ذوو ضحايا الانتفاضة الشيعية: انظروا في أحوالنا قبل محاكمة جلادينا

شكوا في اعتصام ببغداد من «تجاهل» الحكومة لهم وطالبوا «بإنصاف الضحية أولا»

TT

طالب العشرات من ذوي ضحايا الانتفاضة الشيعية في اعتصام نظموه في ساحة الفردوس وسط العاصمة بغداد امس، الحكومة بـ«الكف عن تجاهلهم والنظر لمعاناتهم»، قبل محاكمة اطراف النظام السابق، الذي قمع الانتفاضة عام 1991.

وتجمع نحو 150 من النساء والرجال والاطفال في ساحة الفردوس رافعين لافتات كتب عليها «المجد والخلود لشهداء انتفاضة اذار الشعبانية» و«متى ستتحرك الضمائر لانصاف شهداء انتفاضة اذار الشعبانية؟» و«نطالب بحقوق المقابر الجماعية، الحق يؤخذ ولا يستجدى».

وكانت قد بدأت الثلاثاء الماضي محاكمة المتهمين بقمع الانتفاضة الشيعية في جنوب العراق في مارس (اذار) 1991، وبينهم علي حسن المجيد المعروف بـ«علي كيمياوي» ابن عم الرئيس الراحل صدام حسين. وقال الشيخ رحيم جري لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن لسنا بحاجة الى مزيد من سفك الدماء (..) نريد من الحكومة ان تنظر في امورنا، ان ترى محنتنا لا ان تحاكم ازلام النظام وتتجاهل معاناتنا». واضاف «لقد عانينا كثيرا في زمن النظام المقبور واليوم تتجاهلنا الحكومة ولم نحصل على اي تعويض لا مادي ولا معنوي»، مضيفا «لا بد من تشكيل هيئة الانتفاضة على غرار هيئة النزاهة، للنظر في قضايا ذوي ضحايا الانتفاضة». وتابع «الضحية تبقى ضحية والجلاد يبقى جلادا (....) لا بد من التفكير في البداية في انصاف الضحية ومن ثم التفكير بمحاكمة الجلاد».

من جانبه، قال ابو الحسن الساعدي المسؤول عن تنظيم الاعتصام: «على الرغم من اننا انتهينا من نظام صدام لكن لا تزال المداهمات على الشعلة ومدينة الصدر (الشيعيتين) والمعاناة مستمرة والمأساة تتكرر علينا مثلما كانت في زمن النظام السابق».

بدورها قالت ام سجاد (40 عاما) احدى المعتصمات، وهي ترفع صور اثنين من اشقائها عثرت عليهما في 2003 في المقابر الجماعية، «لم يسأل علينا احد بعد سقوط النظام، جاء النظام السياسي الجديد يحمل شعارات فقط من دون النظر الى احوالنا». واضافت المرأة وهي من اهالي العمارة (365 كلم جنوب بغداد) وتسكن حاليا في مدينة الصدر (شرق بغداد): «لقد كان شقيقاي في ريعان شبابهما عندما اعتقلهما نظام صدام واقتادهما الى جهة مجهولة لم نتمكن من العثور عليهما حتى سقوط الدكتاتور».

وقال المنظمون في بيان وزعوه على الصحافيين: «على الرغم من سقوط وموت الطاغية ما زلنا نعاني الامرين من تهميش وبطالة وتشريد وضياع حقوق، وما زالت الحكومات المتعاقبة تبذل الجهد لتهميش دورنا الوطني وتكميم افواهنا المطالبة بصوت الحق». واضاف البيان «من يذكر اصوات بنادقنا التي قارعت الظلم والاستبداد في زمن اعتى الدكتاتوريات التي اقيمت على ارض العراق»، متابعا «نتمنى الا يستمر ذلك طويلا لانه الظلم بعينه».

وكانت الانتفاضة الشيعية التي تسمى «الانتفاضة الشعبانية» في جنوب العراق، قد تلت هزيمة الجيش العراقي امام قوات التحالف، التي شنت في يناير (كانون الثاني) 1991 حربا بعد اشهر من غزو نظام صدام حسين للكويت.