بن جلون يدعو الناخبين المغاربة لحماية أصواتهم من «الانتهازيين»

TT

دعا أحمد بن جلون، أمين عام حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المغربي المعارض، الناخبين الى حماية أصواتهم ممن سماهم المتلاعبين والمفسدين والانتهازيين، الذين يستغلون فرصة الانتخابات، لقضاء مآربهم، ومصالحهم الفردية والأنانية، على حساب المصالح العليا للوطن، والحاجيات الحيوية للجماهير الشعبية، في ظل ما وصفه «ديمقراطية، يريدونها شكلية ومغشوشة».

وقال بن جلون، الذي كان يتحدث مساء اول من أمس، بملعب الهلال بحي يعقوب المنصور، إن حزبه ناضل ولا يزال من أجل إقرار ديمقراطية حقيقية، نابعة من الشعب والى الشعب، من أجل بناء دولة الحق والقانون، من خلال فصل حقيقي للسلط. وأكد بن جلون انه اختار هذا الملعب الرياضي، لكون الزعيم اليساري الراحل المهدي ابن بركة، الذي اختطف واغتيل عام 1965، ألقى خطابا تاريخيا في نفس المكان عام 1963، من أجل مناهضة الاقطاع، والطبقة البورجوازية الهجينة، والأوليغارشية، التي تعيث في المغرب فسادا على حد قوله.

ونبه بن جلون الى خطورة استمرار نفس الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، التي تجعل فقط 40 عائلة تتحكم في اقتصاد المغرب بمنطق الريع، والاستغلال الفاحش دون احترام للقوانين، بينما يستهلك 90 في المائة من سكان المغرب فقط 40 في المائة، ويربح شخص واحد 100 مرة ما يربحه شعب بأكمله، وتستحوذ شركات أجنبية على خيرات البلاد.

وانتقد بن جلون، في خطابه الحماسي، وهو وكيل لائحة حزبه بدائرة الرباط المحيط، بحدة الطريقة التي يدبر بها الشأن العام، مشيرا الى أن عددا من الاقطاعيين المغاربة، يرسلون ابناءهم الى المدارس الخاصة، والبعثات الأجنبية، او خارج المغرب، في الوقت الذي يعمدون فيه الى الإبقاء على مناهج تعليمية عتيقة، تخرج آلاف العاطلين، مما يؤدي الى تمايز طبقي حاد، يخدم مصالح بعض الفئات.

وأبرز بن جلون الحيف السائد في جميع الميادين المرتبطة بالبنى التحتية، والخدمات، وبنيات الاستقبال، موضحاً ان القلة القليلة من المغاربة هي من تعيش في بحبوحة ورغد الحياة، بينما الباقي يعيشون من وجهة نظره وضعا كارثيا، ودور حزبه هو مناهضة هذا التوجه غير السليم للدولة المغربية.

وجدد بن جلون دعوة حزبه لمواصلة النضال من أجل إقرار ديمقراطية حقيقية، تهدف الى تحقيق توزيع عادل للثروات، وبناء اقتصاد قوي، تضامني، وتوفير فرص عمل للمغاربة جميعهم، والعمل على تنمية الارياف، مضيفا أن مشاركة حزبه في الانتخابات بعد مقاطعة دامت ثلاثة عقود، ليست طمعاً في تحقيق أغراض شخصية، وإنما من أجل مواصلة النضال الديمقراطي، وحمل المشعل، رمز الحزب، لإنارة الطريق.

ووزع مناصرو الحزب، مطويات تعرف بالحزب، وبوكيل لائحته أحمد بن جلون، حيث ورد فيها، أنه رفض التعويض المالي عما يسميه اليساريون «سنوات الرصاص» لكونه يؤمن بأن الصراع من أجل الديمقراطية، حتى ولو أدى الى الاختطاف والتعذيب، والمنفى، ليس له ثمن، وأجره هو الوصول الى بناء دولة الحق والقانون، وديمقراطية سليمة وحقيقية.