الجيش الإسرائيلي ينصح بالعودة إلى الحروب «الائتلافية»

TT

أوصت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الحكومة الاسرائيلية بمحاولة اقناع أطراف أخرى بمشاركتها في أي حرب قد تبادر اليها تل ابيب في المنطقة، سيما لمجابهة التهديد الإيراني. ونقلت صحيفة «هارتس» في عددها الصادر امس عن مصادر عسكرية رفيعة قولها، إن يتوجب على اسرائيل العودة الى ما سمته «الحروب الائتلافية»، التي تقوم على مشاركة اكثر من دولة فيها ضد طرف يشكل تهديداً لإسرائيل. وذكرت الصحيفة في هذا السياق تجربة العدوان الثلاثي على مصر، أو ما أصبح يعرف بحرب السويس عام 1956، حيث شاركت اسرائيل كل من فرنسا وبريطانيا.

وجاءت توصيات هيئة الاركان استعداداً للندوة الكبيرة التي ستجريها قيادة الجيش الاسبوع المقبل حول النظرية القتالية الاسرائيلية، التي سيرأسها رئيس الاركان غابي اشكنازي. وشددت التوصيات على ضرورة أن تعمل اسرائيل على احباط التهديد الوجودي لها ممثلا في حصول اطراف معادية على سلاح غير تقليدي. واشارت الهيئة الى أنه يحظر على اسرائيل «التخاصم» مع اميركا، على اعتبار أنه ليس بوسع اسرائيل القيام بأي عملية عسكرية مهمة في المنطقة من دون تفاهم، وتنسيق مع البيت الأبيض.

وشددت التوصيات على حاجة اسرائيل لأخذ الضرورات السياسية والعسكرية الاميركية في الحسبان، وفي المقابل تحصل اسرائيل على خيرة السلاح الأميركي للحفاظ على تفوقها النوعي بالمقارنة مع الجيوش الأخرى التي تدعمها اميركا. وأوضحت أن المساعدة الأميركية تتجسد ايضا بالتخزين المسبق لساعات الطوارئ، حيث تمت زيادة الكميات المطلوبة للتخزين في الآونة الأخيرة للاستغناء عن الجسور الجوية.

من ناحية ثانية، أشارت الصحيفة الى أن قيادة الجيش حددت عدة سيناريوهات تهديد مستقبلية يتوجب على الجيش الاستعداد لها، وهي: «خطر نجاح دولة عربية أو اسلامية» غير محاذية لإسرائيل بالحصول على سلاح نووي مثل ايران، والسيناريو الثاني نشوب الحرب مع سورية، وثالثا اندلاع جولة جديدة من المواجهات مع حزب الله، ورابعا مجابهة مع حركات المقاومة الفلسطينية، اضافة الى جمود شديد في العلاقات مع مصر في مرحلة ما بعد الرئيس حسني مبارك، وانتهاء حكم العائلة الحاكمة في الاردن، وقيام فلسطينيي 48 بانتفاضة ضد الدولة». وحسب التقييم الاستراتيجي الإسرائيلي، فإن هذه السيناريوهات يمكن أن تحدث مجتمعة أو منفردة. الى ذلك دلت المداولات الداخلية التي تجريها هيئة أركان الجيش على أن ثمة انقلاباً حدث في سلم أولوياته في ما يتعلق بالاهتمام بأذرعه المقاتلة، اذ تمنح الافضلية لألوية المشاة والقوات البرية، بحيث تخصص موازنات أكبر لشراء مستلزمات القوات البرية، وذلك على حساب مستلزمات القوات الجوية. واشار عاموس هارئيل المراسل العسكري لـ«هآرتس» إلى أن هذا التحول ناجم عن استخلاصات الجيش من حرب الأخيرة على لبنان في الصيف الماضي، الى جانب غياب رئيس الأركان السابق دان حالوتس، الذي كان بوصفه قائد سلاح جو سابق يصر على تفضيل سلاح الجو من ناحية الاهتمام بمشتريات السلاح.

لكن هيئة اركان الجيش تشدد على أن سلاح الجو يتوجب ان يشتري عدة أسراب من الطائرات متعددة الأهداف (هجوم واعتراض) اف 35، حيث ان طائرات اف 16 التي يعتمد عليها سلاح الجو حالياً، ستكون قديمة جداً، مقارنة بالتطورات الحاصلة في عالم الطيران الحربي.

واشار هارئيل الى أن الاهتمام بالقوات البرية وجد ترجمته في قيام وزير الدفاع ايهود باراك بمطالبة الحكومة بالموافقة على تشكيل فرقتين مدرعتين جديدتين، تضمان قوات احتياط. من ناحية ثانية، نصح عوزي عراد رئيس قسم الأبحاث سابقاً في جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) الذي يرأس حالياً مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات، أعرق مراكز الأبحاث الاستراتيجية في اسرائيل، بضرورة ان تتجه اسرائيل الى الردع النووي البحري، أسوة ببريطانيا بحيث تقوم قوتها الردعية على غواصات تحت البحر تحمل صواريخ باليستية.