ظهور جزر جديدة على الخارطة بسبب ذوبان جليد القطب

علماء يعالجون تلوث البحار بمركبات الحديد

جزر جديدة في المحيط القطبي بسبب ذوبان جليد القطب
TT

يعالج علماء أميركان وألمان مياه البحار والمحيطات الملوثة بالحديد كما يعالج الأطباء فقر الدم عند البشر بالحديد. ويرش العلماء، من معهد الأبحاث البحرية في كيل (ألمانيا) ومختبر أبحاث البحار في موس لاندنغ (كاليفورنيا)، مساحات كبيرة من المحيط الهادي بمركبات الحديد بغية معالجة «فقر» المياه بالأوكسجين، وتخليصها من نسبة ثاني أوكسيد الكربون العالية وتحفيز الأحياء البحرية على النمو.

ويستخدم العلماء مختبرا عائما (باخرة) طوله 35 مترا بغية فحص مياه المحيط المتضررة ومن ثم معاملتها بمركبات الحديد. ويطلق على الحملة اسم «وذر برد2» ويشارك فيها 17 عالما من ألمانيا والولايات المتحدة، إضافة إلى عدد من المعاونين والملاحين واختصاصيي الكومبيوتر. وثبت من خلال العمل الجاري منذ مارس (آذار) الماضي ان مركبات الحديد تفاعلت مع كميات كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون لتنتج مواد «سمادية» غير ضارة بالبحر ومساعدة على نمو الأحياء النباتية. ورش العلماء شمال المحيط الهادي بكميات من سلفات الحديد تبلغ 4.4 كغم في كل كيلومتر مربع من الماء. ونمت النباتات البحرية الصغيرة هناك بحيث انها امتصت خلال اسبوعين 13 طنا من غاز ثاني أوكسيد الكربون في كل كيلومتر مربع من الماء. لكن النجاح كان أقل في مناطق أخرى أو معدوما تقريبا عند القطبين. وظهرت الحاجة إلى مواصلة التجارب، وهو ما يجري حاليا من خلال «وذربيرد2». فالعلماء لم يعرفوا ماذا يحصل مع النباتات التي تتغذى على الحديد المرتبط بذرات ثاني أوكسيد الكربون. ونثر العلماء مركبات الحديد على مساحة 10 آلاف كم من المياه على بعد 500 كم من جزر جالابوجاس، وتوصلوا إلى أن 20% من هذه النباتات يستقر في القاع ولا يحرر الغاز مجددا منه. ونمت النباتات الصغيرة، مثل الأشنات والطحالب، بكمية تقدر بـ 60 مليون طن وامتصت بالتالي 5 ملايين طن من ثاني أوكسيد الكربون. ويحاول العلماء حاليا التأكد من هذه النتائج في تجارب مستمرة تنتهي بانتهاء فصل الصيف الجاري.

ظهور جزر في القطب الشمالي مع ذوبان الجليد بمستويات قياسية. على صعيد ذي صلة قال خبراء ان جزرا لم تكن معروفة من قبل بدأت تظهر فيما تراجع جليد الصيف القطبي الى مستويات قياسية مما أثار تساؤلات عما اذا كان ارتفاع درجة حرارة الارض يفوق توقعات الامم المتحدة. وكشف ذوبان الانهار الجليدية التي تمتد الى البحر حول أرخبيل سفالبارد النرويجي عن عدة جزر لم تكن موجودة على أي خريطة.

وقال كيم هولمن مدير البحوث في المعهد القطبي النرويجي ان الجزر تظهر فيما تتراجع الانهار الجليدية. وأضاف «اننا نرى بالفعل تأثيرات عكسية على الدببة القطبية وأنواع أخرى. وعلق رون بيرجستورم، الخبير البيئي في مكتب الحاكم النرويجي في سفالبارد، على الخبر بالقول بلغني ظهور جزيرتين في شمال شفالبارد هذا الصيف. وأشار الى أنه رأى احدى الجزيرتين وأن مساحتها تعادل مساحة ملعب لكرة السلة تقريبا. وظهرت في الاعوام الاخيرة جزر قبالة جرينلاند وكندا.

وكانت هيلين بيورنوي، وزيرة البيئة النرويجية، قد حذرت في حلقة دراسية تضم 40 عالما وسياسيا بدأت أعمالها في ساعة متأخرة من يوم الاثنين الماضي، ان تراجع الجليد والثلوج يحدث بشكل يثير الحذر. وأضافت قائلة إن هذه الوتيرة ربما تفوق توقعات لجنة المناخ التابعة للامم المتحدة.