لحود يدعو الأكثرية إلى «قراءة التطورات الإقليمية» وحزب الله يقول إنه يريد «تسوية لا انقلابا»

حمادة: سنعيد الرئاسة إلى موضعها الطبيعي بعد شهرين

TT

ارتفعت حدة الخطاب السياسي الداخلي في لبنان على خلفية اقتراب موعد استحقاق رئاسة الجمهورية، وذلك وسط تباين واضح في المواقف بين الاكثرية التي تكرر تأكيدها على اجراء الانتخابات النيابية «تحت أي نصاب» والمعارضة التي تلوّح بـ«خيارات صعبة» اذا خرقت الاكثرية نصاب الثلثين الدستوري.

ودعا رئيس الجمهورية اميل لحود القيادات المعنية الى «قراءة التطورات الاقليمية والدولية جيداً، وعدم الاندفاع في مواقف لا تخدم مصلحة الوطن». وشدد، خلال لقائه وفد «ندوة العمل الوطني» امس، على «ان لبنان لا يحكم الا بالتوافق. وكل كلام آخر لا طائل منه» واصفاً المواقف التي تصدر من حين الى آخر حول آلية اتمام الاستحقاق الرئاسي بانها «تتناقض ونصوص الدستور وتشكل قفزاً في المجهول». كما شدد على ان «لا بديل من الاتفاق بين اللبنانيين على مواجهة المرحلة المقبلة بمواقف متضامنة لأن المنطقة تواجه سلسلة استحقاقات ليس من الجائز ان يدفع لبنان ثمنها». ورأى رئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد «ان الحل للازمة الداخلية واضح والطريق الى تحقيق الاستقرار في البلاد واضح. وهو الشراكة الوطنية والرئيس التوافقي لرئاسة الجمهورية. وما عدا ذلك هو الذهاب بالبلد الى المجهول ومغامرة خطرة تضع البلد على كف عفريت». وقال ان الاكثرية «تريد الاستفراد في انتخاب رئيس للجمهورية ليعترف حلفاؤهم الدوليون بشرعية هذا الانتخاب وليأخذوا لبنان الى حيث يريد الاميركيون والاسرائيليون. وهم يرفضون التسوية ويعتبرون الشراكة انتحارا». واضاف: «نريد رئيسا توافقيا يعكس جديتنا في تحقيق الشراكة الوطنية ويضبط ايقاع مواقفه ونهجه والتزامه وادائه على قاعدة تحقيق الوحدة الوطنية وعدم التفريط بالمصالح الوطنية لحساب هذا المحور او ذاك. نحن نريد تسوية للحل ولا نريد تحقيق انقلاب يلغي الطرف الآخر. والتسوية هي انقاذ للبلاد وليست اعداما لأحد. والشراكة هي حياة للمواطنين وليست انتحارا لاحد».

ووصف رئيس الرابطة المارونية جوزيف طربيه عقب لقائه الرئيس نبيه بري امس التحاور الحاصل بانه «اقرب الى التناحر الذي من شأنه الا ينتج تسوية». وأمل في ان يكون الحوار نوعاً من تحسين الشروط في سبيل الوصول الى الاستحقاق وليس غايته تعطيل الاستحقاق». وكان بري التقى سفير مصر لدى لبنان حسين ضرار الذي كشف عن لقاء مطول عقده مع الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.

ورحبت «الكتلة الشعبية» المعارضة، في بيان أصدرته بعد اجتماعها برئاسة النائب إيلي سكاف، بأي حوار وطني «يهدف الى تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين ويؤدي الى حل متواز أساسه الاتفاق على اسم رئيس للجمهورية يتسلم مقاليد الحكم وفقا للاصول والمهل الدستورية».

وقال وزير الاتصالات مروان حمادة: «نحن اليوم على بعد شهرين من اعادة بعبدا (مقر الرئاسة) الى موقعها الطبيعي كرأس الدولة اللبنانية وكحكم بين اللبنانيين وكمحطة وموقع للقيادة اللبنانية الكبرى». واكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض على اهمية موضوع الرئاسة وقالت امس: «لأول مرة ستكون هناك لبننة لهذه الرئاسة. ودور الرئيس هو استكمال السيادة، وبناء الدولة، وطبعاً، تقوية مؤسساتها لنتمكن من مواجهة كل هذه الاوضاع الراهنة».

وأسف عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني لاستعمال حزب الله وحلفائه لغة التهديد والوعيد. ورأى انه «اذا لم يوافق حزب الله وحلفاؤه على طاولة حوار يعني انهم ينوون اخذ لبنان الى الفوضى، في محاولة للسيطرة عليه عبر تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية». وقال: «ان حزب الله وحلفاءه ما زالوا يريدون فرض رئيس للجمهورية على لبنان، او تعطيل الاستحقاق. وبذلك نأخذ لبنان الى المجهول. وهناك معلومات تقول انهم سيحاولون منع النواب من الدخول الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية.