شخصيات فلسطينية تتدخل لحل الخلاف بين فتح وحماس

تواصل الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين ممثلين عن الحركتين

TT

ذكر مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن مجموعة من شخصيات المجتمع المدني الفلسطيني تقدمت اول من امس بمبادرة لحل الخلاف بين حركة حماس من جهة وحركة فتح والرئاسة الفلسطينية من جهة اخرى. وتقترح المبادرة التي تعكف قيادة حماس حالياً على دراستها أن تخطو الحركة الخطوة الأولى تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، وتوافق فوراً على اعادة جميع مقار الاجهزة الامنية والمؤسسات المدنية التي سيطرت عليها في أعقاب الحسم العسكري في 14 يونيو(حزيران) الى السلطة.

وتدعو المبادرة الى تشكيل حكومة من التكنوقراط، تتولى ادارة شؤون مناطق السلطة، على أن تحظى هذه الحكومة بدعم كامل من الحركتين. وحسب المبادرة، فإن الحكومة الجديدة ستشرع بإعادة صياغة الأجهزة الأمنية على أسس جديدة، بحيث يتم اعادة تشكيلها على أسس مهنية ووطنية. وتدعو ايضا الى تقليص عدد الأجهزة الأمنية وحصرها بثلاثة اجهزة فقط، هي جهاز الامن الوطني الذي تكون مهمته حراسة الحدود ويضم ايضا الاستخبارات العسكرية، والأمن الداخلي الذي يتولى حفظ الأمن الداخلي ويضم جهاز الامن الوقائي وجهاز الشرطة والدفاع المدني، وجهاز المخابرات العامة الذي يتولى احباط عمليات التجسس. وتشير المبادرة الى أن الحكومة الجديدة ستتولى الاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة. من ناحية ثانية، اشار المصدر الى أن لجنة المبادرة العربية التي تمثل فلسطينيي 48 تقوم بجهود للتوسط بين حماس وأبو مازن، وأن وفداً من اللجنة ينتظر سماح اسرائيل له بدخول القطاع للاجتماع بقيادة حماس قبل أن تقوم اللجنة بطرح مبادرة للمصالحة بين الجانبين. واضاف المصدر أن ممثلي اللجنة اجتمعوا اخيرا مع ابو مازن واستمعوا لوجهة نظره ازاء الحل الذي يراه مناسباً للخلاف بين الطرفين. وأوضح المصدر أن الفرع الجنوبي في الحركة الاسلامية باسرائيل ابدى اهتماماً بالتدخل بشكل منفصل للتوسط بين الجانبين.

وكشف المصدر النقاب عن تواصل الاتصالات السرية المباشرة وغير المباشرة بين قيادات في فتح وحماس التي يجري بعضها بمعرفة ابو مازن ورئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية. واشار المصدر الى أن وزير التربية والتعليم السابق ناصر الدين الشاعر يواصل لقاءاته مع ابو مازن والطاقم المقرب منه، ويقوم بتطوير مقترحات لحل الخلاف القائم حالياً. في نفس الوقت تلعب شخصيات مستقلة دوراً في الاتصالات غير المباشرة، حيث يقوم وزير الخارجية السابق زياد أبو عمرو وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السابق عبد الله الحوارني دوراً في هذه الجهود. وشدد المصدر على أن جميع الصيغ التي يتم تداولها للتوسط بين الجانبين تقوم على أساسين مهمين وهما: تراجع حماس عن خطواتها الانقلابية، واعادة الاجهزة للرئيس للسلطة، الى جانب اعادة صياغة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس جديدة. واشار المصدر الى أنه رغم عدم نجاح جهود الوساطة التي تبذل حالياً للتقريب بين الجانبين، الا أن هناك مؤشرات «مشجعة» حسب قوله، وان ثمة امكانية لنجاح هذه الجهود، حيث أنه بالنسبة لحماس، فإن الشرط الذي تصر عليه للتجاوب مع جهود الوساطة هو قبول ابو مازن الواضح بمطلبها بضرورة اعادة صياغة الاجهزة الامنية، في الوقت الذي يشدد فيه ابو مازن على ضرورة أن تقوم حماس بإعادة مقار الاجهزة الامنية والمؤسســات المدنية له.