باريس تدرس عودة وزير خارجيتها إلى لبنان لبلورة «تفاهمات» داخلية برعاية عربية وإقليمية

لاحظت «إيجابية» إيرانية في الملف اللبناني و«ترقبا» سوريا

TT

عاد السفير الفرنسي جان كلود كوسران، المكلف الملف اللبناني الى باريس، بعد ثلاثة أيام قضاها متنقلا بين القادة اللبنانيين بحثا عن «مخرج» للأزمة السياسية التي يعيشها لبنان منذ تسعة أشهر. وقالت مصادر فرنسية رسمية، إن الخارجية الفرنسية والرئاسة ستعمدان الى «عملية تقويم» لما قام به كوسران في بيروت ولما سيقترحه في تقريره لجهة «الخطوة التالية» في المبادرة الفرنسية التي تنصب على «محاولة بلورة مجموعة من التفاهمات الداخلية برعاية عربية وإقليمية (إيران) ودولية تسمح بمواجهة الإستحقاق الرئاسي وتحاشي التصعيد، وخصوصا الفراغ الذي من شأنه فتح الباب أمام فوضى عامة لا يعرف أين ستتوقف».

ورغم أن باريس ترفض قطعا الخوض في بورصة الأسماء التي تراها «شأنا لبنانيا محضا»، إلا أنها بالمقابل تعمل على إيجاد «أرضية توافقية» بين المعسكرين المتواجهين مكثفة في الوقت عينه اتصالاتها مع السعودية ومصر وإيران والولايات المتحدة الأميركية، من دون أن تنسى سورية.

وقالت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن باريس «تعتبر أن موقف إيران إيجابي في الوقت الحاضر إزاء الملف الرئاسي ومجمل الموضوع اللبناني، بينما لا تزال فرنسا تنتظر أن تحذو دمشق الخط نفسه. غير أن الإشارات التي تنتظرها فرنسا، ميدانيا وعلى الساحة اللبنانية، «لم تأت بعد وجل ما جاءنا من دمشق تطمينات ووعود لم تتبعها حتى الآن أفعال». غير أن هذه المصادر تسجل «نقطة إيجابية» في تعامل سورية التي «لم تقم بدور سلبي حيث كان بإمكانها القيام بمثل هذا الدور» مثلا في ما خص انتخابات المتن الفرعية.

وحتى الآن، حقق ساركوزي نجاحات خارجية منها إعادة إطلاق البناء الأوروبي من خلال اقتراحه معاهدة «مبسطة» للاتحاد الأوروبي وإطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني والتقارب مع الولايات المتحدة الأميركية، وإرسال كوشنير الى العراق وتسويق مشروع الاتحاد المتوسطي.