قراصنة صوماليون يفرجون عن سفينة دنماركية.. ويحتفظون بثلاث سفن أخرى

بعد حصولهم على فدية تقدر بـ 5.1 مليون دولار

قمر عدن علي وزيرة الصحة الصومالية تخطب في مراسم تأبين للصحافيين الصوماليين، علي ايمان، ماهاد ألمي احمد اللذين قتلا من قبل مجهولين في مقديشو(أ.ف.ب)
TT

أفرج القراصنة الصوماليون عن سفينة شحن دنماركية، كانوا يحتجزونها لنحو 3 أشهر في السواحل الصومالية، بعد أن قبضوا فدية قدرها 5.1 مليون دولار. وقال أندرو موانجورا رئيس منظمة «برنامج مساعدة البحارة» ومقرها الساحل الكيني: «ذكرت مصادرنا أن الشركة المالكة للسفينة، دفعت الفدية التي طلبها القراصنة وقدرها 5.1 مليون دولار»، حسب ما ذكرته وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ).

وكانت السفينة «ام في دانيكا وايت» قد أبحرت بداية يونيو (حزيران) الماضي من ميناء «جبل علي» بدبي واعترضنا القراصنة الصوماليون طريقها واقتادوها إلى الشواطئ النائة بوسط الصومال.

وقد سلّط الإفراج عن سفينة الشحن الدنماركية «أم في دانيكا وايت»، الضوء مجددا على المخاطر الأمنية التي يمثلها نشاط القراصنة الصوماليين في المياه الإقليمية الصومالية، التي تعتبرها هيئة الملاحة الدولية بأنها واحدة من أخطر السواحل في العالم. وكان صباح يوم الثاني من يونيو (حزيران) الماضي يوما مشؤوما لسفينة الشحن الدنماركية وطاقمها، الذين ابحروا من ميناء دبي في طريقها الى ميناء «ممباسا» الكيني، محملة بشحنة من مواد البناء، ولم يكن البحارة يدرون بأن القراصنة الصوماليين الذين يستخدمون وسائل تقنية متطورة، يراقبون خط سيرها حتى انتهى بهم المطاف في أيدي ميليشيات مسلحة تتخذ القرصنة وسيلة للعيش والربح. وقد أمضى البحارة الدنماركيون 83 يوما في قبضة القراصنة، وجرت خلال هذا الفترة مفاوضات شاقة بينهم وبين ممثلين عن الدنمارك، انتهت أخيرا بالإفراج عن السفينة وطاقمها سالمين. ولم يُكشف عن مبلغ الفدية التي دفعت للقراصنة الصوماليين، لكنهم كانوا قد طالبوا أثناء المفاوضات بمبلغ مليون ونصف المليون دولار، مقابل الإفراج عن السفينة وبحارتها الخمسة. ورفضت وزارة الخارجية الإفصاح عن حجم المبلغ المدفوع.

وقد طور القراصنة الصوماليون وهم عبارة عن ميليشيا قبلية مسلحة من أساليبهم لخطف السفن، حيث يستخدمون القوارب السريعة، وأجهزة تحديد المواقع، وتليفونات الستلايت، لمطاردة السفن التجارية وناقلات النفط لاختطافها، وتدر عليهم هذه النشاطات أموالا هائلة تمكنهم من تعزيز نفوذهم في الصراع القبلي في البلاد.

ولا تملك الحكومة الصومالية الانتقالية قوة بحرية لحماية سواحلها، كما لم تجد نداءاتها لمساعدتها في حراسة السواحل الصومالية، صدى لدى عدد من الدول الغربية من بينها الولايات المتحدة، والتي توجد لها قوات بحرية في المنطقة، حيث تركز هذه القوات اهتمامها فقط على مكافحة الإرهاب ومنع تسلل المطلوبين الذين تلاحقهم إلى بلدان القرن الإفريقي، وأعطي ذلك الفرصة لميليشيات القراصنة للانتشار في المياه الصومالية وخطف السفن من دون خوف يذكر للحصول على الأموال، ولا تزال ثلاث سفن أجنبية أخرى تحت احتجازهم حتى الآن. وفي العاصمة مقديشو قتل شرطي واحد وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، في هجمات شنها مسلحون مجهولون عليى مراكز للشرطة الصومالية، التي تعرضت ثلاثة منها لهجوم بالقذائف الصاروخية الليلة قبل الماضية، وقتل شرطي آخر في هجوم شنه مسلح بقنبلة يدوية علي دورية للشرطة في منطقة «هليوا» بشمال شرق العاصمة مقديشو. من جهة أخرى تظاهر مئات من الصوماليين الذين نزحوا إلى أطراف العاصمة احتجاجا على تصريحات محافظ مقديشو «محمد طيري» التي وصف فيها النازحين بأنهم إرهابيون. وتجمع المتظاهرون في منطقة «عربسكا» على بعد 20 كم إلى الغرب من العاصمة وهتفوا بشعارات مضادة لمحافظ مقديشو، وطالبوه بالتراجع عن تصريحاته، وقال أحد المتحدثين في مظاهرة الاحتجاج بأن «النازحين هربوا من الحرب وأعمال العنف الدائرة في العاصمة، لسنا بحاجة إلى من يلقي علينا تهمة الإرهاب هكذا جزافا، ولكننا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وما يسد رمق أطفالنا من الجوع، ونأسف للكلام الذي صدر من محافظ مقديشو في حقنا ونطالبه بالاعتذار عنها».

وكان محافظ مقديشو «محمد طيري» قال في مؤتمر صحافي قبل يومين «بأن النازحين الذين يسكنون المخيمات بغرب العاصمة هم إرهابيون وعلى المنظمات الإنسانية التي تساعدهم الآن أن تعلم بأنها تطعم إرهابيين». وأثارت هذه التصريحات غضب عدة جهات في العاصمة، بما فيها الحكومة والبرلمان، كما أثارت أيضا غضبا داخل قبيلة الـ«هويا» ذات الأغلبية السكانية في العاصمة والتي ينتمي اليها أيضا معظم النازحين من الحرب في العاصمة.