مقتل ثالث صحافي في الصومال خلال أسبوعين

الأمم المتحدة تتوقف عن دفع مرتبات 1800 من عناصر الشرطة الصومالية

TT

لقي صحافي صومالي مصرعه أمس في مقديشو، في هجوم شنه مجهولون، ما يرفع الى 3 عدد الصحافيين الذين قتلوا منذ اسبوعين. وقالت مصادر إعلامية وأمنية ان عبد القادر معلم كسكي الذي يعمل لإذاعة بنادير التي مقرها في مقديشو قتل في هجوم جنوب العاصمة. وأوضح عبد الله شيكالو المسؤول عن البرامج في الاذاعة لوكالة الصحافة الفرنسية «بحسب معلوماتنا انه كان يستقل مع ركاب شاحنة بيك اب، وعند احد الحواجز فتح مسلحون النار على الشاحنة، فاصيب برصاصة وقضى بعدما فقد كمية كبيرة من الدم».

واضاف ان الصحافي «الذي يغطي الوقائع في برادير (جنوب غرب) كان عائدا الى منزله بعدما خضع لتدريب في مقديشو».

واكد احد اقرباء الصحافي القتيل احمد عمر ان امرأة قتلت ايضا في الحادث، وروى ان المهاجمين «حاولوا سرقة الحافلة وفتحوا النار في شكل عشوائي فقتلوا الصحافي». ووقع الحادث قرب مدينة برادير في منطقة غيتو. وقال عمر فاروق عثمان رئيس الاتحاد الوطني للصحافيين الصوماليين «هذا عمل مؤسف بالفعل ونحن ندين بشدة هذا القتل الفظ لعبد القادر كسكي».

وقتل صحافيان اخران يديران اذاعتين محليتين في 11 اغسطس في حادثين منفصلين في مقديشو.

وقتل مجهولون مهاد احمد علمي مدير اذاعة «كابيتال فويس» التي تملكها مجموعة «هورن افريك» صباح اليوم المذكور فيما كان متوجها الى الاذاعة. وبعد ساعات، وفيما كان مشيعو الصحافي المذكور عائدين من جنازته، قتل مدير «هورن افريك» علي ايمان شارماركي في انفجار عبوة ناسفة وضعت تحت سيارته.

ومنذ بداية العام، قتل سبعة اعلاميين محترفين في الصومال منهم اثنان في العاصمة. ويواجه المراسلون المحليون اخطارا جمة اثناء تغطية انباء الصراع للصحافة المحلية والاجنبية مع بقاء نسبة كبيرة من المراسلين الاجانب خارج الصومال نظرا للمخاوف الامنية.

الى ذلك اتهمت الحكومة الصومالية أمس البرنامج الانمائي التابع لمنظمة الأمم المتحدة بمحاولة فرض وصاية مالية وممارسة ضغوط سياسية عليها، بعد ان اوقف البرنامج دفع رواتب عناصر الشرطة. ودعت الحكومة البرنامج الإنمائي، الذي يتولى الإشراف على نفقاتها السنوية، إلى التوقف عن «هذه الممارسات التي تؤثر سلبا على خطتها الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في الدولة». وتشهد الصومال منذ عام 1991 فوضى سياسية وأمنية عارمة، ويعمل «البرنامج الإنمائي» كوزارة مالية موازية في الحكومة الانتقالية، حيث يعتبر المصب النهائي لكل المساعدات المالية التي تقدمها الجهات المانحة للصومال، كما يشرف على تدبير نفقات مؤتمر المصالحة الوطنية المنعقد حاليا في العاصمة الصومالية مقديشو.

وشكا وزير الداخلية الصومالي محمد محمود جوليد أمس من أن البرنامج الدولي قد توقف بشكل مفاجئ، ومن دون سابق إنذار منذ شهر يوليو(تموز) الماضي، عن دفع مرتبات نحو 1800 من عناصر الشرطة الصومالية.

وقال «جوليد» في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الصومالية مقديشو، إنه رغم النقص الحاد الذي تعانيه أجهزة الأمن الموالية للحكومية الانتقالية الصومالية فيما يتعلق بالنواحي المالية واللوجستية إلا أنها تحقق تقدما أمنيا نسبيا في مواجهة فلول تنظيم المحاكم الإسلامية التي لم تتوقف هجماتها على القوات الصومالية والإثيوبية في العاصمة مقديشو. وأضاف جوليد إن حكومته تخوض حربا شرسة بإمكانيات ضعيفة و«نعاني كثيرا في تدبير مرتبات رجال الشرطة والأمن ولدينا قائمة طويلة باحتياجات تقنية وأمنية لا تنتهي».