الجيش اللبناني يصعّد عملياته العسكرية في نهر البارد

أفراد من عائلات مسلحي «فتح الإسلام» رحلوا إلى عين الحلوة

أعمدة الدخان تتصاعد من مخبم نهر البارد بعد قصفه أمس بواسطة الجيش اللبناني (رويترز)
TT

شهد اليوم الاخير من الاسبوع الرابع عشر على بداية المواجهات في مخيم نهر البارد في شمال لبنان تصعيداً جديداً بعد اخراج عائلات المسلحين (25 امرأة و38 طفلاً) بعد ظهر أول من أمس بطلب من المسلحين وبموافقة قيادة الجيش اللبناني التي حرصت على تقديم المعونات الانسانية للخارجين وعلى نقل من يلزمه أي مراجعة طبية الى المستشفيات، فيما اجريت التحقيقات مع البالغين.

فمنذ صباح امس شهد المخيم مواجهات حادة استخدمت خلالها الاسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة المصحوبة بقصف مدفعي مركز من مدفعية الميدان ومدفعية الدبابات والمدفعية المنقولة على الاليات العسكرية، مستهدفة تحصينات المسلحين والملاجئ التي يتوارون فيها. ثم تدخل الطيران المروحي بغارات ألقيت فيها قنابل كبيرة استهدفت التحصينات ومداخل الملاجئ المفترضة. وبلغ عدد الغارات ستاً، وهو رقم لم يسجل في الايام السابقة، الامر الذي اوحى للمراقبين بأن الجيش يعد لهجوم صاعق ينهي فيه المواجهة. لكن مصادر متابعة للعمليات العسكرية تحفظت عن اعطاء تفاصيل في هذا السياق.

وفيما اصبح مبنى «جبهة النضال» تحت سيطرة الجيش، تركز القصف على ملجأي السوق والشيخ علي في الجهة الشمالية ـ الشرقية بعدما بات ملجأ سعسع او النادي (الذي يعرف بملجأ ابوعمار) غير صالح للاستعمال وفق مصادر متابعة قدّرت عدد المسلحين المتبقين داخل المخيم بنحو ستين، بعضهم مصاب بجروح لا تسمح له بالمشاركة في القتال.

في غضون ذلك، قال عضو هيئة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج ان عملية نقل عائلات المسلحين الى منازل ذويهم وفق الاتفاق الذي تم تجرى تدريجياً وتأخذ بعض الوقت، املا عند الانتهاء من هذه العملية البحث في استسلام ما تبقى من المسلحين الى الجيش الذي وعد بمحاكمة عادلة.

في غضون ذلك، عقدت «هيئة علماء فلسطين» مؤتمراً صحافياً في مخيم البداوي تحدث فيه الشيخ علي داوود، معلناً ان الهيئة علّقت مبادرتها بعد ما قامت به لاجلاء عائلات المسلحين لاسباب انسانية محضة.

وقد وصل الى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان عدد من افراد عائلات مسلحي «فتح الاسلام»، واقاموا في منازل اقارب لهم داخل عين الحلوة، وبينهم «ام هريرة» زوجة المسؤول في التنظيم شهاب القدور «ابوهريرة» الذي قتل برصاص القوى الامنية اللبنانية قبل اسابيع في مدينة طرابلس.

وحتى عصر امس لم تفلح محاولات الاعلاميين اجراء مقابلات مع بعض زوجات قادة «فتح الاسلام».