البيت الأبيض: تقييم الاستخبارات يرى تقدما.. وتحديات صعبة في العراق

سناتور جمهوري بارز يدعو إلى البدء بسحب القوات.. وإعادة 5 آلاف جندي بحلول ديسمبر

نوري المالكي يترأس اجتماعا لسفراء العراق في الخارج في مكتبه ببغداد أول من امس (أ.ف.ب)
TT

فيما قلل البيت الابيض من خطورة استنتاجات تقييم وكالات الاستخبارات الاميركية للوضع في العراق الذي نشر اول من امس، مشيرا الى انه يظهر حدوث تقدم على الجبهة الامنية والسياسية، دعا سناتور جمهوري بارز الرئيس جورج بوش الى البدء بسحب القوات الاميركية من العراق. وقال المتحدث باسم مستشار الامن القومي الاميركي غوردون جوندرو ان «تقييم الاستخبارات الوطنية الجديد يظهر ان استراتيجيتنا ساهمت في تحسين الوضع الامني في العراق، ولكن لا تزال أمامنا تحديات صعبة للغاية». وقال جوندرو انه تم اطلاع الرئيس الأميركي جورج بوش الموجود حاليا في مزرعته بتكساس، الاثنين، على التقرير السري الذي يمثل تقييما موحدا لكافة وكالات الاستخبارات الاميركية الـ16. ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية، قوله ان بوش يعتبر ان نتائج التقرير «ليست مفاجئة تماما» ويرى «مؤشرات مشجعة» على الجبهة الامنية «إلا انه لا تزال أمامنا العديد من التحديات» المتعلقة بالتوصل الى المصالحة الوطنية لإخماد العنف الطائفي في البلاد. وفي نكسة أخرى لإدارة بوش، دعا السناتور الجمهوري الواسع النفوذ جون وورنر عقب اجتماعات مع مسؤولين عسكريين اميركيين وزعماء عراقيين، الرئيس الى اعلان الخامس عشر من سبتمبر (ايلول) «اول خطوة لسحب قواتنا». وقال السناتور وورنر عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الذي عاد من جولة في العراق، انه كتب رسالة في هذا الشأن الى الرئيس بوش. وأضاف «أقول باحترام للرئيس، اختر أي عدد... لكن ومن حوالي 160 ألف (جندي اميركي ينتشرون في العراق)، فلنعتبر ان خمسة آلاف منهم يمكن ان يبدأوا بالعودة ويكونوا في منازلهم مع عائلاتهم قبل حلول عيد الميلاد هذه السنة».

وحسب التقييم، فان المالكي أخفق حتى الآن في إصدار أية قوانين تهدف الى المصالحة بين السنة والشيعة.

وجاء في التقرير انه «اذا لم يحصل تغيير أساسي في العوامل التي تدفع الى حدوث تقدم سياسي وامني في العراق» فانه من غير المرجح ان يتم التوصل الى تسويات سياسية ضرورية «لإحلال أمن مستمر، وتقدم سياسي على المدى الطويل وتطور اقتصادي». وقال التقرير ان الزعماء العراقيين «غير القادرين على الحكم بفاعلية» سيجدون صعوبة في سعيهم للتوصل الى مصالحة سياسية وطنية. والأسبوع الماضي اعرب الرئيس الأميركي عن خيبة أمله بعدم حدوث تقدم سياسي في العراق، إلا انه عاد الى تأييد المالكي في اليوم التالي. وقال بوش في كلمة الاربعاء «ان رئيس الوزراء العراقي شخص جيد، ورجل جيد، لكن عمله صعب، ولكنني أؤيده».

ويحتمل ان تستخدم ادارة بوش نتائج التقييم لتبرير إطالة فترة بقاء القوات الأميركية الاضافية في العراق، علما أن التقييم يحذر من أن سحب القوات الأميركية يمكن ان «يشجع الفصائل التي ترغب في حدوث فراغ أمني للسعي الى حلول أمنية محلية يمكن ان تزيد من العنف الطائفي والتنافس بين الفصائل».