الأمم المتحدة: أعداد اللاجئين العراقيين ترتفع إلى 60 ألفا شهرياً

سفيرة النوايا الحسنة جولي تزور العراق وسورية

الممثلة الأميركية انجلينا جولي تلتقي بمسنة عراقية في مخيم «الوليد» في العراق (المفوضية السامية للاجئين)
TT

تواصل المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة جهودها لحشد الدعم للاجئين العراقيين من الدول المانحة، من حيث جمع التبرعات لحملتها لمساعدة اللاجئين العراقيين، بالاضافة الى استقبال عدد اكبر من اللاجئين فيها. واعلنت المفوضية امس ان عدد العراقيين الفارين من العنف في بلادهم يزداد الى حوالى 60 الف شهرياً، بعدما كان 50 الفاً في الاشهر الماضية. وعلى الرغم من ان اعداد العراقيين في الدول المجاورة الى العراق فاق المليونين، الا ان فقط 170 الف عراقي سجلوا اسماءهم في مكاتب المفوضية. وصرح بيتر كيسلر الناطق باسم المفوضية لـ«الشرق الاوسط» امس بأن «الكثير من العراقيين في دول الجوار لا يعتبرون انفسهم لاجئين، وبعضهم لم يقرر بعد الذهاب الى مكاتبنا». وأضاف كيسلر: «كان غالبية العراقيين في الاردن وسورية من الهاربين من نظام صدام حسين السابق، ولكن الوضع بدأ يتغير الآن لتصبح النسبة الاكبر من العراقيين الهاربين بسبب غزو قوات التحالف للعراق» عام 2003. ولفت كيسلر الى ان الكثير من العراقيين الذين يتجهون لمكاتب المفوضية لتسجيل انفسهم لاجئين «يفعلون ذلك للحصول على مساعدات انسانية بعدما اصبحوا يعانون من الفقر بعد نفاد الاموال التي اخرجوها من العراق معهم». وضمن جهود المفوضية السامية لتوعية الرأي العام عن معاناة اللاجئين العراقيين، اوفدت سفيرة النوايا الحسنة الممثلة الاميركي انجلينا جولي الى سورية والعراق لتفقد اللاجئين العراقيين ومعرفة احتياجاتهم ومناشدة الدول المانحة لمساعدتهم. وبعد زيارة لاجئين عراقيين في منازلهم في دمشق وزيارة مكتب لتسجيل اللاجئين العراقيين يوم الاثنين الماضي، عبرت الحدود العراقية أول من أمس لزيارة معسكر «الوليد»، حيث يوجد 1200 عراقي على الجدود بين البلدين. وقالت جولي: «جئت الى سورية والعراق للفت الانتباه الى هذه الازمة الانسانية ومطالبة الحكومات لزيادة دعمها للمفوضية السامية للاجئين وشركائها». وأضافت: «من الاساسي التخطيط لمواجهة التبعات الانسانية الهائلة على هؤلاء (اللاجئين) عند مناقشة مستقبل العراق». ويذكر ان جولي زارت معسكرا للقوات الاميركية والقوات المتعددة الجنسية في العراق اثناء زيارتها.

وقد اوصت المفوضية السامية للاجئين بنقل حوالي 13200 عراقي الى دولة ثالثة من الدول المجاورة خلال العام الماضي، متوقعة ان يرتفع هذا العدد الى 20 الفاً في العام المقبل. وقد اوصت المفوضية بنقل حوالي 10 الاف عراقي الى الولايات المتحدة، لكن واشنطن لم تستقبل الا المئات منهم حتى الآن. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مسؤولين اميركيين قولهم بأن واشنطن تدرس امكانية الاستعجال في تأمين انتقال العراقيين الذين عملوا مع قواتها الى الولايات المتحدة، بسبب التهديدات الامنية التي يواجهونها. واضافت الصحيفة ان بين اكتوبر (تشرين الاول) 2006 ويوليو (تموز) الماضي، استقبلت الولايات المتحدة 190 لاجئاً عراقياً فقط. وناشدت المفوضية السامية الدول المانحة مجدداً تقديم التبرعات لمساعدة العراقيين في دول الجوار. واعلنت انها حصلت على 75 في المائة من التمويل لحملتها الاولى بقيمة 123 مليون دولار لمساعدة العراقيين، لكن حملتها الثانية بقيمة 129 مليون دولار لمساعدة الدول المجاورة في تقديم الخدمات التعليمية للطلبة العراقية لم تحصل على دعم بعد. وقد وقع الاردن والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة امس في عمان اتفاقا تمنح بموجبه الاردن عشرة ملايين دولار لدعم قطاع التعليم بعد قرار المملكة السماح للطلبة العراقيين بدخول المدارس الحكومية. ويذكر ان المفوضية السامية للاجئين تعمل على مساعدة اللاجئين العراقيين في الدول المجاورة، والذين يوجد غالبيتهم في سورية والاردن، حيث يوجد حوالى 1.4 مليون عراقي في سورية و700 الف في الاردن، بالاضافة الى مساعدة المشردين العراقيين داخل حدود بلدهم الذين يصل عددهم الى 2.2 مليون. وبحسب بيان صادر عن المفوضية أمس، فان غالبية العراقيين المشردين يواجهون صعوبة في الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية الضرورية. وحذرت وزارة التربية العراقية من احتمال تدني نسبة الأطفال الذين سيلتحقون بالمدارس في السنة الدراسية المقبلة، موضحة أنها تتوقع أن ينخفض عدد الملتحقين بالمدارس هذا العام بنسبة 15% مقارنة بالعام الماضي. ونقل الموقع الالكتروني لـ«مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية» أمس عن ليلى عبد الله، وهي مسؤولة رفيعة المستوى بوزارة التربية، أن الوزارة «تحاول تشجيع الأسر على إرسال أطفالها إلى المدارس لتجاوز الانخفاض الملحوظ في عدد الطلبة خلال الأربع سنوات الماضية، الذي أثر على أدائهم».