ابنة زعيم حزب الأمة السوداني الراحل: مزاعم زيارة والدي إلى إسرائيل أكاذيب

كشف في «يوميات» تعد للنشر في كتاب أسرارا جديدة عن السياسة الشرق أوسطية

TT

في كتاب جديد يجري الاعداد لإصداره في الأسابيع القريبة في اسرائيل، تم الكشف عن أسرار ملتهبة حول السياسة والسياسيين في منطقة الشرق الأوسط، بينها ان وزير الدفاع الاسرائيلي في حينه أمر شخصيا بتنفيذ العديد من العمليات الارهابية، وان رئيس الوزراء الاسرائيلي في تلك الأيام، دافيد بن غوريون، التقى في اسرائيل مع زعيم حزب الأمة السابق في السودان، السيد عبد الرحمن المهدي.

والكتاب هو عبارة عن نسخة محررة من جديد لمذكرات رئيس الوزراء ووزير الخارجية، موشيه شريت. وقد أعدها للطباعة نجله يعقوب، وخلال إعداد النسخة الجديدة عثر على مجموعة من الوثائق الجديدة والملاحظات التي لم تكن بين يديه في المرة السابقة، فاتضح منها ان وزير الدفاع الاسرائيلي في فترة حرب العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، ويدعى بنحاس لفون، كان ذا عقلية إجرامية فظيعة وقد خطط للعديد من العمليات الارهابية في البلدان العربية بهدف زرع بذور الخلاف بينها وبين الدول الغربية من جهة وبهدف ايجاد تبرير لعمليات عسكرية اسرائيلية ضد العرب.

ومما جاء عن مضمون الكتاب في مقال للمؤرخ توم سيجف، نشر أمس، في صحيفة «هآرتس»، انه بناء على أوامر الوزير لفون تم تفجير بئر ماء اسرائيلية لتبرير العدوان الثلاثي على مصر. ونفذت عمليات إرهاب في سورية والعراق ومصر والأردن، ضربت خلالها أهداف بريطانية وأميركية للتفسيخ بين هذه الدول، وأعد خطة لاغتيال الرئيس السوري أديب الشيشكلي، وخطط للقيام بتسميم الحدود مع سورية ونشر فيروسات (حرب كيماوية) وغيرها من العمليات التي لم يحتملها حتى رئيس الوزراء المتطرف، دافيد بن غوريون.

ويكشف الكتاب أيضا عن زيارة كان قد قام بها، حسب تلك المذكرات، رئيس حزب الأمة السوداني عبد الرحمن المهدي، الى اسرائيل التقى خلالها كلا من بن غوريون وشريت وكذلك الوزيرة الشهيرة غولدا مئير التي أصبحت رئيسة للوزراء. وأوضح ان هذا اللقاء كان في إطار نشاطات عديدة قامت بها اسرائيل للتدخل في الشؤون العربية الداخلية. وقد عرض المهدي هذا التعاون مع اسرائيل على انه تعبير عن مصلحة مشتركة لحزب الأمة ولاسرائيل في العداء للرئيس المصري جمال عبد الناصر. وفي الخرطوم سخرت السيدة انعام، كريمة عبد الرحمن المهدي، بشدة مما جاء في مذكرات شاريت حيال والدها، وقالت لـ«الشرق الاوسط» بصفتي الشخصية اقول ان «شاريت هذا كذاب.. كذاب ولم يحدث هذا مطلقا». وذكرت انعام، وهي تشغل منصب أمينة المرأة في هيئة شؤون الانصار الرافد الديني لحزب الامة السوداني، ان الامام عبد الرحمن رجل لكل السودانيين ويعرفون مواقفه تجاه القضايا جيدا، وعليه يمكن لاي شخص سوداني الرد على هذا الكذب، وأشارت الى أحاديث سابقة وردت حول لقاءات لقيادات انصارية ومن حزب الأمة بمسؤولين اسرائيليين، وقالت «حديث شاريت يصب في ذات الاكاذيب».