زعيم «جيش الإنقاذ» في الجزائر يتحدث عن «عروض جادة» ستبادر بها السلطات تجاه المسلحين

هدام : نشاط «القاعدة» يستجيب لأجندة أجنبية

TT

كشف زعيم «الجيش الإسلامي للإنقاذ» الجزائري المنحل، عن وجود مبادرات ستصدرها السلطات قريبا لاقناع المسلحين بالتخلي عن الإرهاب. وانتقد أفراد «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» قائلا، إنهم «جعلوا من التمادي في العمل المسلح نوعا من العبث وضربا من الجنون».

وذكر مدني مزراق قائد الجناح المسلح لـ«الإنقاذ» سابقا، في بيان أمس، أنه يدعو «بالفم الملآن من نحسبهم إخواننا ممن تبقى في الجبال، أن يتقوا الله ويتجنبوا ما استطاعوا إلحاق الضرر بشعبهم ووطنهم ويستفيدوا من العروض الجادة التي يمكن أن تقدم لهم في المستقبل القريب، لنضع بعد ذلك حدا نهائيا لهاته المحنة، ونتوجه جميعا نحو مستقبل مشرق». ولم يوضح صاحب البيان، ما هي العروض المرتقبة وإن كانت أوساط تتحدث عن إجراءات تحفيزية لفائدة المسلحين تدفع بهم إلى تطليق الإرهاب.

ودعا مزراق من سماهم «القائمين على أمر البلاد والعباد بأن يتقوا الله في هذا الشعب ويذهبوا بالمصالحة الحقة إلى نهايتها حتى يستعيد الدين مكانته والشعب حقه والوطن أمنه واستقراره».

وجاء البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بمناسبة محاولة فاشلة لاغتيال قيادي بارز في «جيش الانقاذ»، تبناها تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» لكنه قال إن منفذها تصرف بمعزل عن القيادة وإنه لم يستشرها.

ووصف مزراق الجهة التي دبرت لاغتيال مصطفى كرطالي يوم 14 أغسطس/ آب الجاري، بـ «الجناة المعتدون الذين استزلهم الشيطان وأعمى أبصارهم ودفعهم إلى ارتكاب هذا الفعل الاجرامي المشين (محاولة الاغتيال)، نقول لهم إن الأوضاع التي أجبرتنا يوما على اللجوء إلى الجبال (حمل السلاح) والدفاع عن أنفسنا ومحاربة من كان حريصا على قتلنا، قد تغيرت وأصبح الحال غير الحال والوضع غير الوضع». يشار إلى أن العملية التفجيرية التي استهدفت كرطالي تسببت في بتر ساقه اليمنى.

ووجه مزراق الشكر لرئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم الذي تنقل شخصيا إلى المستشفى لزيارة كرطالي، وقالت إن السلطات العسكرية كانت سباقة إلى التنقل إلى مكان الحادثة. وشكر أيضا الرجل الثاني في جبهة الانقاذ علي بن حاج «الذي ما انفك يتردد على المستشفى حرصا على سلامة الشيخ كرطالي». في ذات السياق، قال أنور نصر الدين هدام قيادي «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، إن «تصرفات القاعدة أفظع من ممارسات الجماعة الاسلامية المسلحة»، يقصد التنظيم الارهابي الذي اشتهر بالمذابح الجماعية التي راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء منتصف تسعينيات القرن الماضي. وأوضح هدام في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن نشاط القاعدة «يستجيب لأجندة أجنبية تريد لقوى كبرى التغلغل بشمال أفريقيا تحت غطاء محاربة الارهاب». في إشارة إلى التدريبات الجارية حاليا بمالي والتي تشارك فيها جيوش ثمانية بلدان أفريقية، منها الجزائر، تحت إشراف البنتاغون الأميركي بغرض تطويق نشاط «القاعدة» بالمنطقة.