نسيب لحود: لست مرشح تحد للمعارضة.. والوصول إلى اللااستقرار يضر بالجميع

قال لـ«الشرق الاوسط» إنه مرشح النصاب الكامل للرئاسة اللبنانية

نسيب لحود
TT

لو قدر للنائب اللبناني السابق نسيب لحود ان ينتخب رئيسا للبنان خلال الاشهر الثلاثة المقبلة، فانه سيبدأ يومه الاول في الحكم بالتزامن مع يومه الاول من عامه الـ64. لحود، الذي يسعى لطرح نفسه كـ«صوت عاقل» في حفلة الجنون اللبنانية القائمة قال لـ«الشرق الاوسط» انه مرشح «النصاب الكامل»، وانه لا يرى ان ثمة ما يدعو الى «مرشح تحد للمعارضة» مشددا على ان اي رئيس يصبح فور انتخابه رئيساً لكل اللبنانيين. وافاد لحود، الذي كان عاد لتوه عند اجراء الحوار من لقاء مع البطريرك الماروني نصرالله صفير، في منطقة الديمان في شمال لبنان انه وضع البطريرك في اجواء ترشيحه للرئاسة وانه أكد له ان «اول اهداف» ترشيحه هو «لبننة هذا الاستحقاق» معتبرا انها «فرصة تاريخية ان ينتخب اللبنانيون رئيسهم بارادتهم وليس بارادة الخارج وهذه فرصة يجب ان لا يفوتها اللبنانيون».

* لاحظنا في الفترة السابقة ان مواقف البطريرك من الاستحقاق الرئاسي لا تتوافق مع نظرة فريق «14 اذار» وخصوصا في مسألة النصاب المطلوب لانتخاب الرئيس؟

ـ هناك ارضية مشتركة بين مواقف غبطة البطريرك ومواقف «14 اذار». البطريرك يرى انه من واجب النواب الـ 128 (كامل اعضاء المجلس) حضور جلسة الانتخاب، وان الاعتراض يجب ألا يحصل من خلال مقاطعة الجلسة، بل من خلال الحضور والتصويت للمرشح الذي يريده كل نائب. ان موقف البطريرك هو التأكيد على مسؤولية كل نائب لبناني في حضور الجلسة. * هناك كلام كثير حول موضوع النصاب، هناك من يؤكد على نصاب الثلثين وهناك من يتحدث عن نصاب «الضرورة» انت مرشح أي نصاب؟

ـ انا مرشح النصاب الكامل. انا اتمنى وسأسعى الى ان يكون جميع النواب حاضرين في جلسة الانتخاب، فأما نتوافق على اختيار رئيس واحد واما تأخذ المنافسة الديمقراطية مجراها. وهي جزء لا يتجزأ من العمل الديمقراطي.

* ماذا لو لم يتأمن النصاب؟

ـ اعتقد ان جهودنا يجب ان تنصب الان على تأمين النصاب الكامل والعمل الدؤوب والمخلص لتأمين هذا النصاب. وإحدى وسائل الوصول الى ذلك هي ان لا نغرق في جدل اصبح عقيما بين نصاب النصف زائد واحداً ونصاب الثلثين.

* أحاول الوصول الى موقفك من النصف زائد واحداً؟

ـ (ضاحكا) اعطيتك موقفي.

* لماذا التعدد في مرشحي «14اذار»؟

ـ هذا التعدد مطلوب، وهو جزء من اللعبة الديمقراطية داخل «14 اذار»، والمطلوب في من يرى في نفسه القدرة على تبوؤ هذا المنصب الكبير ان يترشح وان يعلن للبنانيين برنامجه أو رؤيته للمرحلة المقبلة. وبعد اسابيع ستختار «14اذار» مرشحا واحدا سندعمه جميعا ونطرحه للوفاق على الفرقاء السياسيين الاخرين.

* هل هناك مساع حقيقية من قبلكم للوصول الى توافق مع المعارضة حول هذا الاستحقاق؟

ـ نحن نعتبر ان من مسؤوليتنا كمجموعة تمثل الاكثرية البرلمانية ان نختار مرشحا وان نطرحه على اطراف المعارضة ونتوافق معها على برنامج المرحلة المقبلة وعلى حكومة اتحاد وطني تكون للمعارضة مشاركة فاعلة فيها. هذا هو نوع الوفاق الذي نسعى اليه.

* مشاركة فاعلة للمعارضة باكثر من ثلث الحكومة؟

ـ بالثلث زائد واحد طبعا. نحن نعتبر انه عندما يكون للبنان رئيس موثوق لا مانع من ان يكون للمعارضة الثلث المعطل. هذا يفعِّل المشاركة، ويفتح الباب واسعا لسلطة تنفيذية فاعلة.

* ما هو موقفك من القضايا الاساسية التي ستواجه الرئيس المقبل؟

ـ اولا يجب توحيد نظرة اللبنانيين حول تطبيق القرار 1701. نحن بحاجة الى ان نتفق على كيفية ادارة الصراع مع اسرائيل وكيفية ادارة الجنوب في هذه المرحلة في ضوء القرار 1701 ووجود الجيش اللبناني والقوات الدولية هناك، وكيفية حماية لبنان من اي اعتداء اسرائيلي جديد.

وهناك موضوع لا يقل اهمية وهو بناء المؤسسات في لبنان، علينا ان نتفق على قانون للانتخاب يؤمن صحة التمثيل وان ترتاح له جميع المجموعات السياسية في لبنان ويكون عصريا قدر الامكان ويمهد لانتخابات نيابية يجب ان تحصل خلال سنتين. وطبعا هناك ضرورة لتأمين الاستقلالية واعادة الحيوية للقضاء اللبناني.

أما في الموضوع الاقتصادي فلبنان بحاجة الى تطبيق مقررات مؤتمر «باريس3» وتحديث الاقتصاد بما يؤمن حسن التنافس في هذه المنطقة من العالم. والى مشروع يؤمن احتواء الدين تمهيدا لاطفائه، وتوفير فرص عمل للشباب اللبناني. اما على الصعيد الاجتماعي فهناك ضرورة لقيام خطة اقتصادية ـ اجتماعية تؤمن اعادة انتعاش المناطق المحرومة في لبنان لخلق فرص عمل في الارياف، فلا يعقل ان يتمركز الاقتصاد اللبناني في منطقة بيروت، ويجب ان تتمدد الحيوية الى المناطق التي لا تزال تعاني. هذه المواضيع كلها اساسية ويجب ان تكون موضوع حوار ومعالجة.

* كيف ترى ضرورة التعامل مع قضية سلاح حزب الله؟

ـ ان اي معالجة لسلاح حزب الله يجب ان تكون بالحوار مع الاخوان في الحزب. والهدف يجب ان يكون ان الدولة هي المؤتمن الوحيد على السلاح، ويجب ان يتم استيعاب قدرات حزب الله الدفاعية من ضمن المنظومة الامنية والعسكرية للدولة اللبنانية.

* تعرض موقع الرئاسة للكثير من الاهتزاز أخيرا، فكيف السبيل الى اعادة تعزيزه؟

ـ منصب الرئاسة بعد انتهاء مرحلة الوصاية يجب ان يكون مكانا يشكل مرجعية سياسية واخلاقية لجميع اللبنانيين. ان من حق النواب اللبنانيين ان ينتخبوا رئيسا من ضمن اي مجموعة سياسية موجودة في البلد، ونحن نقترح ان ينتخب رئيس من مجموعتنا السياسية. لكن عندما ينتخب هذا الرئيس، يجب ان يصبح فورا رئيسا لجميع اللبنانيين وان يكون حريصا على جميع اللبنانيين وكل المجموعات السياسية في البلاد. رئيس لبنان يجب ان يكون فعلا الحكم والقدوة في المرحلة المقبلة.

* انت تطرح نفسك مرشح توافق، لكن قد تقتضي مجريات الامور ان تتحول الى مرشح تحد، فهل انت على استعداد لذلك؟

ـ انا لا ارى لماذا اكون مرشح تحد. انا اعتقد ان على النواب ان يقرروا من هو الرجل الاقدر على ان يكون رئيس هذه المرحلة. وانتماء اي مرشح الى مجموعة سياسية معينة ليس كافيا لحذفه من لائحة المرشحين. الرئيس عندما ينتخب يخرج من مجموعته السياسية ويصبح رئيسا لجميع اللبنانيين.

* هل هناك رؤية موحدة لدى «14 اذار» في ما يتعلق ببرنامج الرئيس المقبل؟

ـ نعم، انها النقاط التي ذكرت. لكني اعتقد ايضا ان هذه النقاط يسهل الاتفاق عليها مع المجموعات السياسية الاخرى.

* هذا الكلام النظري، لكن في الواقع يبدو ان لبنان مقدم على مرحلة صعبة. هل ترى وجود نوايا لاحداث فراغ رئاسي؟

ـ هناك كلام كثير عن امكانية عدم حصول انتخابات رئاسية. هذا احتمال يجب ان تبتعد عنه جميع القوى السياسية في البلاد، فاما ان نتوافق حول رئيس او ان نفتح المجال للمنافسة الديمقراطية. وفي جميع الحالات يجب ان يكون لدينا رئيس قبل 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007. هذا امر حيوي، وانا واثق من اننا سنصل الى ذلك بإذن الله.

* هل تتوقع خيراً من المساعي العربية وتحديداً السعودية لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء اللبنانيين؟

ـ نحن ننظر بكل ايجابية وامتنان الى كل المساعي العربية والدولية التي تنطلق من مبدأ احترام سيادة لبنان واستقلاله ومن مراعاة المصلحة الوطنية اللبنانية ومن قاعدة عدم وجود اغراض ذاتية لهذه الاطراف في لبنان. وهذا اكثر ما ينطبق ماضياً وحاضراً على تعاطي سياسة المملكة العربية السعودية في الشأن اللبناني. لقد كانت المملكة وما زالت وخصوصاً في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز لا تريد شيئاً لنفسها في بلدنا وهي نموذج الشقيق الذي ينبري لمساعدتنا عند كل ازمة او صعوبات، منزّهة تحركاتها عن كل اصطفاف داخلي ووازنة خطواتها على مسافة واحدة من جميع الاطراف السياسيين الداخليين.

* الا تخشى من ان عدم التوافق قد يجر البلاد الى بعض السيناريوهات المطروحة مثل سيناريو الحكومتين والرئاستين وصولا الى الانقسام الفعلي؟

ـ ليس في مصلحة اي من القوى السياسية اللبنانية ان تصل الى مرحلة عدم الاستقرار. امامنا ثلاثة اشهر الان، وانا واثق من اننا سنستعملها للوصول الى الحلول المرضية.

* ما هي تأثيرات الانقسام المسيحي السائد على الوضع القائم؟

ـ أنا اعتبر ان ما يسمى انقساما في الشارع المسيحي هو في الواقع تعددية، واعتقد ان هذا الشيء حيوي. واتمنى ان تتم كل الاصطفافات في لبنان على قاعدة سياسية لا طائفية. لا مصلحة للبنان في ان تصطف كل طائفة خلف قوة سياسية واحدة، فهذه ظاهرة غير صحية. انا اتمنى ان التعددية التي ننعم بها عند المسيحيين ان تنعم بها جميع الطوائف. لانه عند ذلك تستقيم اللعبة السياسية والديمقراطية.

* هناك من يقول ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون «المسيحي القوي»؟

ـ اعتقد ان الانتخابات الفرعية في المتن الشهر الماضي اثبتت ان شرعية «14 اذار» المسيحية لا تقل عن شرعيتها الوطنية، وانه ليس هناك من قوى سياسية في لبنان يمكن ان تدعي انها اكثر تمثيلا من 14« اذار». كان تعادل في الاصوات في المتن الشمالي، وانا اعتقد ان القوتين السياسيتين تتعادلان عند المسيحيين. وهذا شيء صحي.