معارك «فتح الإسلام» تدخل فصلها الأخير مع مغادرة عائلات المسلحين مخيم نهر البارد

الجيش اللبناني والصليب الأحمر أشرفا على إجلاء 20 امرأة و40 طفلا

عائلات المسلحين تغادر مخيم نهر البارد أمس (رويترز)
TT

شهدت امس الحرب التي أشعلها تنظيم «فتح الاسلام» الاصولي ضد الجيش اللبناني منذ 20 مايو (ايار) الماضي، منعطفاً مفصلياً تمثل بموافقة المسلحين على خروج زوجاتهم وأطفالهم من المخابئ التي يحتمون فيها في انفاق وسراديب مخيم نهر البارد. واعتبرت هذه الخطوة بمثابة الفصل الأخير من الحرب المستمرة منذ 97 يوماً.

وقد بدأت عملية إجلاء افراد عائلات مسلحين «فتح الاسلام» قرابة الرابعة من بعد ظهر امس بإشراف الجيش اللبناني. وتولى الصليب الاحمر الدولي نقل 20 امرأة و40 طفلا من المخيم بمساعدة منظمات دولية اخرى. وقد أشارت مصادر الى ان اللائحة التي تسلمها الصليب الأحمر ضمت أسماء 23 امرأة و45 طفلا.

وكان عضو «رابطة علماء فلسطين» الشيخ محمد الحاج قد تلقى صباح امس اتصالا هاتفيا من الناطق الاعلامي باسم «فتح الاسلام» ابو سليم طه ابلغه فيه استعداد العائلات لمغادرة المخيم. علماً أن هذا الإجراء كان متوقعاً منذ ايام، إلا انه تأجل نتيجة عراقيل افتعلها المسلحون. وقد سئل الحاج اذا كانت هناك نية لدى المسلحين بالاستسلام، فقال: «ربما لاحقاً نبحث في هذا الموضوع». وكانت ترتيبات إجلاء افراد عائلات المسلحين بدأت منذ صباح امس بعيداً عن وسائل الاعلام. وتمت عبر المدخل الجنوبي للمخيم لجهة بلدة المنية، حيث تم حشد الآليات العسكرية ووسائل النقل. وأحضرت مجندات في الجيش تولين التدقيق في هويات النساء وتفتيشهن، وذلك نزولا عند طلب المسلحين و«رابطة علماء فلسطين». كما استخدمت اجهزة الكترونية للكشف عن وجود اي متفجرات يمكن ان تكون مع المغادرين، بعدما ترددت شائعات عن احتمال وجود انتحاريين بينهم.

وقد حددت الساعة الصفر للعملية عند الثانية من بعد الظهر، لكن الانتظار ظل سيد الموقف، فيما ساد هدوء تام مختلف محاور القتال في المخيم. وحتى رصاص القنص غاب نهائياً. وفوجئ الاعلاميون قرابة الثالثة بطلب الجيش اليهم إخلاء أماكن تمركزهم وعدم الاقتراب من اي سيارة تغادر المخيم، وذلك نزولا عند طلب المسلحين. وقد أنجزت العملية بين الثالثة والنصف والرابعة من بعد الظهر بواسطة سيارات مموهة، عسكرية او مدنية وأخرى تابعة للصليب الاحمر. ولم يكشف عضو «رابطة علماء فلسطين» الشيخ محمد الحاج عن الاماكن التي تم نقل العائلات اليها وما اذا كان افرادها قد اخضعوا للتحقيق ام لا او إذا تم نقل بعضهم الى المستشفيات. وشوهد بعض النساء يضعن الحجاب بحيث لا تظهر سوى عيونهن فقط.

وحتى اتضاح الصورة في الساعات المقبلة، بات أكيداً ان أمام المسلحين، الذين يقدر عددهم بأربعين عنصراً، خيارين لا ثالث لهما: الاستسلام، وهو ما رجحت بعض المصادر حصوله، او مواجهة مصيرهم، اي القتال حتى الموت، وخصوصاً ان وضعهم الميداني لا يسمح لهم بأي مناورة لأن الجيش يحاصرهم في مساحة ضيقة جداً.

وعقب إخراج العائلات، تجدد القتال داخل المخيم وعلى مختلف المحاور. وسمعت أصداء الرشقات الرشاشة والانفجارات. وتوقعت مصادر متابعة تصعيداً في حدة الاشتباكات ليلا وفجر اليوم.