وفاة عبد الرحمن عارف.. وطالباني ينعاه: سيبقى في الصحائف البيضاء

نجل الرئيس السابق: الدفن في الأردن بسبب خطورة الأوضاع الأمنية في العراق

الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف وطارق عزيز، نائب رئيس الوزراء السابق، خلال احتفال في بغداد بمناسبة الاستفتاء على رئاسة صدام حسين في 15 اكتوبر (تشرين الأول) 1999 (أ.ف.ب)
TT

توفي في عمان أمس الرئيس العراقي الاسبق عبد الرحمن عارف عن 91 عاما، حسبما افادت عائلته.

وقال الابن الاكبر للرئيس الراحل قيس للصحافيين، ان والده توفي في مدينة الحسين الطبية «بسبب كبر سنه وليس بسبب معاناته من اي مرض عضال». وأشار قيس الى ان والده دخل المستشفى منذ ثلاثة أسابيع إثر شعوره بالإجهاد. وأضاف انه من المقرر ان يتم الدفن في الاردن، نظرا لصعوبة نقله الى العراق لخطورة الاوضاع الامنية هناك في الوقت الحالي.

وأعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن تعازيه ومواساته للشعب العراقي وعائلة الرئيس الراحل، مؤكدا انه سيبقى محفوظا في الصحائف البيضاء من تاريخ العراق. ونعى بيان صادر عن مكتب طالباني أوردته وكالة الصحافة الفرنسية عارف. وقال «نعزي شعبنا برحيل المغفور له لنعرب عن الثقة الراسخة بان اسمه سيظل مكتوبا في الصحائف البيضاء لتاريخ عراقنا الحبيب».

كما نقل البيان تعازي طالباني لعائلة الرئيس الراحل، مؤكدا أن «المغفور له أفنى حياته في خدمة بلده وكان حريصا على نبذ عناصر التفرقة والاحتراب والبغضاء».

وبحسب حسن البزاز الأمين العام لحركة القوى الوطنية والقومية والمقرب من عارف، فان «عارف كان بعيدا كليا عن أي عمل سياسي». وأضاف «كان يقضي جل وقته بين أفراد عائلته وفي القراءة». ولم يتمتع الرئيس عبد الرحمن عارف بخبرة واسعة في السياسة الدولية. ولم تكن فترة حكمه القصيرة تنتهج أي سياسة مميزة او واضحة إلا بعض الانجازات المحدودة على صعيد إكمال القليل، مما بدأ به شقيقه الرئيس السابق عبد السلام عارف في مجال الإعمار، وكذلك في مجال التسلح. وعرف عارف ابان فترة حكمه بالتسامح ومحاولات فسح المجال لمعارضيه بنوع من الديمقراطية، فأسس ما يعرف بالمجلس الرئاسي الاستشاري الذي ضم عددا من رؤساء الوزارات السابقين كان يعد بعضهم من الخصوم.

ونشطت في عهد عارف الأحزاب السياسية التي كانت تعمل وتتظاهر بحرية، كما نشطت الصحافة الحرة، حيث ظهرت ولاول مرة صحف مستقلة بمواصفات عالية. وكان عارف يحتفظ بعلاقات جيدة مع كافة الجهات والأحزاب السياسية وكانت له علاقات مميزة مع الاكراد وخاصة مع الزعيم الكردي الراحل مؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني الملا مصطفى البارزاني، وكذلك الأقليات الاخرى.

وبحسب فوزي فرمان أمين سر الجبهة الوطنية العراقية للمستقلين وأحد أصدقائه، فان «فترة حكم عارف كانت بسيطة جدا، لأنه رجل مسالم من الدرجة الاولى حتى انه كان يتحرك في بغداد بسيارته الخاصة من دون مواكب أو حمايات في كل مكان وزمان». وأضاف «انه رجل مرحلة خاصة جدا في تاريخ العراق، مرحلة بعيدة كل البعد عن العنف وهو مسالم الى أقصى درجة». وتابع فرمان «انه رجل مميز عاش بهدوء ورحل بهدوء».