فستان عروس فلسطينية يفرض عليها السير لكيلومترات ويؤجل حفلها لساعات

بعد أن رفض الجنود الإسرائيليون السماح لها بالعبور لأنها لا تستطيع دخول آلة كشف المتفجرات

مزارع فلسطيني يتفقد شتلة زيتون في مزرعته في قرية دير الحطب، القريبة من نابلس أمس (أ.ف.ب)
TT

منع الجنود الاسرائيليون على أحد الحواجز العسكرية في الضفة الغربية عبور عروس فلسطينية الى عريسها، لأن فستان العرس الأبيض عريض، ولا تتسع له ماكينة كشف المتفجرات. واضطرت العروس الى المشي في طريق التفافية طولها يزيد عن خمسة كيلومترات في يوم عرسها، حتى تتمم الفرحة وان تأخرت لساعات.

وروت إحدى ناشطات حركات السلام الاسرائيلية، دفنا بناي، التي كانت شاهد عيان على الحادث، كيف تصرف الجنود وقائدهم وهي تردد: «شيء مخجل.. شيء مخجل». وقالت: ان العروس الفلسطينية وصلت الى الحاجز مع بعض ذويها هادفين الانتقال الى قرية العريس قرب بلدتها طوباس، في شمال شرق الضفة الغربية. وتمكن ذووها من المرور بعد عبور آلة الفحص الأمني وفحص الوثائق. وعندما تقدمت العروس نفسها من الآلة تبين ان فستان العرس أعرض من باب آلة التفتيش. فأبلغها الجنود بأنها لن تستطيع العبور.

وحاولت العروس وذووها شرح الموقف، بأن الحديث يجري عن عرس وفرح ومعازيم ينتظرون قدوم العروس، لكن الجنود وضابطهم أصروا على موقفهم. فتدخلت دفنا يناي نفسها، وهي من حركة «محسوم ووتش» الاسرائيلية وهي حركة نسائية اسرائيلية تراقب كيفية معاملة الجنود للمواطنين الفلسطينيين على الحواجز العسكرية، وتحاول التدخل لحل المشاكل بينهم وبين المواطنين الفلسطينيين بطرق انسانية. وشرحت يناي للجنود ان العروس متجهة الى قرية فلسطينية مجاورة وليس الى اسرائيل، أي انها لا تشكل أي خطر أمني على أحد. وأن بإمكانهم متابعة تحركها حتى تلك القرية، ولكن عبثا. ازاء ذلك، اضطرت العروس الى المشي لاكثر من 5 كيلومترات في طريق التفافي طويل من دون سيارة، وهي تجر فستانها في الطريق الوعرة بين الأشواك والصخور، الى أن وصلت الى القرية المقصودة، لا حول لها ولأهلها سوى البكاء المرير.

وروت يناي في هذا السياق ان الجنود على الحاجز نفسه تصرفوا على نحو مماثل مع جنازة لأحد المواطنين من قرية في المنطقة، كان قد توفي في عيادة طبية في طوباس وأراد أهله دفنه في مقبرة قريته، عين البيضاء. وكان على ذويه وأصدقائه أن يمروا عبر هذا الحاجز حتى يصلوا الى هدفهم. وضمت الجنازة 15 سيارة، بالاضافة الى سيارة الاسعاف التي وضع فيها الجثمان.

وسمح الجنود لسيارة الاسعاف بأن تمر، لكنهم أعاقوا مرور المشاركين في الجنازة حوالي ساعتين. فقد أصروا على اجراء تفتيش دقيق في كل سيارة وعلى جسد كل مشارك في الجنازة، غير مكترثين لوجود الجثة في السيارة وخطورة الأمر في ظل حرارة الجو الشديدة في منطقة الغور تلك. وعقب الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي على الحادثتين بالقول ان مهمة الحواجز هي منع عبور ارهابيين. والوسيلة الوحيدة لذلك هي التفتيش الدقيق. لكن الأهالي في الحالتين أكدوا أن الحاجز قائم بين بلدات فلسطينية ولا يوصل الى أية منطقة اسرائيلية، مما يعني ان الادعاء بالخطر الأمني غير صحيح.