مقربون لدحلان يتهمون فتح بطعنه من الخلف

قالوا إنه يعتبر أبو مازن المسؤول الأول عن هزيمة غزة

TT

كشفت مصادر مقربة من النائب محمد دحلان لـ«الشرق الاوسط»، انه رفض عرضا جديدا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، بتبوؤ منصب سياسي، بعد عودته الى رام الله قبل بضعة أيام. وحسب المصادر، فقد رفض دحلان العرض في اجتماع مطول مع ابو مازن، وأبلغه بأنه سيكتفي بعضويته في المجلس التشريعي عن فتح.

ويرفض دحلان الذي كان يعتبر رجل فتح القوي في قطاع غزة، وحمل مسؤولية الانهيار الذي شهدته الاجهزة الامنية امام حركة حماس في القطاع، الحديث الى وسائل الاعلام منذ عودته من رحلة علاجية في يوغسلافيا وألمانيا. واعتبرت حماس آنذاك أن دحلان غادر الحياة السياسية الفلسطينية للأبد بعد أن سقطت ورقته، ولم يعد محل رهان الأميركيين.

وقبل يوم من إعلان لجنة التحقيق التي شكلها ابو مازن للتحقيق في اخفاقات الاجهزة الامنية في غزة عن نتائج التحقيق، قدم دحلان استقالته من منصب مستشار الامن القومي. وقالت مصادر فلسطينية آنذاك لـ«الشرق الاوسط» إن ابو مازن، وبعد الاطلاع على نتائج تقرير لجنة التحقيق في اخفاقات الاجهزة الامنية في غزة أمام حركة حماس، قال لمساعديه «إذا لم يستقل دحلان فإنني سأقيله». وحسب المصادر، فان أحد مساعدي ابو مازن، من غير حركة فتح، نقل التهديد الى دحلان وهو النائب عن فتح عن دائرة خان يونس في غزة، وبناء على ذلك قدم دحلان استقالته في رسالة قالت «نظرا لظروفه الخاصة وبسبب ابتعاده عن العمل في الآونة الأخيرة وإمكانية ان يستمر العلاج لفترة طويلة، فإنه قرر الاستقالة من منصبه كمستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي».

ولم يسلم دحلان الذي راهنت عليه فتح طويلا في القطاع، وصار أشد خصوم حماس، من هجوم شنه قياديون في حركته؛ فقد نقل عن نبيل عمرو المستشار الاعلامي للرئيس في اجتماع مع تنظيم فتح في مدينة بيت لحم «ان السلطة سلمت غزة مقاولة لدحلان، فكانت هذه النتيجة». كما حملته اللجنة الرئاسية مسؤولية مباشرة عن هزيمة غزة مع رشيد ابو شباك وسمير المشهرواي من قادة الاجهزة الامنية ومجموعة من الضباط العسكريين أقالهم الرئيس او خفض رتبهم. لكن دحلان وفق المصادر المقربة منه يحمل ابو مازن نفسه مسؤولية الهزيمة، ويعتبره المسؤول الاول عن سقوط غزة، إذ حذره غير مرة من تنامي قوة حماس وضعف الاجهزة الامنية. وقالت المصادر ان هذا احد الاسباب التي تمنع دحلان من الحديث لوسائل الاعلام، كما انه يعتبر ان فتح طعنته من الخلف وشهرت به، ويتهم قيادات فيها بالترويج بأنه رجل اميركا في المنطقة، وصاحب الخيار الاميركي. وأضافت ان دحلان يعتبر انه انتصر شخصيا في معركة غزة، لكن المشروع الوطني هو الذي خسر.

واعتقد مراقبون ألا يعود دحلان الى رام الله بعد رحلة علاجه، فجاءت عودته لتجدد الجدل حول مصير الرجل داخل فتح وفي الساحة الفلسطينية؛ اذ تهدد حماس منذ اشتباكات غزة بقتله، وقال تلفزيون الاقصى التابع لحماس «ان رأس الرجل أينع»، ويحاول دحلان رغم ذلك ان يظهر كرجل قوي في رام الله وتنتشر مجموعة كبيرة من حراسه امام المبنى، كما يوجد آخرون أمام مكتبه مباشرة. ونقل عن دحلان أنه قال لزواره إنه سيتفرج على ما يجري، وبخلاف مسؤولين في فتح يقدرون ألا تستمر سيطرة حماس لأشهر، يقدر دحلان أحد ألد أعداء الحركة الاسلامية، بان تستمر سيطرتها لأكثر من عام.