الوثائق البريطانية : من دمشق انطلقت كذبة مشاركة أميركا وبريطانيا في هزيمة 1967

الكذبة الكبرى.. والناس من صعوبة البكاء يضحكون

صحيفة «الثورة» السورية قالت إن طائرات بريطانية وإسرائيلية أقلعت من قواعد بريطانية في قبرص لتغير على الدول العربية («الشرق الاوسط»)
TT

ملف ضخم أفردت له الوثائق البريطانية عام 1967، عام الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة، أي قبل أربعين عاما، أفردت له اسم (الكذبة الكبرى THE BIG LIE)، والسبب ما انطلق ككذبة من صحيفة «الثورة» السورية عن مشاركة بريطانية وأميركية الى جانب اسرائيل في الحرب التي انهزمت فيها جيوش ثلاث دول، هي سورية والأردن ومصر في ستة أيام فقط، لتتخذ تلك الحرب مسمياتها المختلفة. فهي لدى إسرائيل والغرب حرب الأيام الستة، ولدى العرب (النكسة). وقد أرهقت تلك الحرب الوجدان العربي وكانت صدمة لم يصدقها كثيرون، ولكن الاستعانة على الصدمة جاءت، كما تقول هذه الوثائق، من قبل الأنظمة المهزومة باختراع كذبة المشاركة، فتوالى دفاع البريطانيين لحد تزويد مكتبة البرلمان بالخرائط والجدول الزمني لكل شاردة وواردة في قواعدهم بقبرص، بعد أن استشرى رد فعل المشاركة المزعزمة بين النواب، فيما طالب اللورد كاردون مندوب أميركا الدائم في الأمم المتحدة بلجنة تحقيق داحضا كذبة المشاركة.

والى ذلك توالى تعاطي قادة الدول الثلاث مع الكذبة، فسورية التي أطلقتها صدقتها، ومعها القاهرة التي تولت مهام الترويج لها، فيما اتخذ الأردن موقفا وسطيا في البداية فحاول الاستوثاق من الروس، وانتهى به المطاف ليعترف على لسان الملك حسين، خارج وثائق هذه الحلقة لضيق المساحة، بأنه ليس لديهم أية دليل عليها.

حرب حزيران للأجيال التي ولدت بعدها، وبينهم من هم في الأربعين من عمرهم الآن، كانت صدمة، ولدى البعض عار لم يغسله إلا نصر أكتوبر 1973.

هي محطة مهمة في التاريخ العربي في حقبة ما كان يسمى بالأنظمة التقدمية أو الثورية، يتولى تقسيم العالم العربي بخطاب سياسي أثبت الزمن خواءه، وقد عبر عنه شاعران حين فتحا عيونهما على الهزيمة، كأفضل ما يكون التعبير.

قال السوري الراحل نزار قباني:

حرب حزيران انتهت..

والناس من صعوبة البكاء يضحكون..

وقال العراقي الراحل عبد الوهاب البياتي:

قتلتنا في مقاهي الشرق حرب الكلمات..

الكذبة الكبرى أيضا محطة تستحق التوقف بل والتأمل.

* وثيقة رقم: 161

* التاريخ :غير واضح

* من: غير واضح (ساقط في عمليات التصوير والإيضاح من «الشرق الأوسط»)

* إلى: أم. جي. ليفنجستون، رويترز المحدودة

* الموضوع: صحيفة سورية تزعم أن قواعد قبرص تم استخدامها ضد العرب 1/ حملت صحيفة «الثورة» في صفحتها الأخيرة مقالا بعنوان: نائب قبرصي يكشف عن استخدام قواعد بريطانية ضد الدول العربية. وقالت إن طائرات بريطانية وإسرائيلية أقلعت من قواعد بريطانية في قبرص لتغير على الدول العربية والقوات العربية في سيناء والضفة الغربية والجبهة السورية، وقد استخدمت القواعد كمنطلق لطائرات إسرائيلية وطيارين أجانب.

* وثيقة رقم: 161

* الموضوع: القواعد القبرصية.. مكاريوس غير قادر على فعل شيء 1/ لم يستطع الأسقف مكاريوس إيقاف استخدام القواعد لأن اتفاقيات زيوريخ تمنح بريطانيا السيادة على مناطق القواعد، وقد استدعى المفوض البريطاني العام وأنذره لقاء استخدام القواعد البريطانية في العدوان، وذلك بعد مضي يومين على مشاركة الطائرات البريطانية في نقل طيارين أجانب تم إرسالهم لمساندة القوات الإسرائيلية الجوية.

2/ وأضافت الصحيفة أن هذا المسلك قاد حركة التضامن الأفريقي الآسيوي، وعبر رئيسها الدكتور فاسوس ليزاريدس، إلى القول إن قضية القواعد البريطانية في قبرص لا بد لها أن تثار في الأمم المتحدة.

* وثيقة رقم: 160

* التاريخ: 17 يوليو 1967

* من:جي. سي موبرلي، الخارجية لندن

* الى: مستر برينشلي، الخارجية لندن، سري للغاية

* 1/ المشكلة: وفقا لتقرير رويترز المرفق فقد صدر البيان الختامي لاجتماع القادة الثوريين الخمسة بالقاهرة مستعرضا الوضع الحالي والمتطلبات، (نادى بموقف موحد تجاه العدوان الذي قامت به إسرائيل بمشاركة من أميركا وبريطانيا ضد الأمة العربية).

2/ التوصية:

أوصي أن تصدر إدارة الأخبار بيانا في ضوء الخطوط الآتية في اجتماعهم اليوم الساعة 12:30:

لاحظنا باستغراب أن القادة العرب المجتمعين في القاهرة قد اعتقدوا أنه من المناسب لهم أن يحيوا في بيانهم الختامي المزاعم المتفجرة حول مشاركة القوات البريطانية إلى جانب إسرائيل في الحرب الأخيرة. وقد أوضحت حكومة جلالة الملكة مرارا أنه لا توجد حقيقة بأية مقدار في هذه الأكذوبة الخرافة. وفي حقيقة الأمر، فتلك المزاعم قد برهنت على أنها بلا أساس البتة، وأن هذه الحقيقة عنها أصبحت معروفة في كل العالم بما في ذلك الشرق الأوسط.

3/ القضية:

المزاعم في شأن مشاركة أميركا وبريطانيا إلى جانب إسرائيل تم دحضها، وليس لها من مصدقين بصورة واسعة في الشرق الأوسط، ولذلك فلا داعي، لحملة أكثر اتساعا أو انتشارا عبر وسائل الإعلام لتحطيم هذه الخرافة. وفي حقيقة الأمر، فإن الضغط والتركيز الزائد على هذا الموضوع الآن، يمكن أن يخدم فقط إعطاء هذه الخرافة حيوية وحياة. وعلى كل، فهناك ما يقال أيضا لجهة عدم السماح لهذه المزاعم المتجددة بأن تمر هكذا من دون مواجهة. وأفضل ما يمكن عمله هنا هو بيان من إدارة الأخبار في مؤتمرها المشار اليه.

* توقيع ـ جي. سي. موبرلي

* وثيقة رقم 65

* التاريخ 14 يونيو 1967

* من: مستر آدمز

* الى : وزير الخارجية، عاجل جدا وسري.

* الموضوع: مزاعم مساندة أميركا وبريطانيا لإسرائيل 1/ أحطت الملك حسين اليوم أنك مهتم بسماعك وأنه سأل الروس ما إذا كانت لديهم أية معلومات حول هذا الموضوع وسألته ما إذا كان لي أن أعرف النتيجة. قال إنه وضع السؤال أمام السفير السوفيتي أكثر من مرة، ولم يتسلم الى الآن أي رد.

2/ قال الملك إن كل ما تلقاه عبارة عن تقرير من السفير الأردني في موسكو بأن السفراء العرب هناك تلقوا تنويرا من السلطات السوفياتية في (مرحلة مبكرة) وأن الروس وقتها أشاروا الى أن البريطانيين والأميركيين، لم، وأكرر لم يشاركوا. وقد أصدر تعليماته الى سفيره بأن يدقق في ذلك مع الروس لأنه ليس من الواضح لديه ما إذا كان كل ما قيل في ذلك الاجتماع هو كل الحقيقة. ويقول إنه، ومرة أخرى، في انتظار الإجابة.

3/ قلت له، إنني أفترض أن السفير المصري لا بد أن يكون حاضرا لذلك الاجتماع، وأن مصر، وكما البقية، تعرف أن الروس يعرفون أن القصة غير حقيقية. وعلقت له قائلا إن من المؤسف أن الأردن قد جر نفسه ليصبح جزءا من هذه الدعاية المدمرة، وقلت له مرة ثانية إنني متخوف تجاه العلاقات الأردنية ـ البريطانية الى حين تعرية الكذبة.

4/ الملك قال إنه أيضا يضع أهمية أو قل يلحقها بالحصول على الدليل الروسي، وأنه سيحيطني علما فور الحصول عليها. ومن هنا، يبدو كما لو أن الروس سيجرون أقدامهم ليؤكدوا أن الكذبة قد أخذت أقصى تأثير لها.

5/ في غضون ذلك نحن نوالي ضغوطنا على وزير الخارجية الأردني.

* توقيع ـ آدمز ـ السفير

* واشنطن للندن: من الصعب علينا الوصول لأي اتفاق مع ناصر بعد الكذبة الكبرى

* وثيقة رقم : 11

* التاريخ : 7 يوليو(تموز) 1967

* من: أيه. بي. أيرويك ـ السفارة واشنطن

* الى: ويلي، الخارجية لندن، سري للغاية

* الموضوع: الشرق الأوسط 1/ طلب إيغين روستو مقابلة السفير هنا يوم 6 يوليو لمراجعة التطورات في الشرق الأوسط، برغم أن فكرة السفير كانت أولا أن عليه، وكالعادة، أن يبرق بتقديره حول مقابلة مع مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، الرجل الثالث في هرم الخارجية الأميركية. كان روستو في أدفأ حالاته، واعتقد السفير أنه ربما يربك الوزراء، أكثر مما يكسبهم تنويرا، حول الطريقة التي يفكر بها الأميركيون، إذا ما كان لنا أن نرسل أفكار روستو في برقية. وكالعادة، تكون المشكلة أن نقرر الى أي حد يمثل ما يقوله روستو سياسة الحكومة الأميركية وما إذا كان يقدم فقط طريقة تفكيره أو ما إذا كان يقدم معادلة ما لموقف وزارة الخارجية في أي موضوع. ولكن الذي ظهر في هذه المناسبة من زيارته أنه غير واع بأننا كنا في حالة تشاور تفصيلي مع المسؤولين عن الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية في الأسبوع الماضي حول عدد من المواضيع التي أثارها. وفي المستقبل، سيبرق السفير بالطبع حول أي معلومات حاسمة أو مؤشرات حول النوايا الأميركية تأتي من روستو، وربما يواصل إرسال تقارير عبر خطاب حول الأجزاء غير المكتملة في طرق تفكيره.

2/ بدأ روستو بالسؤال عن مسار المحادثات مع الملك حسين في لندن فناوله السفير نسخة من البرقية رقم 1458 يتاريخ 6 يوليو الى عمان (ونحن مدانون لك بوصولها الينا في الوقت المناسب مع هذا الاجتماع). بعدها تساءل روستو ما إذا كان الوقت لم يحن بعد لمحادثات أعمق حول الشرق الأوسط مع مستر ثومبسون، وبعد جولة في هذا الموضوع رست أفكاره على عقد اجتماع آخر للناتو حول الشرق الأوسط خلال عشرة أيام، مشيرا الى أن الاجتماع الأخير للناتو مضى على نحو حسن، وأن المنطقة ككل، من المناطق التي تحظى باهتمام كل دول الناتو.

3/ بنظرة للأمام، قال روستو إن الأميركيين يفكرون في طرق للاتصال بالدول الإسلامية المعتدلة مثل إيران وإندونيسيا والمغرب وباكستان ليروا ما إذا كان بوسعها أن تستميل الدول العربية المعنية للعمل لجهة تسوية (من الطريقة التي تكلم بها، لا أعتقد أن الأمر لا يعدو كونه مجرد فكرة في المرحلة الراهنة). عاد روستو بعدها لخطه القديم بأن الأمل الرئيس في أي تقدم يسكن عند الملك حسين، ووافق على أن على الملك حسين أولا أن يرى حجم الدعم الذي سيتلقاه من القمة العربية. السفير من جانبه أشار الى تقارير مررها على مستوى المسؤولين في الخارجية الأميركية وتشير الى أن على الملك حسين أن يعمل بقوة بعد عودته لتقوية وضعه على ما تبقى من الأردن، وقال إنه يعتقد أن هذا الضعف الداخلي ربما يكون عاملا في مفاوضات له مع إسرائيل.

4/ استغرب روستو حول ما إذا كانت هناك أهمية لاجتماع آخر لمجلس الأمن، أم الانتظار الى حين تعيين الأمين العام للأمم المتحدة لمبعوث خاص للشرق الأوسط. قال السفير، متحدثا بصفة شخصية، أنه لا يرى مزايا كثيرة من الذهاب ثانية الى مجلس الأمن في مرحلة مبكرة. علق روستو بالقول أن كل شيء يعتمد حقيقة على الإجابات الروسية عن الأسئلة المقدمة لهم في غلاسبورو، وإذا لم يجب الروس بصورة حازمة، فعلينا أن نتوقع رحلة وعرة.

الجمهورية العربية المتحدة (مصر):

5/ قال روستو إن الأميركيين لا يملكون معلومات موثوقة حول ما يدور في أروقة القيادة المصرية، فيما تعود تواريخ التقارير الكندية من القاهرة الى الوقت الذي وصلت فيه الى الأميركيين. وتقييم أميركا أن ناصر، برغم أنه مرهق ومرتبك، لا يزال ممسكا بالسلطة، وقد أرسل اليوغوسلافيون بوبيتش الى القاهرة أخيرا، فوجد الناس هناك لا يزالون مصعوقين ومرتبكين بعد الهزيمة، ولم يخرج الأميركيون بأي شيء من محمود فوزي في نيويورك، وقال روستو إنه سمع للتو أن الروس وضعوا ضباطا على مستوى القتال في الجيش المصري، ويعتقد أن هذا التطور مزعج جدا.

6/ روستو قال إنه سيكون صعبا جدا على أميركا الوصول الى أي اتفاق مع ناصر بعد الأحداث الأخيرة، وهو هنا يختزن، أي روستو، (الكذبة الكبرى) وما يحدث في اليمن وعدن، وهذا ما كان لمصر أن تنهار اقتصاديا، ووصل الأمر الى تعويمها أو إنقاذها بالضمانات المالية، فذلك سيحتاج الى كونسورتيوم عالمي للقيام بهذه المهمة.

نوايا السوفيات في الشرق الأوسط:

7/ تساءل روستو ما إذا كان الروس يتحملون حقيقة أن يسقطوا ناصر. ويحمل السفير الأميركي بموسكو تومي ثومبسون رؤية قاتمة تقول إن الروس يلعبون لجهة رهانات عالية وسيتخذون خطا متشددا، وتساءل روستو عن الكيفية التي سيكون عليها رد فعلنا، إذا، وعلى سبيل المثال، إذا سعى الروس لجهة قواعد في الشرق الأوسط (ربما يكون ذلك صدى لطريقة تفكير هاريمان، كما خطاب سفرينا بتاريخ 3 يوليو الى السير بول غور ـ بوث)، ويعتقد روستو أن هذه المسألة ستسبب مشكلة للناتو أيضا.

ليبيا:

8/ قال روستو إنه سمع أن ناقلات نفط تابعة لإيسو Esso تقوم بعمليات شحن من الموانئ الليبية الآن، وأنه إذا ما كان للملك أن يظفر بالموقف هذا، فسيكون ذلك تطورا حسنا في المستقبل. والى ما قبل أيام حصل السفير الأميركي بطرابلس على أول لقاء له برئيس الوزراء الليبي الجديد، (في الوقت الذي لم نكن قد حصلنا فيه بعد على برقية طرابلس 627 حول محادثات ساريل مع البدري رئيس الوزراء). روستو قال إن السفير الأميركي وجد البدري بمعلومات ضعيفة حول سياسة أميركا في الشرق الأوسط وأن الخارجية الأميركية تعد موجهات مطولة كتابة إلى السفير حتى (يتعامل) مع رئيس الوزراء الجديد ويمكنه من رؤية النور. (عبارة يتعامل وضعت هكذا بين قوسين في الوثيقة، والإيضاح من «الشرق الأوسط»).

9/10، (الفقرتان عن إسرائيل وجهودها مع صندوق النقد الدولي والتفكير في بعض الصناعات الخفيفة بالضفة الغربية، ومحادثات مع الفاتيكان ولا تحويان جديدا، الإيضاح من «الشرق الأوسط»).

* توقيع ـ أيه. بي. أيرويك

* كيف هدد عبد الناصر والملك حسين بعضهما في محادثات 1968 بالقاهرة؟

* وثيقة رقم: 02

* التاريخ: 11 أبريل (نيسان) 1968

* من: أيه.بي. ايرويك، السفارة، واشنطن.

* الى: اسبيرز، الخارجية لندن، سري للغاية

* الموضوع: محادثات الملك حسين مع الرئيس ناصر 1/ أرجع الى برقيتي عمان 324 و331.

2/ أطلعت بصورة عالية السرية من قبل مسؤول في لجنة شئون الشرق الأوسط على تقارير إضافية من محادثات السفير الأميركي في عمان مع الملك حسين فيما يخص زيارة الأخير الى القاهرة. وبما أن هذه التقارير موقوفة حصريا على (العيون الأميركية فقط) فلا يجب الإشارة اليها أو نقل نص منها للأميركيين بأي شكل من الأشكال. عبد الناصر قال بعدد من الحيثيات للملك حسين لا تتوافق مع معلومات الأميركيين ولا شك أن لديه أسبابه الخاصة، أي ناصر، للتحدث كما فعل مع الملك حسين. السياسة الروسية حول إمدادات السلاح لمصر:

3/ وفقا للملك حسين، أخبره ناصر أنه تسلم (أنواعا كثيرة من طائرات قاذفات للقنابل) من الاتحاد السوفياتي، فيما نصح الملك حسين بأن يمضي قدما في شراء السلاح من أميركا، ولكن عليه أن يحيط ناصر بأي شيء لا يمكنه الحصول عليه من الأميركيين، وسيحصل عليه ناصر من الروس ويقدمه هدية للأردن. وأشار ناصر الى أنه، وبرغم أنه سيدفع للسوفيات قيمة السلاح الذي تسلمه منذ حرب يونيو 1967، الا استحقاقات الدفع لن تبدأ قبل 1970.

4/ علق ناصر بالقول إنه واجه وبعد حرب يونيو صعوبات جمة في الحصول على كميات كبيرة من العتاد العسكري من الروس، وقد أخبروه أن عليه أن يبحث عن تسوية سياسية في مكان أن يطلب منه إعادة تسليحه بصورة كاملة. وعلى كل، فقد اعترف الروس له بأنه لا الأميركيون ولا الإسرائيليون (راغبون بجدية في الترتيب لسلام مشرّف)، وأنهم انتقلوا بسياستهم من سياسة (التسليح الأخلاقي أو الرافع للمعنويات) إلى إعادة التأهيل الضخمة للقوات المسلحة المصرية.

مفاوضات يارنج:

5/ ووفقا للملك حسين، أحاط الروس المصريين بأن سفيرهم في واشنطن والمسؤولين الروس في الأماكن الأخرى، أحيطوا من قبل الأميركيين بأن أميركا لا تفكر في انسحاب إسرائيلي إلى ما قبل خطوط 5 يونيو، وأنه، وبمصطلح (الى حدود آمنة ومعترف بها)، فللأميركيين في أذهانهم حدود مختلفة عن تلك التي كانت موجودة قبل الحرب. ومن الواضح أن الملك حسين أخبر السفير الأميركي بأن هذه التقارير أثارت اهتمام الأردن.

الأوضاع الداخلية في مصر:

6/ قال الملك حسين إنه تأثر كثيرا بحسابات ناصر لأوضاع مصر الداخلية، فقد وضع ناصر تركيزا على ضعف الاقتصاد المصري، وقالها بوضوح بأنه ليست لديه استطاعة بأن يواجه مشاكل مع السعودية والكويت وليبيا في الوقت الراهن.

7/ علق الملك حسين للسفير سيمز أنه وخلال وصوله هذه المرة للقاهرة، استقبله فقط ناصر وعلي صبري، فيما وخلال الزيارات السابقة، كان يجلس اليه عدد من نواب الرئيس. شارك في كل المناقشات التي دارت بينه وبين ناصر كل من علي صبري ومحمود فوزي ومحمود رياض، وقد أخذ محمود فوزي ومحمود رياض وبقوة خطا معاديا لأميركا وعبرا عن عدم ثقتهما بمعادلة يارنج الأخيرة، واصفينها بأنها خدعة فيما التزم علي صبري الصمت طوال الاجتماع.

8/ الملك حسين قال إن الانطباع الذي خرج به، وكذلك مرافقوه في الزيارة الأخيرة، بناء على ملاحظاتهم ومناقشاتهم مع الشخصيات القيادية في مصر، يذهب إلى أن هناك نقلة قاطعة نحو اليسار في النظام المصري في الأسابيع الأخيرة، وأن أي تغييرات في النظام ستقود فقط الى دفع النظام أكثر نحو اليسار. وقد نقل ناصر الى الملك حسين أنه قد مسح أخيرا مجموعة شيوعية صينية.

9/ السفير الأميركي أورد في تقريره بأن الملك حسين شعر وكناتج لزيارته أن ناصر، وإذا ما أزيح من مكانه، فربما يكون خليفته أكثر تشددا، وأقل انقيادا لمفاوضات سلام وأكثر تشددا في التعامل مع القيادة السورية الحالية. الملك حسين استنتج أيضا أن ناصر يواجه معارضة وخلافات داخلية أعمق من تلك التي تطوق نظامه.

10/ أشار غولدبيرغ أمس، في مناقشته لزيارة الملك حسين الى القاهرة مع إدوارد تومكينز، إلى أنه ووفقا لمعلوماته، أنه وخلال نقطة واحدة خلال المناقشات بين الملك حسين وناصر، لجأ كل منهما إلى تهديد الآخر، فلمح ناصر الى إمكانية تحويل الإرهابيين ضد النظام الهاشمي، فيما تحدث الملك حسين عن احتمال طلب من كل الدول العربية لتقدم على مساعدة الأردن عسكريا. وتساءل عن ما يمكن عليه رد فعل مصر تجاه طلب كهذا.

* توقيع ـ أيه.بي. أيرويك ـ صورة للقنصليات: عمان، القاهرة، تل أبيب، بعثة بريطانيا بالأمم المتحدة