة الركام من طرق المخيم لتسهيل تقدم الآليات.

من جهة أخرى، حلق الطيران الحربي الإسرائيلي ظهر امس في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح، منفذاً غارات وهمية على علو مخفوض. وشمل التحليق مناطق مرجعيون والخيام. كما نفذت الطائرات المعادية غارات وهمية على علو مخفوض في اجواء جزين، حيث القت بالونات حرارية.