واشنطن تحذر الصرب من التحول إلى ضحايا «اللعبة الروسية» في كوسوفو

كوسوفو تعلن استقلالها التعليمي عن بلغراد في العام الدراسي الجديد

TT

وجهت واشنطن رسائل غير مباشرة إلى بلغراد، تحذرها من أن الصرب سيكونون ضحايا «اللعبة الروسية» في كوسوفو، وذلك قبل 5 أيام فقط من بدء جولة استثنائية من المحادثات بين بلغراد وبريشتينا في فيينا بإشراف الترويكة الدولية (الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا). إلى ذلك أعلنت كوسوفو استقلالها التعليمي عن صربيا، فيما يتعلق بالمناهج الدراسية والارتباطات المالية، وذلك بعد 8 سنوات على تولي الأمم المتحدة مسؤولية الاشراف على الاقليم.

وكان الدبلوماسي الأميركي روبرت هانتر، قد قال إن «الخاسر الوحيد من اللعبة الروسية في كوسوفو هم الصرب»، وتابع قائلا في حديث لشبكة صوت أميركا، باللغة الصربية أمس، ان «هناك عددا من المسؤولين والسياسيين الصرب الذين هاجموا مؤخرا حلف شمال الأطلسي، واتهموا الولايات المتحدة والحلف بمحاولة إقامة دولة للناتو في كوسوفو. وهذه الاتهامات تؤثر على مساعي بلغراد للانضمام الى برنامج الحلف (الشراكة من أجل السلام)»، واعتبر أن «خروج صربيا من مسيرة الانضمام الى برنامج الحلف، يمثل خسارة كبرى للشعب الصربي».

ووجه الدبلوماسي الأميركي انتقادات لاذعة لموسكو، لكنه أشار إلى وجود فرصة لأن يكون لها دور في تاريخ البلقان على حد قوله على اعتبار أن لـ«روسيا فرصة لأن يكون لها دور في تاريخ البلقان، والمساعدة في أن يعيش الناس وفق مصالحهم الحياتيةش. وقال إن «ذلك أفضل من لعبة الفانتازيا الجيوبوليتكية» كما سماها. وذكر أن «روسيا يمكنها أن تحقق مصالحها، من خلال استقلال كوسوفو، كما هو الحال بالنسبة لصربيا»، وأعرب عن أمله في أن «يدرك القادة الصرب رغبة مواطنيهم في الانضمام للأسرة الأوروبية، ويختاروا الطريق الصحيح لذلك». وحول طلب بلغراد عودة عدد من شرطتها إلى كوسوفو قال «لا يمكن ذلك أن يؤدي إلى شيء سوى عودة العنف، كما كان الأمر في عهد ميلوسيفيتش». وعما إذا كان الألبان سيحصلون على دولة في كوسوفو، أكد على أن المطلوب «ليس إقامة دولة للألبان، بقدر ما هو احلال السلام في المنطقة بصفة دائمة وتحقيق الرخاء لشعوب البلقان، وذلك لن يكون سهلا ولكن هناك رغبة في هذا الاتجاه لدى شعوب المنطقة، أما الديماغوجية فيجب رميها في صناديق القمامة». من ناحية ثانية أعلنت حكومة كوسوفو أمس، استقلالها التعليمي نهائيا عن بلغراد، وقال رئيس وزراء كوسوفو أجيم تشيكو لاذاعة تيرانا «أتممنا المناهج التعليمية، الخاصة بالطلبة في كوسوفو، بما فيها المتعلقة بالجوانب الثقافية لدى مختلف الاثنيات بما فيها الصرب». وتابع «في العام الدراسي الجديد لن تكون هناك ارتباطات مالية مع بلغراد، وجميع الاساتذة سيتلقون رواتبهم من ميزانية الحكومة في بريشتينا». وكان عدد من المدارس في المناطق التي يمثل الصرب فيهــا الأغلبية مرتبط ببلغراد على صعيدي المناهج الدراسية والتمويل.