إسلام آباد: متشددون يخطفون 4 بينهم ضابط في الشريط القبلي

TT

قال مسؤولون عسكريون في باكستان امس، إن متشددين اسلاميين خطفوا أربعة افراد بينهم ضابط أمن باكستاني ومسؤول حكومي في منطقة قبلية على الحدود الافغانية. وذكر مسؤول استخبارات أن الاربعة وبينهم اثنان من قوات الأمن، كانوا قد توجهوا للقاء المتشددين عند مدرسة دينية في اقليم وزيرستان الجنوبي واجراء محادثات بخصوص أمور أمنية عندما خطفوا.

وتم اختطاف ليفتنانت كولونيل من سلاح الحدود شبه العسكري، واثنين من حرسه ومسؤول حكومي محلي في الوقت الذي كانوا يسافرون فيه في جنوب وزيرستان، وهي منطقة قبلية تتاخم حدود افغانستان، حيث قام متشددون اسلاميون باختطاف 16 من القوات الحكومية في وقت سابق هذا الشهر، ولم يتم الافراج عنهم حتى الآن. ونقلت قناة «اج» الإخبارية عن مسؤول محلي «لم يتضح هوية الخاطفين، ولكن شكوكنا تنصب على المتمردين (رجال الميليشيا الموالين لطالبان) الذين يمارسون انشطتهم فى جنوب وزيرستان». وفي حادث منفصل، هاجم العشرات من المتشددين قافلة عسكرية صباح امس بالصواريخ والبنادق في شمال وزيرستان. وقالت مصادر عسكرية إن اثنين من المتشددين قد قتلا، وأصيب كثيرون آخرون في الوقت الذي قامت فيه القوات التي ساندتها مروحيات مسلحة بصد الهجوم. وتصاعد العنف في باكستان خاصة في وزيرستان وأجزاء أخرى في المناطق القبلية على الحدود الافغانية منذ انهيار اتفاق سلام مع المتشددين واقتحام قوات خاصة تابعة للجيش مسجد كان متشددون يسيرون على نهج طالبان يحتمون به في العاصمة اسلام اباد الشهر الماضي. وكان متشددون في اقليم وزيرستان الجنوبي خطفوا في وقت سابق من الشهر الحالي 16 من رجال الأمن. وقتل المتشددون أحدهم وهددوا بقتل الباقين، الا إذا جرى الإفراج عن عشرة من زملائهم من السجن.

وشهدت منطقة وزيرستان تصعيدا فى اعمال العنف منذ مطلع شهر يوليو (تموز) الماضى، عندما أمر الرئيس برويز مشرف باقتحام المسجد الأحمر في اسلام اباد. وكان أكثر من 100 شخص قد لقوا حتفهم في الهجوم.

وانسحبت القبائل المحلية على الفور من معاهدات السلام مع الحكومة، وشنت سلسلة من الهجمات الانتقامية في المناطق الحدودية التي يعتقد أنها معقل المتشددين الأصوليين وإرهابيي «القاعدة».

ونشرت باكستان قوات قوامها نحو 90 الف جندي على طول حدودها الغربية، ولكنه لم تتمكن من منع المتشددين في وزيرستان من شن هجمات ضد القوات الدولية في افغانستان.

واحتمى كثير من أعضاء تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان في وزيرستان، ومناطق أخرى نائية على الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان، بعد أن تغلبت القوات الأميركية والافغانية على حكومة طالبان، وأطاحتها من السلطة في أفغانستان بنهاية عام 2001.

من جهة أخرى قالت تقارير إعلامية امس، إن عشرات الجنود الباكستانيين فروا من الخدمة في قوات الأمن، التي نشرت في المناطق القبلية على الحدود الأفغانية، لأنهم غير واثقين بأن محاربة «أهلهم» هو أمر صحيح من الناحية الأخلاقية.

وقال جندي هارب من قوات فيلق الحدود شبه العسكري لصحيفة «ديلي تايمز»: «أنا لم أهرب من الخدمة، لأنني أخاف الموت، بل لأنني لست متأكدا أن القتال في المنطقة القبلية في وزيرستان، هو شيء إسلامي أم لا». وزعم الرجل الذي رفض أخيرا الخدمة في المناطق القبلية، أن هذا التساؤل يتردد في نفوس الجنود الآخرين، وأن هذه الحيرة هي ما يمنعهم من «القتال بقوة شديدة» ضد عناصر «القاعدة» وطالبان في المنطقة.