وزير إسرائيلي يهدد سورية لحساباته الشخصية

بن اليعيزر يسعى لاحتلال المرتبة الثانية في قائمة مرشحي حزب العمل للانتخابات المقبلة

TT

في الوقت الذي يحرص فيه المسؤولون الاسرائيليون والسوريون على طمأنة بعضهما بعضاً أن أياً منهما ليس معنياً بالحرب ضد الآخر، وأن التدريبات والحشود على طرفي الحدود ما هي إلا تشكيلات دفاعية، خرج وزير البنى التحتية في الحكومة الاسرائيلية، أمس، بنيامين بن اليعيزر، بتصريحات تهديد فظة قال فيها ان سورية ستندم إذا شنت حربا على اسرائيل.

وقال بن اليعيزر، في تصريحات لإذاعة محلية في تل أبيب، انه «إذا تجرأت سورية وشنت حربا ستندم على اللحظة التي اتخذت فيها القرار». واضاف: ان «الجيش الاسرائيلي أخذ العبر من حرب لبنان وقام بتصحيح الأخطاء، ويملك من القوة ما يضمن له الدخول في حرب على جبهتين في آن واحد (يقصد سورية من جهة ومع حزب الله اللبناني من جهة ثانية)، وربما حتى جبهة ثالثة (مع الفلسطينيين) والانتصار الساحق بشكل يجعل بشار الأسد وحسين نصر الله يندمان». ودعا بن اليعيزر في الوقت نفسه، كلا من الأسد ونصر الله، الى الاعتراف باسرائيل والجلوس معها إلى طاولة المفاوضات. ولم تأت هذه التصريحات من بن اليعيزر لكونه عضوا في المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الاسرائيلية، بل جاءت في اطار المعركة الحزبية التي يخوضها في هذه الأيام لتعزيز مكانته في قيادة حزب العمل، كرجل ثان بعد رئيس الحزب ووزير الدفاع، ايهود باراك. فهو يحاول منذ فترة اقناع باراك بأن يعلن عن وضعه بشكل مضمون ومن دون انتخاب في مؤسسات الحزب، في المرتبة الثانية في قائمة الحزب للانتخابات العامة المقبلة في اسرائيل (لم يحدد موعدها بعد). ولكن باراك، الذي يدين للوزير بن اليعيزر، بانتصاره في رئاسة حزب العمل وفوزه بوزارة الدفاع والتنافس على رئاسة الحكومة، لم يتحمس للفكرة، وقال انه لا يحب وضع قادة في أماكن مضمونة من دون انتخاب. ورغم ان جواب باراك أغضب بن اليعيزر، فإن الأخير امتنع عن التعليق. وترك مساعديه يهددون باراك بإعادته الى خارج الحلبة السياسية إذا لم يستجب لطلب بن اليعيزر. وقال أحدهم في تصريحات، أمس، ان باراك لا يدرك معنى إغضاب بن اليعيزر. فهو الذي قاد له الانقلاب على عمير بيرتس في حزب العمل وجلب اليه عشرات ألوف المؤيدين حتى تمكن من إلحاق الهزيمة بمنافسه، عامي ايلون، وهو الذي يثبت له الوضع داخل العمل ويوفر له الاستقرار الداخلي. فإذا ما مس به حاليا، فإنه سيدفع ثمن ذلك باهظا وسيخسر الحزب. ويحاول بن اليعيزر، بتصريحاته السياسية الحربية ضد سورية البروز على الساحة كشخصية قيادية لها حضور بارز في السياسة العامة والأمن، في تلميح لرئيسه باراك بأنه قادر على منافسته على رئاسة الحزب وعلى وزارة الدفاع أيضا. من جهة ثانية، يستعد زعيم حزب العمل السابق، عمير بيرتس، للعودة الى النشاط السياسي ضد باراك، إذ عاد أمس من عطلة طويلة في الولايات المتحدة. وينوي اعادة تنظيم صفوف معسكره داخل الحزب ليقارع الرئيس الحالي، باراك، وينتقم منه. وهو ينوي اقامة تحالفات مع معسكرات أخرى داخل الحزب. ويهتم بايجاد لغة حوار مع بن اليعيزر. ويرى المراقبون ان هذه الصراعات في حزب العمل من شأنها أن تعرقل خطة باراك للوصول الى رئاسة الحكومة، فهو ينتظر نتائج لجنة فينوغراد للتحقيق في اخفاقات الحرب على لبنان، على أمل أن تدعو الى استقالة ايهود أولمرت، وعندها يصبح باراك الشخصية الأولى في الحكومة فيسيطر على حزب «كديما» الحاكم ويقيم معه تحالفا تحت قيادته. ولكن، إذا لم ينجح باراك في تحقيق سلام داخل حزبه، فلن يستطيع تحقيق أية خطوة في مشروعه لرئاسة الحكومة.