رهينة ألماني يظهر في تسجيل مصور بعد أسابيع من خطفه في أفغانستان

قندهار: مقتل جنديين كنديين في هجوم.. ونجاة قائد شرطة هلمند من تفجير أودى بثلاثة مدنيين

المهندس الألماني رودولف بليشميت، خلال ظهوره على شاشة تلفزيون «تولو»، يطلب المساعدة من حكومة بلاده لإطلاق سراحه (أ.ف.ب)
TT

دعا الرهينة الألماني وزملاؤه الأفغان الأربعة المحتجزون لدى حركة طالبان في شريط فيديو، بثه تلفزيون افغاني أمس، الحكومتين الألمانية والأفغانية الى مساعدتهم.

وهذه هي المرة الثانية التي يعرض فيها شريط يظهر فيه المهندس الالماني رودولف بليشميت وزملاؤه، بعد شريط اول بثته في الاول من أغسطس (آب) قناة الجزيرة الفضائية القطرية بعد حوالي اسبوعين من خطفهم في 18 يوليو (تموز) في جنوب افغانستان. وكرر بليشميت، 62 عاما، ما قاله في الشريط الاول. وصرح «أنا أسير ولست في حالة صحية جيدة». ويبدو ان حالته الصحية تراجعت منذ الشريط الاول.

وفي الشريط الذي تم بثه امس ظهر المهندس الالماني شبه ممدد في محيط صخري.

وقد انتابه سعال قبل ان يضع يده على صدره. وبدأ يائسا ويبذل جهدا ليتكلم.

وقال باللغة الانجليزية وبلكنة ألمانية «إنني في حالة صحية سيئة فعلا. أريد ان تفعل الحكومة الافغانية والسفارة الالمانية ما بوسعهما للافراج عني بسرعة». وطغى صوت مترجم بلغة الداري على صوته. وظهر في الشريط الافغان الاربعة واقفين. وقال احدهم بلغة البشتو ثاني لغة في البلاد «نريد من ادارة الرئيس حميد كرزاي تحريرنا». واضاف «نحن افغان وكذلك طالبان. انهم افغان».

واضاف «نريد ايضا من مجلسي البرلمان الاعيان والنواب ومن رئيس مجلس النواب محمد يونس قانوني، ورئيس مجلس الشيوخ صبغة الله مجددي المساعدة في الافراج عنا».

وأضاف «عليهم ان يفكروا في أبنائهم».

وذكرت مذيعة تلفزيون «تولو» الذي يتمتع بشعبية كبيرة واطلق منذ 2005، شرط طالبان للافراج عن رهائنها وهو مغادرة الجنود الالمان وعددهم ثلاثة آلاف في القوة الدولية للمساهمة في ارساء الأمن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي. وحتى الآن، كان الخاطفون يطالبون ايضا باطلاق سراح عشرة معتقلين من طالبان. وكانت حركة طالبان سمحت الاسبوع الماضي للمهندس الالماني بالتحدث هاتفيا الى وكالة الصحافة الفرنسية نظرا لوضعه الصحي. واكد حينذاك انه موجود «في الجبال» مع خاطفيه.

وفي شريط الفيديو الاول، ظهر بليشميت محاطا بعدد كبير من الرجال، وهم يصوبون اسلحتهم عليه، وزملاؤه الافغان في مكان آخر. وقد تحدث بليشميت وحده.

وذكرت حركة طالبان مرتين هذا الاسبوع، بأنها تطالب بالافراج عن المعتقلين من عناصرها، مقابل اطلاق سراح الرهينة الالماني. ويحتجز المتمردون ايضا منذ 19 يوليو 19 كوريا جنوبيا من الكنيسة الانجيلية، من أصل 23 تم خطفهم في البداية. وقد قتل اثنان منهم اولا ثم افرج عن امرأتين.

وهددت حركة طالبان من جديد الاربعاء بقتل الرهائن الكوريين الجنوبيين، ما لم تتم تلبية مطلبها في الافراج عن عدد مماثل من ناشطيها، بدون أن تحدد مهلة لذلك. وقالت الحركة «في ما يتعلق بالمهندس الألماني، نريد ان تطلق كابل سراح عشرة معتقلين افغان واذا لم يتم اطلاق سراحهم فسيبقى المهندس وزملاؤه الافغان الاربعة محتجزين. وهو ايضا مريض».

وهناك قيود مفروضة بالفعل على التفويض، فهو يحظر على برلين نشر قواتها في جنوب أو غرب أفغانستان، حيث تشيع الاضطرابات رغم ضغوط من الحلفاء في حلف شمال الاطلسي على ألمانيا لإرسال قواتها هناك. ويريد بعض الأعضاء في الائتلاف الحاكم، أن تتمتع برلين بحرية أكبر ولا سيما في مجال تدريب القوات الأمنية الافغانية في الجنوب. ويقول مسؤولون كبار في وزارة الخارجية، ان هذا محتمل لكن لم يتضح ان كان البرلمان سيوافق على ذلك. وقال لانجتون ان خطف الأجانب ظاهرة برزت في الآونة الأخيرة، لكنه أضاف أن عمليات الخطف مقابل أموال لها تاريخ طويل في أفغانستان.

وأضاف الخطف بهدف التربح هو نمط حياة.. نشاط أصبح جزءا من أفغانستان منذ قرون». وفي الاسبوع الماضي خطفت عصابة اجرامية وليس طالبان، عاملة ألمانية في مجال الاغاثة، واحتجزتها لمدة يومين، قبل أن تنقذها الشرطة. وقال محللون انهم كانوا يريدون فدية. واذا كان الهدف هو الأموال فإن خطف الالمان قد يدر ربحا كبيرا. فحقيقة أن ألمانيا تدفع الفدية ليست سرا. من جهة اخرى، أعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» مقتل جنديين كنديين، إضافة إلى إصابة 12 آخرين، من قواته العاملة في أفغانستان، في هجومين استهدف أحدهما مركبة عسكرية في جنوب أفغانستان، بينما استهدف الثاني قاعدة لقوات الحلف شرق البلاد. ففي جنوب أفغانستان، أسفر هجوم بعبوة ناسفة زرعت بطريق مركبة عسكرية للقوات الكندية صباح امس، عن مقتل جنديين كنديين وإصابة ثالث، بالإضافة إلى مقتل مترجم أفغاني وإصابة صحافي بإذاعة «راديو كندا»، كان يرافق الجنود. وقال المتحدث باسم قوات الناتو، الجنرال غي لاروش، في مؤتمر صحافي بإحدى القواعد الجوية في إقليم قندهار، إن المركبة التابعة للقوات الكندية تعرضت لانفجار لغم أرضي في مقاطعة زاري، على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب قندهار.

ولم يكشف البيان عن هوية القتيلين، إلا أنه أشار إلى أنهما ينتميان إلى الفرقة 22 بالقوات الملكية لإقليم كيبيك، والتي بدأت مهامها في أفغانستان منذ أسابيع قليلة.

وفي كندا، عبر رئيس الوزراء ستيفن هاربر، عن مواساته لأسر الجنديين، قائلاً: «هؤلاء الجنود ضحوا بأرواحهم للمساعدة في إقرار الأمن والاستقرار بأفغانستان»، وفقاً لما ذكرته أسوشييتدبرس.

وقالت شبكة راديو كندا، إن مترجماً أفغانياً قُتل في الهجوم، بالإضافة إلى إصابة جندي ثالث من القوات الكندية، فضلاً عن إصابة أحد أفراد فريق الشبكة الإذاعية في أفغانستان. وأشارت إلى أن المصور شارل دوبوى، أصيب بجروح بالغة في ساقه، كما أصيب الصحافي المعروف في الشبكة، باتريس روي، بصدمة عصبية، وجرى نقلهما والجندي الجريح إلى المستشفى العسكري في قندهار.

وبمقتل هذين الجنديين يرتفع عدد قتلى القوات الكندية في أفغانستان إلى 69 قتيلاً، إضافة إلى دبلوماسي كندي، منذ بدء الحرب على حركة طالبان وتنظيم «القاعدة»، بعد هجمات 11 سبتمبر من عام 2001 على الولايات المتحدة. وتشارك كندا بنحو 2300 جندي، ضمن قوات التحالف الدولي، الذي تقوده القوات الأميركية بأفغانستان، وينتشر معظم الجنود الكنديين في قندهار، أحد المعاقل الرئيسية لطالبان.

وكانت وزارة الدفاع الكندية قد أكدت الأحد، مقتل أحد جنودها العاملين ضمن قوات «الناتو» في جنوب أفغانستان، في انفجار تعرضت له دوريته العسكرية. إلى ذلك، قتل ثلاثة مدنيين على الأقل وجرح 14 في هجوم بقنبلة فجرت عن بعد، استهدف في بلدة غريشك قائد شرطة ولاية هلمند الذي نجا من الموت. وفجرت العبوة عن بعد قرب جسر وسط سوق بمدينة غريشك الصغيرة لدى مرور قافلة كان فيها قائد الشرطة محمد حسين أندوال. واكد مسؤول في مستشفى المدينة أن خمسة من بين الجرحى الـ14 في حالة خطيرة. وتقع مقاطعة غريشك وسط منطقة تستهدفها هجمات طالبان في جنوب افغانستان.

كما قال الجيش الأميركي إن 11 من جنوده جرحوا في هجوم على قاعدتهم في ولاية نورستان شرق أفغانستان، لكن طالبان تحدثت عن مقتل سبعة جنود أيضا.

من جهة أخرى، قتل جنديان أفغانيان وأُصيب 11 آخرين من قوات حلف الأطلسي، في هجوم شنه مسلحون من حركة طالبان، كانوا يرتدون زيا عسكريا، استهدف قاعدة لقوات الحلف شرق أفغانستان. ولم يعلن الحلف عن جنسية الجنود الجرحى، إلا أن معظم الجنود العاملين في المنطقة الجبلية بإقليم نوريستان شرق البلاد، من القوات الأميركية.