داكا ـ وكالات الانباء: فرضت حكومة بنغلادش المدعومة من الجيش حظر التجول اعتبارا من مساء أمس ولفترة غير محددة في ست مدن بما فيها العاصمة دكا بعد ثلاثة ايام من التظاهرات الطلابية العنيفة، وفقا لما اعلنه متحدث باسم الحكومة المؤقتة. وقال فهيم منعم، المتحدث باسم الحكومة، «صدر أمر باغلاق كل الجامعات والكليات في المدن الست لاجل غير مسمى». وأضاف «على الطلاب في كل الجامعات بهذه المدن اخلاء عنابر النوم الخاصة بهم في موعد غايته الثامنة مساء اليوم قبيل بدء حظر التجول».
وقبل فرض هذه الاجراءات الاستثنائية قتل شخص وجرح العشرات في تجدد للمواجهات بين الطلاب وقوى الامن. ودعت السلطات الى الهدوء مهددة بقمع «المخلين بالامن».
واندلعت اعمال عنف متفرقة امس في جامعة دكا حيث يطالب الطلاب، منذ الاثنين الماضي، برحيل قوى الامن المتمركزة في حرمهم الجامعي منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. ورغم مغادرة قوى الامن للحرم الجامعي صباح امس قال شهود عيان في دكا ان النار اشعلت في ست عربات على الاقل وان 50 شخصا اصيبوا بجروح أمس مع انتشار احتجاجات الطلبة وامتدادها الى مؤسسات اخرى في المدينة وانحاء البلاد.
وفي العاصمة دكا نزل طلبة من ست معاهد وكليات جامعية الى الشوارع وهم يرددون عبارات تأييد لزملائهم في جامعة داكا وهي أكبر جامعة في البلاد وقاطعوا الدراسة والامتحانات لليوم الثالث على التوالي.
وقال شهود عيان ان الطلبة استخدموا الحجارة والهراوات فيما اطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات في المعارك الدائرة بين الجانبين.
ووردت تقارير عن وقوع معارك مماثلة في بلدة راجشاهي بشمال غربي البلاد وبلدة باريسال الساحلية الجنوبية وعدة اماكن اخرى. وقال شهود عيان ان 50 شخصا على الاقل اصيبوا في المعارك مع الشرطة في جامعة راجشاهي وفي احدى الكليات بمدينة خولنا في الجنوب الغربي. وقال ضابط شرطة في داكا «الموقف يتدهور لان الاساتذة خرجوا للانضمام الى الطلبة المحتجين».
وأدت اعمال العنف الى اغلاق المتاجر وتوقف وسائل النقل العام وسببت ذعرا بين السكان في المناطق التي شهدت الاحتجاجات.
وبدأت المعارك هناك مساء الاثنين الماضي بعد ان هاجمت القوات بعض الطلبة الذين يحتجون على وجود الجنود في مباراة لكرة القدم في صالة ألعاب القوى بالحرم الجامعي.
ويخشى محللون سياسيون من ان تمثل احتجاجات الطلبة تحديا خطيرا للحكومة المدعومة من الجيش التي تخطط لاجراء انتخابات حرة في اواخر العام المقبل.
وخلال الفترة المتبقية على الانتخابات شنت الحكومة حملة صارمة على «السياسيين الفاسدين» والتي تم خلالها اعتقال أكثر من 170 شخصية سياسية رئيسية.