القائمة العراقية بزعامة علاوي تعلن انسحابها «نهائيا» من حكومة المالكي

الهاشمي يؤكد من أنقرة: الوزراء السنة لا يعتزمون حاليا العودة عن استقالتهم

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مستقبلا طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية العراقي، في انقرة الليلة قبل الماضية (أ.ب)
TT

فيما أعلنت «القائمة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي امس «انسحابها النهائي» من حكومة نوري المالكي، أكد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية رئيس الحزب الاسلامي العراقي، أن الوزراء السنة المنسحبين لن يعودوا الى الحكومة قبل تلبية مطالب «جبهة التوافق» التي تضم حزبه.

وأكدت انتصار سلوم علاوي النائبة عن «العراقية» صدور قرار بانسحاب القائمة من المشاركة مع الحكومة الحالية بعد أن وجدتها حكومة بعيدة كل البعد عن حكومة الوحدة الوطنية. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن القائمة «ومنذ البداية كانت متحفظة بشأن المشاركة في الحكومة خوفا من أن سيكون مصيرها حكومة طائفية وحكومة محاصصات، لكننا شاركنا بعد ضغوطات كبيرة من قبل الآخرين وشاركنا على أساس تأسيس حكومة وحدة وطنية، كما أننا لوحنا بالانسحاب قبل انسحاب الكتل الأخرى».

وعن أسباب الانسحاب بينت علاوي «أن القائمة العراقية ملزمة بتنفيذ عدة مطالب كانت أساس برنامجنا السياسي، ومنها تنفيذ مشروع المصالحة الوطنية وإيجاد حل لمشكلة حل الجيش واجتثاث البعث ووضع حد للانفلات الأمني، وتبين فيما بعد أن أي شيء من هذه المشاريع لم ينفذ، ووجدنا أن الحكومة الحالية هي حكومة طائفية وتعتمد على المحاصصة وأيضا انتهاجها سياسات الإقصاء والإبعاد للأطراف الأخرى وبخاصة الشخصيات الوطنية. كما وجدنا أن السياسات الحالية تسير عكس مطالبنا وبرامجنا التي تهدف إلى خدمة العراق والوقوف ضد دعوات تجزئته وأيضا تأسيس حكومة تمثل شعبا وليس فئات أو طوائف، وهنا يمكن القول إننا وقعنا في منزلق كبير لا نعرف كيفية الخروج منه والعراق يسير نحو مستقبل مجهول، وما يحدث فيه الآن من قتل على الهوية وانتشار الجريمة وسيطرة الميليشيات على المناطق وضعف الأجهزة الأمنية، كلها يشير إلى سير العراق باتجاه مستقبل مجهول».

وعن المقاعد الوزارية التي يشغلها وزراء من القائمة، أكدت أن القائمة وجهت بانسحاب الوزراء الخمسة من مقاعدهم، وفي حال معارضة بعضهم لقرار الانسحاب فسنقوم برفع أيدينا عنهم وسوف لن يمثلون ألا أنفسهم، وهذا ما تقرر خلال اجتماعات القائمة الأخيرة.

وكشفت النائبة «عن تقارب كبير حدث مؤخرا بين القائمة العراقية والعديد من الكتل الأخرى، وتجري الآن العديد من الاجتماعات والمباحثات بيننا وبين أعضاء من الكتلة الصدرية التوافق وحزب الفضيلة الإسلامي وحتى أعضاء يمثلون الائتلاف العراقي»، مؤكدة «أن أغلب الجهات السياسية التي كانت تضع خطا أحمر على القائمة العراقية وعلى أياد علاوي عدلت الآن عن آرائها، وبعد أن وجدت في أياد علاوي الشخص الذي يعمل فقط لخدمة العراق ووحدة أرضه وشعبه».

من جهته، قال النائب عن القائمة العراقية في البرلمان أسامة النجيفي لـ«الشرق الاوسط» «ان حكومة المالكي فشلت في كل الملفات المطروحة امامها وسنعمل على إسقاطها». وأضاف «أن إسقاط الحكومة ربما سيكون من خلال البرلمان بسحب الثقة عنها لأن انسحاب الوزراء قد لا يتيح هذه الفرصة في حال اكتمال النصاب لديها بزيادة وزير واحد على نصف الموجودين؛ اذ يمكنها عند ذاك اتخاذ القرارات اللازمة». الى ذلك، قال الهاشمي للصحافيين بعد لقاء مع وزير الخارجية التركي عبد الله غل في أنقرة، امس «ليس لدينا في الوقت الحاضر نية او رغبة» في العودة الى الحكومة. ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية، قوله ان وزراء جبهة التوافق قد يعودون عن استقالتهم بعد الاستجابة لمطالبهم وفي مقدمها إجراء إصلاحات وإطلاق سراح معتقلين من اعضائها، مؤكدا ان ذلك «شرط مسبق». وتتهم الجبهة المالكي بالقيام بحملات دهم واعتقال تستهدف بلدات سنية، مؤكدة أن ميليشيات شيعية متحالفة مع ائتلاف المالكي تقوم بتنفيذها. وتعاني الحكومة العراقية منذ أشهر من شلل بسبب الخلافات بين الفرقاء السنة والشيعة والتي دفعت 17 وزيرا من أصل 40 إلى الانسحاب منها أو مقاطعتها.