استقالة المتحدث باسم حكومة هنية المقالة لأسباب تتعلق بالأحداث الأخيرة في غزة

مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الاوسط»: غازي حمد يعتبر ما وقع في القطاع فخا لحماس

أبو مازن خلال استقباله مبعوث السلام الدولي في مكتبه في رام الله أمس (أ.ب)
TT

علمت «الشرق الاوسط» ان الدكتور غازي حمد، المتحدث باسم الحكومة المقالة في غزة، استقال من منصبه لاسباب سياسية تتعلق بالاحداث الاخيرة التي شهدها قطاع غزة، لا سيما سيطرة حركة حماس على القطاع، وعدم اتخاذ الحركة أي خطوات من شأنها ان تعيد اللحمة بين غزة والضفة الغربية والمصالحة الوطنية. وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الاوسط»:«ان لحمد ملاحظات وتحفظات كثيرة على الاخطاء التي وقعت وتقع، سواء تلك الادارية او الامنية او غيرها» واضاف «ان موقف حمد هذا ليس جديدا بل تعرف به كل الاطراف في الجانبين، سواء في داخل حماس او داخل السلطة». وفي هذا السياق اشار المصدر الى ان اسم غازي حمد كان الاسم الوحيد ربما الذي لم يتضمنه مرسوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الذي فصل بموجبه العشرات من موظفي حماس في حكومة الوحدة الوطنية من بينهم رئيس ديوان رئاسة الوزراء محمد المدهون والمستشار السياسي احمد يوسف وغيرهم الكثير.

واشار المصدر الى غياب حمد، الذي عمل سابقا رئيسا لتحرير صحيفة «الرسالة» المقربة من حماس في غزة، عن الساحة بعد فترة قصيرة من سيطرة حماس على غزة وقرار الرئيس محمود عباس اقالة حكومة هنية واعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة برئاسة سلام فياض وزير الداخلية في حكومة الوحدة المقالة. واكد معلومات «الشرق الاوسط» ظهور اسم جديد يحمل منصب المتحدث باسم الحكومة، وهو طاهر النونو، الذي صدر عنه امس اول تصريح حول قرار الحكومة المقالة دمج القوة التنفيذية التي انشأها وزير الداخلية الاسبق سعيد صيام، بالشرطة.

وحسب المصدر فإن حمد يرفض التحدث عن كل هذه القضايا رغم محاولات العديد من وسائل الاعلام الاتصال به وحثه على قول رأيه.

ورفض غازي بالفعل الخوض في أي من التفاصيل او الرد على أي من اسئلة «الشرق الاوسط» عندما اتصلت به، مكتفيا بالقول انه ليس لديه ما يقوله في هذا الشأن، لكن «الشرق الاوسط» علمت من المصدر المطلع ان حمد لم يتفق مع ما حصل في قطاع غزة منذ لحظة انفجار الوضع. وقال المصدر ان حمد الذي كان مقربا من رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية، ومعدودا على المعتدلين في حماس، «لم يكن مرتاحا لما حصل ورفض الحديث في قضايا ضد قناعاته. وكان يعتبره ليس في الاتجاه الايجابي وانه لن يفيد الحركة وسيسبب لها مشاكل كثيرة، وهذا ما حصل، على المستوى السياسي وعلى مستوى العلاقات الدولية وانهيار حكومة الوحدة الوطنية». يضاف الى ذلك ـ حسب المصدر ـ الازمات العدة التي برزت بعد استيلاء حماس عسكريا على قطاع غزة بعد معارك قصيرة انهارت على اثرها الاجهزة الامنية بسرعة فائقة، في 14 يونيو(حزيران) الماضي.

ومن هذه الازمات كما قال المصدر «ازمة الرواتب وازمة المعابر والموظفين وغيرها التي سترتد سلبا على الحركة الاسلامية» واضاف المصدر ان حمد نقل تحفظاته ومخاوفه وقلقه الى ابو العبد (اسماعيل هنية) لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار». وتنطلق مخاوف حمد كما قال المصدر من ان حماس لن تستطيع تحمل تبعات هذه الازمة سواء تلك المتمثلة بمشاكل غزة او الانفصال عن الضفة الغربية وما ينطوي عليه من مخاطر. لهذا فان حمد ـ وفق المصدر ـ يعتبر ما حصل في قطاع غزة فخا لحركة حماس لكن دون تخطيط من أي الطرفين، كما اشيع سابقا، فما حصل كان نتيجة «دربكات واخطاء وفوضى عارمة».

ويطالب حمد ـ كما قال المصدر ـ حماس باتخاذ الخطوة الاولى نحو المصالحة، لكن ذلك لم يحصل، ما اوصل الامور الى طريق مسدود. كما قال امس خالد مشعل رئيس المكتب اليساسي للحركة في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، متهما الولايات المتحدة واسرائيل بالتدخل واعاقة امكانية اجراء اي حوار بين الحركتين.

وقال مشعل الذي يقيم في العاصمة السورية ان «مساعي المصالحة وصلت الى طريق مسدود لان الطرف الآخر (فتح) اوصد كل الابواب ورفض كل الوساطات الفلسطينية والعربية بما فيها تحركات بعض قيادات فتح». واوضح ان «ما يعيق امكانية الحوار هو التدخل الاميركي والاسرائيلي».

ومن الاسباب الاخرى لفشل الحوار بين الطرفين بحسب مشعل «موقف رئاسة السلطة والفريق المحيط بها الذي يتصرف باداء لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالمصلحة الوطنية».

واضاف «لا ابالغ ان قلت حتى ان دولا مثل مصر والسعودية وهي دول لها وزنها المعروف ربما لا تجد اذنا صاغية عند بعض قيادات السلطة الفلسطينية كي تتحمس لخطوة ما باتجاه الحوار».