نواز شريف لم يحدد بعد تاريخ رجوعه إلى باكستان.. وحكومة مشرف تلوح بالعودة إلى ملاحقته قضائيا

استطلاعات الرأي ترجح تفوق شعبيته على شعبية بي نظير بوتو

TT

قرار المحكمة العليا في باكستان السماح لرئيس الوزراء السابق، نواز شريف بالعودة الى البلاد من منفاه، فاقم احتمالات عودة أجواء التوتر الى الساحة السياسية في باكستان.

وكان الوضع السياسي قد بدأ يتعقد مع اقتراب أحزاب المعارضة للاتفاق على منع إعادة انتخاب الرئيس برويز مشرف للرئاسة ثانية، وبعد ان بدأ كبير القضاة اختيار محمد شودري بتأكيد موقعه عبر تمريره قرارات مناهضة لموقف الحكومة. إلا أن القرار الأخير بالسماح لنواز شريف بالعودة الى باكستان انعش الجناح الموالي له في الرابطة الاسلامية والتي كانت، على مدى السنوات السبع المنصرمة، تلعب دورا هامشيا فقط على ساحة الأحداث السياسية.

وكان نواز شريف قد استبق قرار السماح له بالعودة الى باكستان بمفاوضات أجراها مع المجموعات الدينية اليمينية وبعض الأحزاب الاقليمية. وقد أثمرت تحركاته في توصل الرابطة الاسلامية، في مطلع يوليو(تموز) الماضي، الى عقد تحالفات مع ستة أحزاب دينية وعدد من الاحزاب الاقليمية الصغيرة، وذلك في مؤتمر عقدوه في لندن وشكلوا فيه «حركة كل الاحزاب الديمقراطية».

ويتمحور تجمع الاحزاب المعارضة التي يقودها نواز شريف حول مطلب الاطاحة بالحاكم العسكري، الجنرال مشرف، بواسطة الاحتجاجات الشارعية والدعاوى القضائية في المحكمة العليا التي بدأت الآن بلعب دور بارز على الصعيد السياسي في باكستان.

ويقول محللون سياسيون في باكستان، انه حتى بعد صدور قرار المحكمة العليا بالسماح له بالعودة الى البلاد، يحتاج نواز شريف الى قرار جريء للعودة، وقد تعرضت هذه العودة أمس الى المزيد من التهديدات بعد أن صرح مسؤول حكومي باكستاني، أن الحكم بالسجن مدى الحياة الصادر ضد شريف «ربما يعاد تفعيله مرة أخرى». وبعد يوم من صدور حكم المحكمة العليا في إسلام أباد بأن شريف حر في العودة إلى بلاده، حذر النائب العام مالك قيوم من أن مسألة جرائم شريف السابقة لم تغلق بعد. وأبلغ قيوم قناة «جيو» الاخبارية بأن «شريف أدين في قضية خطف وصدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة، ولم يصدر قرار بالعفو عنه إلا بعد أن وافق على قضاء عشر سنوات في المنفى.. فإذا قرر العودة فإن الحكومة يمكنها أيضا أن تعيد النظر في قرارها بخصوص التنازلات التي أعطيت له». وأضاف قيوم أن من حق رئيس الوزراء شوكت عزيز قانونا أن ينصح الرئيس برويز مشرف بإعادة تفعيل عقوبة السجن، مشيرا إلى أنه أطلع الحكومة والرئيس على جميع جوانب القضية.

وقد دعا جناح نواز شريف في الرابطة الاسلامية الى اجتماع للجنتها المركزية يعقد اليوم في اسلام آباد لبحث موضوع عودة شريف واتخاذ القرار المناسب بالنسبة لتحديد تاريخ هذه العودة. وقالت مصادر الرابطة الاسلامية لـ«الشرق الاوسط» ان نواز شريف بدأ مشاورات مع مساعديه المباشرين في لندن لتقرير التواريخ المحتملة لعودته الى باكستان، وقالت انه سيتشاور بهذا الشأن مع حلفائه في تجمع «حركة كل الاحزاب الديمقراطية» قبل اتخاذ قراره النهائي.

إلا ان العديد من الصحافيين البارزين في باكستان يؤكدون أنه بصرف النظر عن الموعد الذي سيحدده نواز شريف للعودة، سوف تلقى عودته ترحيبا شعبيا واسعا. وكانت استطلاع للرأي قد أجرته مؤسسات أميركية متخصصة، قد أظهر ان نواز شريف لا يزال يستأثر بالمرتبة الأولى في تأييد الجماهير الباكستانية متقدما بذلك على السيدة بي نظير بوتو. وينوي شريف أن يقود بنفسه حزبه في الانتخابات المقرر إجراؤها بنهاية العام الحالي او بداية عام 2008.