عبد الرحمن عارف.. من منفى إلى منفى

TT

كان عبد الرحمن عارف احد الضباط الذين شاركوا في ثورة 14 (يوليو) تموز 1958، وحكم عارف الذي أقام في عمان قبل نحو ثلاثة أعوام، العراق للفترة من 16 من ابريل (نيسان) من العام 1966 لغاية 17 من تموز 1968، وهو أب لولدين وثلاث بنات. التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم التحق بكلية الأركان، وقاد كتيبة عراقية في حرب فلسطين سنة 1948، وكان عضوا في التنظيم السري للضباط العراقيين قبل انضمام شقيقه الأكبر. عينه شقيقه الاكبر الرئيس السابق عبد السلام عارف عام 1963، رئيساً للأركان. وكان يقوم بزيارة رسمية لموسكو عندما وقع حادث مقتل شقيقه في تحطم طائرة في 13 ابريل 1966، فرجع إلى بغداد حيث تم اختياره لمنصب رئيس الدولة خلفا لأخيه في 17 ابريل 1966. وقيل ان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر دعم اختياره رئيسا للجمهورية أمام المرشح المنافس رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز ليكون ثاني رئيس للجمهورية في العراق وثالث رئيس او حاكم بعد إعلان الجمهورية. عرف عنه تدينه وعندما وقع العدوان الاسرائيلي على العرب في حزيران (يونيو) 1967 أرسل عبد الرحمن عارف قوات عسكرية عراقية إلى الأردن. وشرع في بعض الإصلاحات المهمة داخل العراق.

تمت إطاحة عارف من الحكم في انقلاب 17 يوليو (تموز) 1968 الذي اشترك فيها عدد من الضباط والسياسيين، من ضمنهم الرئيس السابق صدام حسين، وبقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، حيث داهموا القصر الجمهوري وأجبروا الرئيس عارف على التنحي عن الحكم مقابل ضمان سلامته، فوافق وكان من مطالبه ضمان سلامة ابنه الذي كان ضابطا في الجيش العراقي آنذاك، وتم ارساله في طائرة إلى لندن ومنها إلى تركيا. وعقب الانقلاب البعثي أصبح أحمد حسن البكر رئيسا وبات صدام الذراع اليمنى للرئيس، بل ساد الاعتقاد بأن الأخير هو من يتولى السلطة الحقيقية حتى تولاها رسميا عام 1979، وفي نفس العام تم السماح لعارف بالعودة إلى العراق، حيث عاش في الظل وبقي يعتاش على راتب تقاعدي الى ان غادر العراق قبل نحو ثلاث سنوات الى العاصمة الاردنية. وكان مجلس الحكم العراقي السابق الذي تشكل بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 قد قرر منذ سنوات صرف معاش شهري لعارف، وقال بيان أصدره مجلس الحكم في حينه إنه تقرر صرف راتب قدره ألف دولار شهريا لعارف، فضلا عن تخصيص خمسة آلاف دولار لتغطية كلفة علاجه في عمان.