أفغانستان: مقتل 3 جنود بريطانيين بنيران صديقة

أطباء أفغان يتطوعون لفحص الرهينة الألماني لدى طالبان

محمد هاشم وهاج الطبيب الأفغاني، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس، وأعلن فيه استعداد مجموعة من الأطباء الأفغان، لفحص الرهينة الألماني المختطف لدى طالبان (أ.ف.ب)
TT

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس، أن ثلاثة جنود بريطانيين قتلوا في جنوب افغانستان بنيران صديقة فيما يبدو وجرح جنديان.

وقالت الوزارة في بيان: «هوجمت دوريتهم من قبل متمردي طالبان وخلال اشتباك مكثف لاحق، وطلب دعم جوي من طائرتين أميركيتين طراز «أف15» لصد العدو. واسقطت قنبلة واحدة، ويعتقد ان الانفجار قتل الجنود الثلاثة، وأعلن مقتلهم في مسرح العمليات». وأضافت الوزارة أن الحادث وقع اول من أمس في إقليم هلمند جنوب البلاد، وكانت الطائرة الاميركية قد أسقطت على ما يبدو قنبلة مستهدفة بها مقاتلي طالبان، غير أنها أصابت الجنود البريطانيين بدلا من ذلك. وبذلك يرتفع عدد القتلى في صفوف القوات البريطانية إلى 76 شخصا في أفغانستان حتى الآن.

وفي كابل، ذكرت قيادة قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان امس، أن قواتها قتلت متطرفا، واعتقلت 11 رجلا في إقليم نانجرهار شرق أفغانستان. وأضافت قيادة التحالف أن المتطرف قتل خلال محاولته مهاجمة قوات التحالف والأفغانية، مشيرة إلى أنه جار التحقيق مع المعتقلين. وعثر خلال العملية على عدد كبير من الأسلحة والألغام الأرضية، وجرى تدميرها أثناء سير العملية. وأشارت قيادة التحالف إلى أن العملية لم تسفر عن مقتل أو إصابة مدنيين.

من ناحية اخرى اقترح اطباء مستشفى افغاني خاص امس، ان يقوموا بفحص الرهينة الالماني رودولف بليشميت، 62 سنة، المحتجز لدى حركة طالبان منذ اكثر من شهر، ويعاني من مرض في القلب. وأعلن احد هؤلاء الاطباء محمد هاشم وهاج مدير المستشفى في مؤتمر صحافي في كابل، ان «حالته الصحية مثيرة للقلق».

وكان فريقه الطبي المتطوع قدم قبل اسبوعين أدوية للرهائن الكوريين الجنوبيين المحتجزين ايضا لدى طالبان. وأعرب الطبيب وهاج عن استعداده للذهاب شخصيا لمعالجة الالماني او تسليمه طردا من الادوية، مؤكدا «سنعطي عبر الهاتف توصيات» للخاطفين. وطلب بليشميت الخميس المساعدة عبر شريط فيديو بثته قناة تلفزيونية افغانية خاصة، وهو يبدو ضعيفا جدا. وقال وهاج «كان شبه ممدد، ويضغط بيده على صدره، وشكله يوحي بأنه يعاني من مشاكل في الرئة والقلب وضعيف جدا». وخطف بليشميت في الثامن عشر من يوليو (تموز) في جنوب افغانستان مع خمسة من زملائه الافغان ومهندس الماني آخر قتل بعد تعرضه الى وعكة صحية، فيما تمكن أحد الافغان من الفرار.

وفي برلين وجه رئيس البرلمان الاوروبي الالماني هانس غيرت بوترينغ، في مقابلة نشرتها الصحف الالمانية امس، نداء الى خاطفي الرهينة الالماني المحتجز في افغانستان، داعيا اياهم الى اطلاق سراحه. وقال بوترينغ متوجها الى الخاطفين عبر صحيفة «نوي اوسنابروكر تسايتونغ» المحلية «ان رودولف بليشميت قدم الى بلدكم بصفته صديقا للافغان من اجل المساعدة على اعادة اعمار طرقات وجسور ومنازل بعد عقود من الحرب. لذلك أخاطب شرفكم وضميركم طالبا ان تدعوا هذا المهندس المريض، يعود الى عائلته في المانيا». وشدد على ان الرهينة «ليس عدوا للاسلام بل رجلا ساعد المسلمين كثيرا في حياته بما في ذلك في مناطق الباشتون جنوب افغانستان». وبثت قناة «تولو» التلفزيونية الافغانية اول من امس شريط فيديو ظهر فيه بليشميت الذي خطفته حركة طالبان، قبل أكثر من شهر جنوب كابل، يطلب المساعدة قائلا «أنا أسير ولست في حالة صحية جيدة»، وكان يبذل جهدا للتكلم.

وقالت مذيعة التلفزيون، إن حركة طالبان طلبت أن يغادر الجنود الألمان وعددهم ثلاثة آلاف افغانستان، حيث يشاركون في القوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي. وأكدت السلطات الألمانية والأفغانية مرارا رفضها التفاوض مع الخاطفين. وكان الخاطفون قتلوا رهينة المانيا ثانيا، خطفوه مع بليشميت بعد ان تعرض لنوبة صحية.

وفي باريس، أعلن وزير الدفاع الفرنسي هرفي موران امس، وفاة عسكري فرنسي من القوة الدولية لإرساء الأمن في افغانستان (ايساف) اول من أمس. وأوضح مكتب الوزير في بيان أن العسكري توفي متأثرا بجروح اصيب بها في حادث سير، عندما كان يقوم بدورية في كابول، وكان بترتبة بريغادييه اول، من فوج المظليين الاول.

وأعلنت ايساف اول من امس، أن أحد جنودها قتل واصيب آخر في حادث سير في كابل، لكنها لم توضح جنسية الضحيتين. وأعلن وزير الدفاع أن «البريغادير الأول توفي متأثرا بجروحه في حادث سير، عندما كان يقوم بدورية في آلية مدرعة في منطقة «شكر ـ داره» في العاصمة الافغانية. وقدم موران تعازيه لعائلة الفقيد. واضاف الوزير «ادرك اهمية المهة التي ينجزها العسكريون الفرنسيون الى جانب حلفائنا والجيش الوطني الافغاني، من اجل استعادة الأمن والمشاركة في اعادة اعمار افغانستان». وقال «اجدد ثقتي بأن كافة القوات الفرنسية المنتشرة في افغانستان، في خدمة السلام ستنجز تلك المهمة الصعبة».