مسؤول أميركي: ليس هناك تمييز ديني في مخصصات «المعونة»

قال إن بلاده لم توجه مساعدات خاصة لأقباط مصر

TT

على خلفية لغط أثارته صحف محلية ومواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت باللغة العربية عن توجيه الولايات المتحدة لجانب من مساعداتها لأقباط مصر، نفى مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالقاهرة، جون جورورك، تخصيص أي جزء من برنامج المساعدات الأميركية السنوية، لتمويل تجمعات قبطية أو أنشطة ذات طابع ديني في مصر، مشيراً إلى وجود عدة جمعيات أهلية قبطية وأخرى إسلامية «تأخذ معونات مالية من برنامج المعونة الأميركية، لكن ليس على أساس ديني». واوضح أن برنامج المعونة شارك في ترميم كنائس ومساجد أثرية في مصر من دون تفرقة.

وبلغ إجمالي المساعدات الأميركية لمصر، من دون المساعدات العسكرية، منذ عام 1975 حتى عام 2006 نحو 28 مليار دولار.

وأضاف جورورك أثناء لقائه مع الصحافيين بمقر الوكالة في القاهرة مساء اول من أمس، أن بلاده تشترط ألا تُستخدم «أموال المساعدات» في تحقيق أهداف دينية، بل لخدمة الشعب المصري من دون تفرقة دينية.

وعن توقف العديد من الجمعيات الأهلية المصرية عن الجهر بما تحصل عليه من المعونة الأميركية، من خلال احتفال كانت تقيمه في السابق، قال جورورك إنه لا يعرف سببا وراء توقف احتفال منظمات المجتمع المدني بتقديم المعونات المالية لها، مشيرا إلى أن تقدم المنح والمساعدات للأفراد والمنظمات يتم بشكل مباشر وبعلم وموافقة الحكومة المصرية، و.. «لم يسبق أن أبدت الحكومة المصرية اعتراضها علي أية منحة قدمت لمنظمات المجتمع المدني أو للأفراد».

وحول قيام بلاده بإجراء تغييرات في هيكل برنامج المعونة لمصر، وتوجيه جانب منها بشكل مباشر لجمعيات أهلية ورجال أعمال، قال مدير الوكالة الأميركية إن برنامج المساعدات استهدف في البداية تمويل مشروعات في عدة مجالات ثم انتقل البرنامج إلي سياسة دفع الأموال أو التحويلات النقدية إلي الأفراد والجمعيات بشكل مباشر وتوفير المعونة الفنية لجمعيات رجال الأعمال ومساندة الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

وأوضح جورورك أن جزءا من البرنامج مستمر في تمويل المشروعات بالتعاون مع الحكومة المصرية كما يتم تخصيص 25 مليون دولار سنويا تحت تصرف السفير الأميركي لدعم منظمات المجتمع المدني. وحول ربط برنامج المعونة بشروط اجراء اصلاحات سياسية وفي مجال حقوق الإنسان ووقف تهريب الأسلحة لقطاع غزة، أكد جورورك أن المساعدات المقدمة لمصر هي لمصلحة الطرفين، المصري والأميركي، و«عندما نناقش برنامج المعونة مع الحكومة المصرية نناقش أولوياتها، وليس أولويات الحكومة الأميركية، لان هدفنا هو مساعدة مصر على تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي، وليس القيام بأنفسنا بهذا الإصلاح».

ونسبت صحف محلية مصرية ومواقع انترنت باللغة العربية خلال الشهرين الماضيين لما سمته «وثيقة صادرة عن الكونغرس الأميركي»، قولها إن الولايات المتحدة خصصت جزءا من معونتها السنوية لمصر لتطوير «الأقلية القبطية المسيحية». واضافت أن «الوثيقة» صدرت عن خدمة أبحاث الكونغرس (سي آر إس)، ووزعها مركز الصحافة الأجنبية التابع لوزارة الخارجية الأميركية على الصحافيين في 30 اغسطس (اب) الماضي، إضافة لـ «وثيقة أخرى كُشف عنها مطلع الشهر الماضي، تقول إن واشنطن غيرت في السنوات الأخيرة الماضية هيكل المعونة المدنية لمصر لتركز بشكل غير مسبوق على المناطق السكنية التي يمثل الأقباط فيها نسبة كبيرة، وعلى ما سمته «تقوية» منظمات غير حكومية مسيحية قبطية، منها من يقوم «بمراقبة التسامح الديني».